اليوم الـ84 للحرب.. غزة تحت الأنقاض والعين على القاهرة
أكوام الأنقاض تنتشر في كل شبر من غزة، وحولها يتجمع فلسطينيون ينبشون عن ذويهم، فيما تتجه الأنظار إلى مصر على أمل صفقة جديدة.
هكذا تدخل الحرب في غزة يومها الـ84 مشحونة بذات المعاناة تحت وطأة قصف إسرائيلي يستمر حتى اليوم الجمعة، ويستهدف بشكل خاص جنوب القطاع.
وكثفت القوات الإسرائيلية، ليل الخميس/الجمعة، ضرباتها في القطاع، خصوصا في رفح حيث هرع فلسطينيون نحو أكوام من الأنقاض بحثا عن ناجين.
وقال تيسير أبوالعيش لوكالة فرانس برس "كنا جالسين بهدوء (في المنزل) وفجأة سمعنا انفجارا قويا وبدأ حطام يتساقط علينا".
وأضاف "الشقة دمرت بالكامل وبناتي كن يصرخن. هناك كثير من الضحايا (...) نحاول إخراج الجيران من تحت الأنقاض لكن ثمة قتلى".
وفي جنوب القدس، أصاب فلسطيني إسرائيليَيْن في هجوم بسكين قبل أن يُقتل بالرصاص حسب الشرطة ومسعفين، فيما أشادت حماس بـ"عملية بطولية" نفذت "ردا" على الوضع في غزة.
محادثات في القاهرة
ينتظر الجمعة وصول وفد من حماس إلى القاهرة لمناقشة خطة مصرية تشمل ثلاث مراحل، تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الرهائن الذين تحتجزهم الحركة مقابل إطلاق فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى التوصل لوقف الأعمال القتالية.
وخلف هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 1140 قتيلا، غالبيتهم مدنيون استنادا إلى الأرقام الإسرائيلية.
كما جرى خلال الهجوم أخذ نحو 250 رهينة لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة، وفق إسرائيل.
وتشن إسرائيل مذاك قصفا مكثفا على القطاع المحاصر أعقبته باجتياح بري، ما خلف أكثر من 21 ألف قتيل معظمهم نساء وأطفال.
وفي القاهرة سينقل وفد حماس إلى المصريين "رد الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم"، حسب ما قال مسؤول في الحركة لفرانس برس، طالبا عدم كشف هويته.
وأضاف المسؤول أن هذه الملاحظات تتعلق خصوصا بـ"طرق عمليات التبادل المرتقبة وعدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم والحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة".
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع الخميس في تل أبيب مع عائلات رهائن: "نحن على اتصال (مع الوسطاء) في هذه اللحظة. لا أستطيع تقديم مزيد من التفاصيل. نحن نعمل على إعادتهم جميعا. هذا هدفنا".
"خطر جسيم"
أكد تجمع نير عوز السكاني في جنوب إسرائيل، الخميس، وفاة رهينة إسرائيلية أمريكية كانت محتجزة منذ الهجوم الذي شنته حماس.
وقال التجمع في بيان إن جوديث واينستاين حاغاي أصيبت خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول وتوفيت متأثرة بجروحها.
وتعتبر واينستاين حاغاي أكبر سيدة محتجزة لدى حماس في غزة إذ كانت تبلغ 70 عاما وهي "أم لأربعة وجدة لسبعة وكانت معلمة للغة الإنجليزية متخصصة بالعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ومن يعانون مشاكل في التركيز"، حسب البيان.
واختُطفت مع زوجها غاد حاغاي (73 عاما) الذي أعلن مقتله في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما زالت جثثهما في قطاع غزة.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من "خطر جسيم" يواجهه سكان غزة.
ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ "خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون إصابات فظيعة وجوعا حادا والمعرضين لخطر شديد للإصابة بأمراض".
ولا تصل المساعدات الإنسانية التي تسيطر إسرائيل على دخولها إلى غزة سوى بكميات محدودة جدا، رغم قرار مجلس الأمن دعا قبل أيام "جميع الأطراف إلى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق".
واستنادا لأرقام الأمم المتحدة، أرغم 1,9 مليون شخص -يمثلون 85% من سكان غزة- على النزوح بسبب المعارك، فيما يخيم شبح مجاعة على القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية متعاظمة في ظل حصار إسرائيلي مطبق.
قصف في سوريا
ولا تزال المخاوف من توسع الحرب في المنطقة قائمة، خصوصا مع تبادل القصف على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، والهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وبحر العرب.
وتحدث الجيش الإسرائيلي عن عمليات قصف من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، حيث دوت صافرات الإنذار مرات عدة بعد ظهر الخميس، وأعلن شن ضربات على "مواقع" لحزب الله.
واستهدف قصف إسرائيلي، الخميس، مناطق في دمشق وجنوب سوريا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع السورية ووسائل إعلام رسمية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن غارات إسرائيلية استهدفت موقعا للدفاع الجوي السوري في محافظة السويداء جنوب البلاد وكذلك قرب مطار دمشق الدولي.
ونادرا.. ما تعلق إسرائيل على ضربات بعينها تستهدف سوريا، لكنها قالت مرارا إنها لن تسمح لخصمها اللدود إيران بترسيخ وجودها في البلد.
وهدد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف، الأربعاء، إسرائيل بـ"أعمال مباشرة وأعمال تقوم بها جبهة المقاومة" ردا على مقتل القيادي في الحرس الثوري رضي موسوي الإثنين بضربة إسرائيلية في سوريا.
aXA6IDE4LjIxNy4xNjEuMjcg جزيرة ام اند امز