نيران الحرب في السودان تحاصر عاصمة «السلطنة الزرقاء»
امتدت نيران الحرب في السودان لتحاصر عاصمة "السلطة الزرقاء"، المسمى التاريخي لولاية سنار جنوب شرقي البلاد.
وقالت مصادر عسكرية "العين الإخبارية" إن معارك عنيفة اندلعت صباح اليوم الإثنين، بين الجيش وقوات "الدعم السريع" بمنطقة "جبل موية" بالولاية.
وطبقا للمصادر فإن المواجهات العسكرية، التي بدأت في الساعات الأولى من الصباح، لا تزال مستمرة في المنطقة الجبلية الممتدة التي تقع جنوب غرب ولاية سنار على الطريق القومي الذي يربط بين ولايتي النيل الأبيض وسنار.
وسقطت القذائف على أطراف مدينة سنار، ما أدى إلى نزوح واسع للسكان في المنطقة، على ما أفادت المصادر.
وأبلغ شهود عيان "العين الإخبارية" أن حالة من الهلع والخوف سيطرت على سكان الولاية، فيما أغلقت المدارس والمحال التجارية.
وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لقائد قوات "الدعم السريع" بقطاع ولاية سنار عبدالرحمن البيشي، وهو يقود سيارته لإدارة المعركة.
وتقع مدينة سنار في وسط السودان على الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق على ارتفاع 427 مترا فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم 280 كيلومترا جنوبا.
وكانت سنار لقرون عديدة عاصمة للسلطنة الزرقاء التي حكمت السودان في القرن السابع عشر وحتى عام 1821، وهي اليوم واحدة من أكبر المراكز التجارية وأبرز نقطة تقاطع خطوط السكك الحديدية في السودان.
محور الفاشر
ومع توسع رقعة الاشتباكات أبلغت مصادر عسكرية "العين الإخبارية" بتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
واجتاحت قوات "الدعم السريع" 4 عواصم ولايات أخرى في دارفور العام الماضي، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الأمنية والإنسانية، في ظل شح الغذاء والدواء والماء.
وأعلنت منظمات دولية ووزارة الصحة في إقليم دارفور عن ارتفاع ضحايا معارك الفاشر إلى نحو 2000 قتيل وجريح منذ مايو/أيار الماضي وحتى الآن.
وفرضت قوات "الدعم السريع" حصارا على الفاشر قبل أن تبدأ قصفها وخوض معارك شرسة مع الجيش وحلفائه منذ 10 مايو/أيار الماضي، ما دفع الآلاف إلى الفرار من العنف.
وتقع مدينة الفاشر في غرب السودان على ارتفاع 700 متر (2296 قدما) فوق سطح البحر على مسافة 800 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم، و195 كيلومترا عن مدينة نيالا باتجاه الشمال الشرقي.
وتقول الأمم المتحدة إن السودان الذي كان حتى قبل الحرب أحد أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء.
وانهار النظام الصحي بشكل شبه كامل في السودان. وتقدّر الخرطوم الخسائر في هذا القطاع بقرابة 11 مليار دولار.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.