حلم الناتو يراود أوكرانيا.. رسائل دعم أوروبية تقفز على موقف المترددين
في الوقت الذي تطالب فيه كييف، واشنطن بإقناع المترددين في أوروبا لضمها إلى «الناتو»، وصل مسؤولان من القارة العجوز إلى أراضيها، في رسالة دعم لا تخطئها العين.
وفي تصريحات له، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم، إن الوقت لا يزال متاحا أمام الولايات المتحدة لإقناع «المترددين» في أوروبا بضرورة دعوة كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وطلب زيلينسكي من حلف شمال الأطلسي (الناتو) تقديم حماية مضمونة لأجزاء أوكرانيا التي تسيطر عليها كييف من أجل «وقف المرحلة الحرجة من الحرب»، وأشار ضمنا إلى أنه سيكون مستعدا بعد ذلك للانتظار لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.
وقال زيلينسكي لمحطة «سكاي نيوز» البريطانية: «إذا كنا سنتحدث عن وقف لإطلاق النار، سنكون في حاجة إلى ضمانات بأن بوتين لن يعود».
تصريحات زيلينسكي، تزامنت مع وصول منسّقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا اللذين عيّنا مؤخرًا، يوم الأحد، إلى كييف، في زيارة وصفت بأنها «رمزية» لدعم أوكرانيا.
رسائل دعم
وقال كوستا في تصريحات لوسائل الإعلام المرافقة لهما في الرحلة: «جئنا لإيصال رسالة واضحة مفادها أننا نقف بجانب أوكرانيا وسنواصل تقديم دعمنا الكامل لها».
فيما قالت كالاس، رئيسة وزراء إستونيا السابقة، إن «الوضع في أوكرانيا بالغ الخطورة»، مضيفة: «لكن من الواضح أن ذلك يأتي بكلفة باهظة جدا على روسيا أيضا».
ويحرص فريق القيادة الجديد للاتحاد الأوروبي على إظهار دعم حازم لأوكرانيا، في حين تتراجع قواتها على الجبهة، ويثير وصول دونالد ترامب الوشيك إلى البيت الأبيض مخاوف من وقف المساعدات الأمريكية في كييف.
ومن المقرر أن يجري المسؤولان الجديدان في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
«الضمان الأقوى»
ورأت منسقة الاتحاد الأوروبي أن «أقوى ضمان أمني هو عضوية الناتو»، مضيفة: «إذا قررت أوكرانيا رسم خط في مكان ما، فكيف يمكننا ضمان السلام حتى لا يذهب بوتين إلى أبعد من ذلك؟».
لكنّ دبلوماسيين في الناتو يستبعدون أن يمنح الحلف أوكرانيا العضوية قريبا، نظرا إلى معارضة مجموعة من الأعضاء الحذرين من الانجرار إلى حرب مع روسيا.
وقالت كالاس إن الاتحاد الأوروبي «يجب ألا يستبعد أي شيء»، فيما يتعلق بمسألة إرسال قوات أوروبية للمساعدة في فرض أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، أنفقت أوروبا حوالي 125 مليار دولار لدعم أوكرانيا في حين أنفقت الولايات المتحدة وحدها أكثر من 90 مليارا، وفق دراسة أجراها معهد "كيل".
والآن، أصبح مستقبل الدعم الأمريكي موضع تساؤل مع انتقاد دونالد ترامب المليارات التي أنفقت على أوكرانيا حتى هذه اللحظة وتلميحه إلى أنه يريد إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن.
لغة الصفقات
وفي هذا الشأن، أكّدت كالاس أن الاتحاد الأوروبي سيستخدم «لغة صفقات» لمحاولة إقناع ترامب بأن دعم كييف يصب في مصلحة الولايات المتحدة.
وأوضحت أن «المساعدة لأوكرانيا ليست عملا خيريا، انتصار روسيا سيشجع بالتأكيد الصين وإيران وكوريا الشمالية».
ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل سعيه لوضع أوكرانيا في موقف «قوي»، في حال اختيار كييف التفاوض مع موسكو، مقرّة في الوقت نفسه بأن الاتفاق على طرق جديدة لزيادة الدعم لأوكرانيا «يزداد صعوبة».
في غضون ذلك، تصاعدت التوترات بعد تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرب مبان حكومية في كييف بالصاروخ الجديد "أوريشنيك" بعد إطلاقه على أوكرانيا للمرة الأولى الشهر الماضي، في خطوة قال إنها تأتي ردا على حصول كييف على الضوء الأخضر لضرب الأراضي الروسية بصواريخ أمريكية وبريطانية.
ومع بداية فصل الشتاء، شنّت روسيا هجمات مدمرة على شبكة الكهرباء في أوكرانيا، فيما تُمنى القوات الأوكرانية المنهكة على خطوط المواجهة بخسائر في مواجهة الجيش لروسي الأكثر تسلحا وعديدا.
aXA6IDMuMTM4LjExNC4xNDAg جزيرة ام اند امز