اليوم التالي للحرب.. ماذا ناقش عباس وسوليفان؟
هيمن وقف إطلاق النار في غزة واليوم التالي للحرب على اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.
وكان سوليفان وصل مدينة رام الله، في وقت سابق الجمعة، قادما من تل أبيب، بعد اجتماعات مكثفة عقدها أمس مع مسؤولين إسرائيليين.
وقالت مصادر فلسطينية إن الرئيس الفلسطيني "أراد أن يسمع من المسؤول الأمريكي إجابات عن متى ستوقف إسرائيل حربها على غزة ومخططات إسرائيل لليوم التالي للحرب".
وقال الرئيس الفلسطيني للمسؤول الأمريكي "نحن لم نخرج من قطاع غزة لنعود إليه".
وأضاف "قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله أو أي جزء منه".
غير أن هذا الموقف يتعارض مع الموقف الإسرائيلي كما عبر عنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزير في المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي بيني غانتس.
ففي حين قال نتنياهو إنه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى غزة بعد الحرب، فإن غانتس عبر عن موقف مشابه.
وقال غانتس في كلمة: "في هذه الحرب ليس هناك اليوم التالي، هناك عملية طويلة وصعبة وضرورية، بدرجات متفاوتة من الشدة أيام، وأشهر، وسنوات".
وأضاف "في الجانب العسكري، وفي نهاية المرحلة المقبلة عند انتهاء المهمة في جنوب قطاع غزة، سنقوم بتصميم سيطرة أمنية كاملة على الفضاء، بما في ذلك الاستيلاء على الأراضي التي ستسمح بمواصلة الجهود العملياتية، وسوف تهيمن إسرائيل على الأمن، وتحافظ على حرية العمل، وتمارسها في جميع أنحاء الأراضي".
وتابع غانتس "في الجانب المدني سيكون من الصحيح تحديد كيانات محلية تعتني بالصرف الصحي والصحة والقضايا المدنية، بدعم من إدارة تتكون في معظمها من الدول العربية المعتدلة، التي أبدى بعضها بالفعل استعداده للانضمام إلى هذا الجهد".
وتقول الولايات المتحدة الأمريكية إن على إسرائيل عدم احتلال غزة وأن تسمح بعودة السلطة الفلسطينية مجددا إلى القطاع ضمن جدول زمني متفق عليه.
وقالت الرئاسة الفلسطينية إن عباس "أكد خلال اللقاء مع سوليفان، على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار، وحرب الإبادة الجماعية خاصة في قطاع غزة، من أجل تجنيب المدنيين ويلات القصف والقتل والدمار الذي تقوم به آلة القتل الإسرائيلية".
وأضافت: "جدد الرئيس التأكيد على ضرورة فتح جميع المعابر، ومضاعفة إدخال المواد الإغاثية والطبية والغذائية، وتوفير المياه والكهرباء والوقود بأسرع وقت ممكن، وتقديم ما يلزم من مساعدات لتعاود المستشفيات والمرافق الأساسية عملها في علاج الآلاف من الجرحى وتقديم خدماتها لأبناء شعبنا".
وتابعت أن عباس "أكد ضرورة تدخل الإدارة الأمريكية كذلك، لإلزام إسرائيل وقف عدوانها على أبناء شعبنا في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، المتمثل بالاجتياحات للمدن والمخيمات الفلسطينية وقتل للمدنيين، وتدمير للبنية التحتية، ووقف الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وجرائم التطهير العرقي وغيرها من الجرائم".
وأردفت: "جدد الرئيس التأكيد على رفض التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني ومنعه، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية بما فيها القدس".
وأكد عباس "رؤيتنا السياسية الشاملة وضرورة حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد المؤتمر الدولي للسلام"، مؤكدا أن السلام والأمن لا يتحققان إلا من خلال تنفيذ حل الدولتين، المستند لقرارات الشرعية الدولية الذي يشمل كامل أرض دولة فلسطين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة.
وبدوره قال البيت الأبيض إن الاجتماعات بحثت "الصراع المستمر في غزة وهدفنا المشترك المتمثل في هزيمة حماس، مع تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين إلى الحد الأدنى وضمان التدفق المتزايد والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى غزة".