رسائل «غاضبة».. مطالب فلسطينية عاجلة لـ«تسوية وسلام»
«يتضور شعبنا جوعا. لا مستلزمات طبية. ولا غذاء»، بهذه الكلمات، تحدث رئيس الوزراء الفلسطيني عن معاناة أهل غزة، مطالبًا الولايات المتحدة بإجراءات قابلة للتنفيذ، لا مجرد كلمات.
مطالب جاءت جنبًا إلى جنب مع انتقادات وجهها محمد اشتية إلى واشنطن، على خلفية موقفها في مجلس الأمن، باستخدامها حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن الدولي من المطالبة بوقف إطلاق النار على الرغم من تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الحرب المستمرة منذ شهرين قد تشكل تهديدا عالميا.
تناقض أمريكي
وقال اشتية إن رفض الولايات المتحدة السماح للأمم المتحدة بالمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وحثها، في الوقت نفسه، إسرائيل على حقن دماء المدنيين في غزة «تناقض»، مضيفًا: «هذا تناقض ينبغي ألا يكون حاضرا. يمكن للولايات المتحدة ممارسة ضغوط جادة على الإسرائيليين، يمكن للولايات المتحدة أمر إسرائيل بوقف الحرب».
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال مقابلة مع «رويترز»، «مجلس الأمن الدولي بتقديم جدول زمني شديد الوضوح، يقول إن الاحتلال الإسرائيلي الواقع على الأراضي الفلسطينية منذ 1967 ينبغي أن ينتهي. هذا هو المخرج الوحيد».
كما طالب بوقف فوري لإطلاق النار قائلا إن سكان غزة يواجهون مجاعة وإن من الضروري إسقاط شحنات غذائية طارئة من الجو لتفادي وقوع كارثة.
ودعا اشتية إلى تدخل دولي لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود، قائلا إن الولايات المتحدة التي تتمتع بأكبر نفوذ إقليمي فشلت حتى الآن في استخدام نفوذها بصورة فعالة.
وقال اشتية: «ما نحتاج إليه هو غد لجميع الأراضي الفلسطينية. ما نحتاج إليه هو أن نشهد انتهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتجسيد وتنفيذ حل الدولتين».
مستقبل غزة
وما زال الغموض يحيط بخطط مستقبل غزة بعد أن تنهي القوات الإسرائيلية اجتياحها المتواصل منذ أسابيع، لكن ثمة دعما دوليا واسع النطاق لتكليف السلطة الفلسطينية بدور بارز. وتمارس السلطة الفلسطينية في الوقت الحالي حكما محدودا في الضفة الغربية المحتلة.
غير أن السلطة التي تأسست في أعقاب توقيع اتفاقات أوسلو عام 1993 تتعرض لاتهامات بانعدام الكفاءة والفساد وتضغط عليها واشنطن من أجل تغيير قيادتها، الرئيس محمود عباس البالغ عمره 88 عاما.
ودأب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على القول إن واشنطن ترى أن حل إقامة دولتين، دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، هو الحل الوحيد القابل للتطبيق.
لكنه يضغط على عباس لمكافحة الفساد وتمكين المجتمع المدني ودعم حرية الصحافة وضخ دماء جديدة في قيادة السلطة التي يتراجع دعم الفلسطينيين لها منذ أعوام.
مقترحات الإصلاح
وقال اشتية إن السلطة الفلسطينية وضعت بالفعل مقترحاتها للإصلاح وإن التركيز على التحديات الداخلية تشتيت. واشتية حليف مقرب لعباس وشارك في فريق التفاوض الفلسطيني في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991.
وتابع: «القضية بالنسبة لنا هي امنحونا أفقا سياسيا»، مضيفا أن الولايات المتحدة فشلت حتى الآن في ممارسة الضغوط الضرورية على إسرائيل لتفي بتعهدات السلام التي قطعتها.
وأردف قائلا: «حينما يأتي الأمريكيون إلى هنا، لا يملكون ما يقدمونه. حينما لا يملكون ما يقدمونه، يبدؤون التحدث عن ضخ دماء جديدة في السلطة الفلسطينية».
وتصر إسرائيل على الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان ألا يتكرر هجوم حماس الذي تقول إنه أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وأجنبي واحتجاز 240 رهينة واقتيادهم إلى غزة.
ويفيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضا بأن إسرائيل لن تسمح للسلطة الفلسطينية بإدارة غزة، قائلا إن إسرائيل تختلف مع واشنطن في مسألة كيفية إدارة القطاع "بعد حماس".
وقال اشتية إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وبلينكن ومسؤولين أمريكيين آخرين تحدثوا "بلغة سياسية جيدة جدا" عن حل إقامة الدولتين و«إنهاء الاحتلال لكن الدعم الشفهي غير كاف».
وأضاف: «ما نحتاج له حقا من الولايات المتحدة هو أي نوع من الإجراءات القابلة للتنفيذ. نحتاج من واشنطن إلى أن تتحرك، لا أن تتحدث فحسب. كثيرة هي الإجراءات التي يمكن لواشنطن أن تتخذها لكنها لا تتخذها».
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA== جزيرة ام اند امز