تحذير أمريكي لبنوك لبنان: "تتسترون على فساد السياسيين"
حذرت وزارة الخزانة الأمريكية مصارف لبنان من أن بعض السياسيين اللبنانين يستخدمون القطاع المصرفي في عمليات يشتبه بفسادها.
وفي ختام زيارة لوفد من الوزارة الى لبنان استمرت ثلاثة أيام شدد أعضاء الوفد على ضرورة بذل جهود جادة للتحقيق في التجاوزات التي ذكروها عن السياسيين لا سيما من جانب مصرف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة.
وفي هذا السياق كشفت مصادر مصرفية لـ"العين الإخبارية" تفاصيل الاجتماع الإلكتروني الذي عقدته مع الوفد، مشيرة إلى أن الأمريكيين يضغطون على المصارف اللبنانية لمزيد من التعاون في مسألة الفساد، لاسيما فساد السياسيين والعنوان الدائم هو "حزب الله".
- لبنان وصندوق النقد.. الإصلاح الاقتصادي يبدأ من خلخلة "سرية الحسابات"
- بسبب "منشفة".. فندق يثير الغضب في لبنان (فيديو)
وكشفت المصادر أن الخزانة الأمريكية تتعامل معهم بسياسة "العصا والجزرة"، وقد يكون الجانب الأمريكي بصدد دراسة بعض الخطوات التي تساعد المصارف على الصمود واستعادة الثقة لدفعها لتعاون أفضل.
التستر على الفساد
وقالت المصادر إن الوفد الأمريكي اتهم المصارف بأنها لا تقوم بأما هو كاف من أجل مواجهة فساد السياسيين وأن هؤلاء لا زالوا يستخدمون القطاع المصرفي في عمليات يشتبه في فسادها.
وأضافت: "المصرفيون ردوا بنفي هذه المعلومات، مؤكدين أولاً ان الحركة المصرفية تراجعت بحدود 30%، وأن أي عملية لأي سياسي تخضع للقوانين والمعايير المحلية والدولية وأي اشتباه بأي عملية، يتم إيقافها ورفضها مشددين على أن السياسيين موضع الشبهة كانوا على علاقة بالولايات المتحدة، حتى أن بعضهم كان يقوم بزيارتها".
وتابعت: "وفد الخزانة الأمريكية اتهم المصارف أيضاً بتأمين دولارات للقرض الحسن التابع لحزب الله، وبحسب هذا الوفد فقد ارتفعت حركة الدولار لدى القرض الحسن لتصل إلى مليار دولار، لكن المصارف نفت أيضاً أي تعاط لها مع هذه المؤسسة، لافتة إلى أن الأموال المستعملة للقرض الحسن تأتي بمعظمها من إيران".
وأردفت أن "المصارف أثارت مع الوفد الأمريكي مسألة الاقتصاد الكاش وهو أمر يتعزز يوما بعد يوم في لبنان نظراً لفقدان الثقة في المصارف وقد وصل الأمر لدرجة أن استخدام البطاقات المصرفية للدفع أصبح محدوداً جداً، كما ارتفعت بعض الأصوات المصرفية رداً على الاتهامات بتهريب وتبييض الأموال مطالبة برفع السرية المصرفية عن العمليات من سقوف معينة لمعرفة من هم بالفعل أصحاب هذه العمليات.
السيطرة على تدفق الأموال
بدورة أكّد رئيس جمعية مصارف لبنان سليم صفير أن ممثلي القطاع المصرفي في لبنان ما زالوا يبذلون جهودهم، في ظل الظروف الحالية، لممارسة العناية الواجبة المناسبة والسيطرة على تدفق الأموال عبر النظام المصرفي وتطبيق معايير الامتثال المطلوبة.
وأثار صفير قلق القطاع إزاء المخاطر التي تتحملها المصارف والمودعين في ظل هذه الظروف، في حين فشلت الحكومة حتى اليوم في تحقيق الإصلاحات المطلوبة من الشعب اللبناني والمجتمع الدولي.
وبحسب بيان صادر عن جمعية المصارف فإن الوفد الأمريكي ركزّ على أهمية تشديد التدقيق في التحويلات المالية، مؤكداً على ضرورة بذل جهود جادة للتحقيق في التجاوزات المحتملة التي قد ترتكبها الشخصيات البارزة سياسياً (PEPs) وأي شخص يمكنه الوصول إلى الأموال العامة.
واتفق الوفد وجمعية مصارف لبنان على الحاجة إلى الاستمرار في تلبية ومعالجة القلق الناجم عن التحديات المالية الحالية بشكل صحيح وعلى ضرورة تعزيز معايير معرفة العميل إلكترونياً (KYC) وممارسات الامتثال.
إلى ذلك طلب وزير الخارجية والمغتربين من وفد الخزانة مساعدة اللبنانيين بتأمين القمح، الذي ردوا باستعدادهم لذلك بالإضافة إلى تأمين المحروقات أيضاً.
وفرضت المصارف اللبنانية منذ عام 2019 قيودا صارمة على حسابات العملة الصعبة لمعظم المدخرين، لكن منتقدين يقولون إن بعض الأشخاص من ذوي النفوذ كانوا قادرين على الوصول إلى الأموال بحرية أكبر.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTA5IA== جزيرة ام اند امز