وارن بافيت يدخل عامه الـ91 بثروة ضخمة.. 5 قواعد كونت 101 مليار دولار
يحتفل الملياردير الأمريكي وارن بافيت بعامه الـ91 أغسطس/آب المقبل بثروة تخطت الـ100 مليار دولار التي صنعها عبر 5 قواعد.
ويعتبر كثيرون وارن بافيت صاحب إمبراطورية بيركشاير هاثاواي التي تضم تحت مظلتها أكثر من 60 شركة تابعة مستثمرا أيقونيا غير تقليدي والأفضل في كل العصور، مع خبرته الاستثمارية الضخمة التي تمتد لعقود طويلة.
بدأ بافيت بتكوين ثروته في سن مبكرة جدا عندما كان في الحادية عشرة من عمره حين اشترى أول سهم في حياته ثم تقدم لدفع الضرائب في سن 13 عاما.
- وارين بافيت.. 5 نصائح من صائد الصفقات الأمريكي لتحقيق الثروة
- عالم الأثرياء.. الذئب المنفرد الصيني يفترس وارن بافيت
تضاعفت ثروة بافيت خلال الأشهر الـ15 الماضية فقط لتصل إلى 101.1 مليار دولار، بحسب الإحصاءات اللحظية لفوربس مقابل 67.5 مليار دولار مع إطلاق قائمة أغنى المليارديرات خلال شهر أبريل/ نيسان من عام 2020، على الرغم من تأثير جائحة كوفيد-19 على الأعمال.
وقفز سعر سهم بيركشاير هاثاواي من الفئة "ب" بنسبة 41.6% خلال عام واحد ليصل إلى 278.1 دولارًا أمريكيا بنهاية تعاملات الأربعاء الماضي مقابل 196 دولارا أمريكيا في 29 يوليو/ تموز 2020، وزاد سعر السهم من الفئة "أ" بأكثر من 40% أيضا ليصل إلى 418.8 ألف دولار.
كما سجلت القيمة السوقية للشركة 636.2 مليار دولار، وزادت أصول الشركة بنسبة 16.3% لتصل إلى 884.4 مليار دولار في نهاية مارس/ آذار الماضي مقابل 760.5 مليار دولار في مقارنة على أساس سنوي.
وتظهر اختيارات بافيت في الحياة أسلوبه في العمل الذي تبناه على مدار سنوات طوال، حيث لا يزال يعيش في المنزل نفسه الكائن في أوماها بولاية نبراسكا الذي اشتراه مقابل 31.5 ألف دولار عام 1958.
وكان بافيت أعلن في شهر يوليو/تموز الجاري تعهدا جديدا بقيمة 4.1 مليار دولار، ورغم أعماله الخيرية فإن ثروته تواصل الارتفاع منذ عام 2006، عندما بدأ في هذا التوجه وتعاون مع مؤسسة بيل وميليندا جيتس.
وحسب فوربس هذه هي القواعد الذهبية التي اتبعها بافيت -الذي يحل في المركز التاسع حاليا ضمن ترتيب أغنى مليارديرات العالم- وساهمت في توسيع نطاق إمبراطوريته الاستثمارية.
ابدأ صغيرا
عندما سئل بافيت خلال الاجتماع السنوي لمساهمي شركة بيركشاير هاثاواي في عام 1999 عن الطريقة التي يمكن بها جمع ثروة تبلغ 30 مليار دولار -ما يمثل صافي ثروته في ذلك الوقت- قال: "ابدأ صغيرًا "، مشيرا إلى أنه بدأ حياته الاستثمارية في سن مبكرة، لأن جمع الثروة يتطلب جهودًا متراكمة مثل "كرة الثلج" على حد قوله.
واشترى بافيت حصته الأولى من أسهم GEICO عندما كان طالبا في كلية كولومبيا للأعمال عام 1951، وصرح لصحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق أنه عندما كان في العشرين من عمره، استثمر أكثر من نصف صافي ثروته في أسهم GEICO العاملة في مجال التأمين، ثم استحوذ بافيت لاحقا على الأسهم المتبقية في الشركة ليضمها إلى إمبراطورية بيركشاير عام 1996.
اتبع طريقك الخاص
ذكر بافيت أنه إذا كانت لديه 10 آلاف دولار -على سبيل المثال- للاستثمار بعد التخرج مباشرة، فإنه سيركز على الشركات صغيرة الحجم، ليعمل بمبالغ قليلة، داعيا إلى الاستثمار في الأسهم مع انتقاء الجيدة منها، ولفت إلى أن هذه النصيحة قابلة للتطبيق حتى بعد مرور 100 عام .
أضاف: "لا يمكنك أن تتوقع من أي شخص آخر بذلك (انتقاء الأسهم) نيابة عنك. لن يخبرك الناس عن الاستثمارات الرائعة التي يجب أن تنفذها... إنها ليست الطريقة التي تدار بها الأعمال، عليك أن تفكر بنفسك، وإذا فعلت ذلك، ستجد أشياء تمكنك من أهدافك".
أكد بافيت أنه نفذ هذه القاعدة عندما بدأ بالاستثمار في GEICO لأول مرة عام 1951 حيث اتبع طريقته الخاصة ولم يفكر في ما قد يفكر فيه الناس بشأن استثماره في شركة التأمين، وهولا يؤمن بما يقوم به البعض بإتباع سياسة القطيع عندما تكون الأسهم مرتفعة، ويتسم بالشجاعة في اتخاذ قراراته الاستثمارية عندما يخشى الآخرون المجازفة.
اغتنم الفرص
على الرغم من حالة الذعر التي اجتاحت الأسواق خلال الأزمة المالية في عامي 2008 و2009، أعلنت بيركشاير عن صفقة بقيمة 5 مليارات دولار مع بنك غولدمان ساكس ثم ربحت الشركة مليارات الدولارات عندما تعافى بنك غولدمان وبقية القطاع المالي.
وأبرم بافيت صفقة مماثلة عام 2011 لمساعدة بنك أوف أميركا، الذي كان يواجه دعاوى قضائية تعود إلى أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، واستمر في زيادة حصته في البنك في السنوات التالية، ليجمع مليارات الدولارات من الأرباح بعد ذلك.
تؤكد هاتان الصفقتان ما يؤمن به بافيت بشأن اقتناص الفرص حتى عندما يفضل باقي المستثمرين عدم الشراء.
اشتر سلعا ثم بع علامات تجارية
يؤمن بافيت بمفهوم "اشتر سلعًا ثم بع علامات تجارية" وهو ما يوضحه شراء شركة See’s Candies في عام 1972 مقابل 25 مليون دولار، حيث يرى أن الشركات القائمة على السلع الأساسية يمكنها رفع الأسعار بمرور الوقت بمجرد بناء اسم وعلامة تجارية يثق بها العملاء.
عندما اشترى بافيت See’s Candies كانت مبيعاته السنوية تبلغ 17 مليون رطل من الحلوى، وبحلول عام 1984، ارتفع هذا الرقم إلى 25 مليون رطل، كما ارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 333% من 31 مليون دولار إلى 136 مليون دولار، وفقا لموقع Fool.com.
وحققت الشركة أرباحا إجمالية تبلغ 1.65 مليار دولار بعد أن استحوذ بافيت عليها بنحو 40 عامًا، وفقا لما ذكره بافيت عام 2011.
وبتطبيق القاعدة نفسها: "اشتر سلعًا ثم قم ببيع علامات تجارية"، استحوذت بيركشاير على Dairy Queen عام 1997 مقابل 585 مليون دولار، حيث جذب نموذج عملها عراف أوماها ثم تابع استثماره في العلامات التجارية الاستهلاكية المعروفة الأخرى مثل ماكدونالدز وكوكا كولا وجيليت.
كن صبورًا على المدى الطويل
يرى بافيت أن الاستثمارات طويلة الأجل بدلاً من الشراء ثم البيع سريعا هي الأفضل، وهو ما تعلمه من بنيامين غراهام، الاقتصادي والمستثمر المخضرم، وتبناه بافيت منذ عقود.
ما يقوم به بافيت هو شراء الأسهم بأقل من قيمتها والاحتفاظ بها لفترة طويلة حتى ترتفع قيمتها، وفي أثناء قيادته لشركة بيركشاير هاثاواي، اتبع بافيت أساليب الاستثمار التي يجد البعض صعوبة في الالتزام بها، مثل الصبر والانضباط على المدى الطويل.
تعكس محفظة بيركشاير فلسفة بافيت الواضحة في الشراء والاحتفاظ بالاستثمار، حيث تتبع أميركان إكسبرس شركة بيركشاير منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، كما تمتلك شركة عراف أوماها أسهما في كوكاكولا منذ الثمانينيات.