وارسو.. "المدينة العنقاء" تحشد العالم ضد إرهاب إيران
يجتمع بها وزراء للخارجية ومسؤولون كبار من 60 دولة؛ لاستعراض وحدة الصف كرد قوي على نظام إيران
تحولت العاصمة البولندية "وارسو" إلى محط أنظار العالم إثر استضافتها المؤتمر الذي دعت إليه الولايات المتحدة؛ لبحث آلية وقف أنشطة إيران الهدامة في الشرق الأوسط ومحاربة الإرهاب، ومناقشة السلام والأمن.
- 60 دولة تبحث في وارسو آلية مواجهة إرهاب إيران وأنشطتها الهدامة
- مسؤول أمريكي يكشف لـ"العين الإخبارية" أجندة مؤتمر وارسو لردع إيران
ويجتمع وزراء للخارجية ومسؤولون كبار من 60 دولة في العاصمة البولندية؛ لاستعراض وحدة الصف كرد قوي على نظام إيران الذي يحتفل هذا الأسبوع بمرور 40 عاما على ثورة الخميني.
ويطلق مؤتمر وارسو مجموعات وورش عمل متنقلة في دول عدة للنظر في قضايا المساعدات الإنسانية واللاجئين والأسلحة الباليستية ومكافحة الإرهاب والجريمة الإلكترونية.
المدينة العنقاء
وكُنيت وارسو بـ"المدينة العنقاء" لكثرة الحروب التي مرت عليها في تاريخها الماضي والحاضر والتي كان أبرزها الحرب العالمية الثانية (1939 -1945)، حيث اضطرت المدينة إلى إعادة بناء نفسها أكثر من مرة بعد تدمير أكثر من 80% من مبانيها.
ووارسو هي عاصمة بولندا وأكبر مدنها، وتقع على نهر فيستولا (أطول أنهار بولندا) وعلى مسافة 300 كيلو متر من جبال الكاربات (أطول سلسلة جبلية في أوروبا).
وقدر عدد سكانها في عام 2014 بمليون و726 ألفا و581 نسمة، ومع إضافة سكان منطقة العاصمة الكبرى يصل إلى مليونين و631 ألفا و902 نسمة، ما يجعل مدينة وارسو واحدة من أكبر 10 مدن في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان، وتبلغ مساحتها 516.9 كيلومتر مربع.
وتعد أهم المقاصد السياحية الدولية ومركزًا اقتصاديًا هامًا في أوروبا الوسطى والشرقية، وهي مدينة ذات خليط غير متناغم من الفن المعماري يوطد موقعها باعتبارها نقطة تحول ما بين أوروبا الغربية والشرقية.
طفرة اقتصادية
وحققت بولندا خلال العقود الثلاثة الماضية نموا متسارعا بشكل كبير، مع تضاعف متوسط دخل الفرد، كما تجنبت ركوداً اقتصادياً خانقاً عانت منه العديد من الدول الأوروبية.
وكان الفضل في هذا النمو يعود لموقع مدينة وارسو المركزي والاستراتيجي لبولندا ولأوروبا، بالإضافة إلى ما تتمتع به من قوى عاملة متعلمة وبتكلفة منافسة مع جودة عالية أدى لاعتماد شركات كبرى عالمية تأسيس فروع لها في المدينة مثل جوجل وفيسبوك وإنفنتي وغيرها.
وبحسب تقارير سابقة لفوربس، فإن وارسو احتلت المرتبة الثالثة عالميًا لتفضيل الشركات الصغيرة لتأسيس مقارها فيها؛ وبسبب هذا أصبحت المدينة لاعبًا مهمًا في أسواق العالم الناشئة الصغيرة.
وتشكل الصناعة في بولندا اليوم نصف الناتج المحلي، وأهم الصناعات التي تقوم فيها هي بناء السفن والسيارات والآلات وتكرير البترول والزجاج والمنسوجات.
مزارات متعددة
وتُفتتح متاحف ومعارض جديدة بشكل منتظم، ويعد "متحف تاريخ اليهود البولنديين" ومتحف "انتفاضة وارسو" من المعالم الثقافية المهمة التي توثق الماضي المظلم للمدينة.
ولكن للاطلاع على أشياء أكثر بهجة، يمكنك زيارة "متحف وارسو للفنون المعاصرة" الواقع في متجر سابق للأثاث يعود لستينيات القرن الماضي، وكذلك القصر الملكي وحديقة الحيوان والطريق الملكي، حيث توجد الكاتدرائيات والقصر الرئاسي.
وتقع أفضل مناظر المدينة في "قصر العلوم والثقافة" المجاور لمحطة قطار وارسو الرئيسية.
والمبنى ناطحة سحاب رائعة، إذ يبلغ ارتفاعه 231 متراً، ويتضمن اليوم تشكيلة من حانات ومتاحف وأماكن لإقامة الحفلات الموسيقية وسينما وكازينو وغرف مؤتمرات واجتماعات.
تقارب بولندي أمريكي
وتعد استضافة وارسو للمؤتمر فرصة لحكومة المحافظين في بولندا لتعزيز العلاقات مع واشنطن في وقت يواجهون فيه عزلة متزايدة داخل الاتحاد الأوروبي وسط نزاع حول التزام الحكومة بمعايير سيادة القانون وكذلك العملة الوطنية.
ولم تعتمد بولندا عملة اليورو حتى الآن، وليست هناك خطط آنية للتخلي عن عملتها المحلية المعروفة باسم "زلوتي" التي تعني بالبولندية "الذهبي".
والشهر الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن المؤتمر؛ للتعامل مع مسألة "نفوذ إيران المزعزع للاستقرار" في الشرق الأوسط.
وتسعى الولايات المتحدة إلى حشد العالم حول رؤيتها للشرق الأوسط خلال المؤتمر الذي حقق مشاركة كبيرة في العاصمة الأوروبية وارسو الشهيرة.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg جزيرة ام اند امز