نزاع واشنطن-بكين.. حرب بأعماق البحار تحت أضواء الألياف الضوئية
من أجل بلوغ الريادة وفرض الهيمنة على شبكات المستقبل، اتسع نطاق الحرب الاقتصادية بين واشنطن وبكين لتشمل كابلات الألياف الضوئية.
واليوم، تعمل شركات الاتصالات الصينية المملوكة للدولة على تطوير شبكة كابلات إنترنت من الألياف الضوئية تحت البحر بقيمة 500 مليون دولار.
ستربط آسيا والشرق الأوسط وأوروبا لمنافسة مشروع مماثل تدعمه الولايات المتحدة. فيما تُعد الخطة علامة على اشتداد الحرب التكنولوجية بين بكين وواشنطن.
تطوير واحدة من أكثر شبكات الكابلات البحرية تقدمًا بالعالم
ووفق أربعة مصادر تحدثوا لرويترز، تعكف شركات الاتصالات الثلاث الرئيسية في الصين وهي تشاينا تيليكوم وتشاينا موبايل ليميتد وتشاينا يونيكوم، على تنفيذ واحدة من أكثر شبكات الكابلات البحرية تقدما والبعيدة المدى في العالم.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم كشف هويتها لأنه غير مسموح لها بمناقشة أسرار تجارية محتملة، أن الكابل المقترح والمعروف باسم إي.إم.إيه (أوروبا والشرق الأوسط وآسيا) سيربط هونج كونج بإقليم جزيرة هاينان الصينية قبل أن يتجه إلى سنغافورة وباكستان والسعودية ومصر وفرنسا.
وأردفت المصادر قائلة إن الكابل، الذي سيتكلف نحو 500 مليون دولار حتى يكتمل، ستصنعه وتمده في قاع البحر شركة إتش.إم.إن تكنولوجيز الصينية المحدودة، وهي شركة كابلات سريعة النمو.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان لرويترز إنها "تشجع الشركات الصينية دائما على القيام باستثمارات أجنبية و(فتح سبل) تعاون" بدون أن تعلق مباشرة على مشروع الكابل.
وتعتبر الصين موردًا لـ11.4% من الكابلات البحرية حول العالم منذ 2019، ومن المتوقع أن تنمو هذه النسبة إلى 20% بين عامَي 2025 و2030، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.
تقدم صيني.. وملاحقة أمريكية
وتأتي الأنباء عن هذا المشروع المزمع في أعقاب تقرير نشرته رويترز خلال شهر مارس/آذار الماضي وكشف عن كيفية نجاح الحكومة الأمريكية، في إحباط عدد من مشروعات الكابلات البحرية الصينية في الخارج على مدى السنوات الأربع الماضية. وأوقفت واشنطن أيضًا تراخيص مشروعات خاصة لإنشاء كابلات بحرية كان من المقرر أن تربط الولايات المتحدة بهونغ كونغ ومن بينها مشروعات تقودها شركات جوجل (NASDAQ:GOOG) وميتا بلاتفورمز وأمازون (NASDAQ:AMZN).
ويهدف مشروع مشروع (إي.إم.إيه) الذي تقوده الصين إلى منافسة مشروع كابلات آخر تنفذه حاليا شركة سابكوم الأمريكية وسيربط أيضا سنغافورة بفرنسا عبر باكستان والسعودية ومصر وست دول أخرى. ويطلق عليه اسم (سي.مي.وي-6) أي (جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وغرب أوروبا-6).
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تدعم أن يكون الإنترنت مجانيًا ومفتوحًا وآمنًا. وأضاف أن الدول يجب أن تعطي الأولوية للأمن والخصوصية عبر الشبكات اللاسلكية والكابلات الأرضية والبحرية والأقمار الصناعية والخدمات السحابية ومراكز البيانات.
بينما قالت وزارة الخارجية الصينية في بيانها إنها تعارض "انتهاك الولايات المتحدة للقواعد الدولية الراسخة" بشأن التعاون في مجال الكابلات البحرية.
وذكرت في البيان "على الولايات المتحدة أن تكف عن اختلاق الشائعات ونشرها حول ما يسمى "بأنشطة مراقبة البيانات" وأن تكف عن التشهير بالشركات الصينية وتشويه سمعتها".
في الوقت الحالي تنقل 400 كابل إنترنت نحو 98% من بيانات الإنترنت الدولية وحركة الهاتف حول العالم، وتمتلك الشركات الأمريكية عديداً منها وتشغلها، الأمر الذي يساعد على تعزيز هيمنة الولايات المتحدة على الإنترنت. لكن تصطدم تلك الهيمنة في الوقت الراهن بطموح صيني كبير وتحركات فعّالة على أرض الواقع لبناء طريق حرير رقمي على غرار طريقها اللوجستي.
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg جزيرة ام اند امز