واشنطن تكثّف حضورها في القرن الأفريقي.. زيارة إلى إثيوبيا وأرض الصومال

أجرى مسؤول عسكري أمريكي رفيع زيارة إلى القرن الأفريقي، في إطار استراتيجية بلاده لمواجهة التهديدات الإرهابية في القارة.
فقدت الولايات المتحدة مواقع لها في غرب أفريقيا، كما فقدت دعم حلفاء رئيسيين كانت لهم قواعد في القارة، أبرزهم فرنسا وألمانيا.
عقد الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، سلسلة لقاءات رفيعة المستوى شملت كلاً من إثيوبيا وأرض الصومال، وذلك في سياق ما يبدو أنه إعادة رسم لأولويات الأمن الإقليمي الأمريكي في مواجهة تمدد تنظيمي الشباب وداعش في منطقة القرن الأفريقي.
في أديس أبابا، استقبل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم الجمعة، الجنرال لانغلي، حيث أُجريت مشاورات تناولت "القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك".
ووفق بيان صادر عن السفارة الأمريكية في أديس أبابا، اطّلعت عليه "العين الإخبارية"، ركزت المحادثات على "مواجهة التهديدات الإرهابية من حركة الشباب وداعش"، في إشارة واضحة إلى تنامي القلق من أن تصبح إثيوبيا، رغم قوتها العسكرية، نقطة ارتكاز ثانوية لتسلل العناصر المتطرفة عبر حدودها الجنوبية والشرقية.
لم تكن الزيارة إلى إثيوبيا منفصلة عن تحرّك أمريكي أوسع في المنطقة، إذ جاءت مباشرة بعد زيارة وفد أمريكي رفيع المستوى، برئاسة السفير الأمريكي لدى الصومال ريتشارد رايلي، رافقه فيها الجنرال لانغلي، إلى عاصمة "أرض الصومال" هرجيسا.
وأرض الصومال، ذاتية الحكم، أعلنت استقلالها عن الصومال من جانب واحد، ولا يعترف بها المجتمع الدولي.
ووفق بيان صادر عن رئاسة أرض الصومال، بحث الجانبان "المصالح الأمنية والبحرية والدفاعية المشتركة"، كما شملت الزيارة تفقد مدينة بربرة الساحلية وتقييم بنيتها التحتية ذات الأهمية الاستراتيجية.
يرى مراقبون في المنطقة أن واشنطن تسعى، من خلال هذا الانخراط الأمني والدبلوماسي، إلى تعزيز طوق استراتيجي في مواجهة النشاط الإرهابي المتصاعد في الصومال وامتداداته الإقليمية.
تشير التقارير الاستخباراتية الأمريكية إلى تنامي قدرات "حركة الشباب" في شنّ هجمات خارجية، كما يُرصد حضور محدود ولكن مقلق لعناصر "داعش" في بعض المناطق الجبلية بالصومال.
وفيما لم يُعلن الطرفان، في كل من أديس أبابا وهرجيسا، عن تفاصيل الاتفاقيات أو الالتزامات الناتجة عن هذه اللقاءات، إلا أن لهجة التصريحات الصادرة عن السفارة الأمريكية ورئاسة أرض الصومال توحي بإعادة تفعيل شراكات أمنية قائمة على تبادل المعلومات، ودعم البنية التحتية الدفاعية، وربما إنشاء نقاط لوجستية على سواحل البحر الأحمر وخليج عدن.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز