رسائل مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب خلال زيارته إلى لبنان تؤكد القرار الأمريكي الحاسم حيال حزب الله
تتجه واشنطن إلى تصعيد العقوبات ضد حزب الله الإرهابي اللبناني، لتطال أي جهة أو شخصية تقدم المساعدات العينية له.
ودللت على ذلك رسائل مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب مارشال بيلينغسلي، خلال زيارته إلى لبنان، في بيانه، الإثنين، الذي أكد القرار الأمريكي الحاسم حيال حزب الله.
- مسؤول أمريكي: واشنطن ستعاقب من يدعم حزب الله "عينيا"
- 9 تهم أمريكية يواجهها لبناني ساعد مليشيا حزب الله
ومهدت السفارة الأمريكية في بيروت لهذه السياسة الحازمة من قبل الإدارة الأمريكية، قبيل وصول بيلينغسلي، وذلك استكمالا للإجراءات الأمريكية الأخيرة ضد حزب الله وكيفية تطبيق العقوبات.
وأثارت تصفية "جمال ترست بنك"، الذي سبق أن اتهمته بتسهيل الأنشطة المالية لحزب الله، التساؤلات بشأن المدى الذي ستصل إليه هذه العقوبات وكيف يمكن للبنان وحكومته التعامل معها، خاصة أن لحزب الله ممثلين في الحكومة والبرلمان.
وقالت السفارة الأمريكية في بيروت، في بيان، إن "بيلينغسلي سيشجع خلال لقاءاته في لبنان على اتخاذ الخطوات اللازمة للبقاء على مسافة من حزب الله وغيره من الجهات الخبيثة التي تحاول زعزعة استقرار لبنان ومؤسساته".
وأشارت إلى أنه "سيلقي الضوء على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة ولبنان وثقة الحكومة الأمريكية، بشكل عام، بالقطاع المالي اللبناني".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن مصدر لبناني مطلع على مضمون المحادثات، أن بيلينغسلي شدد على أن "الولايات المتحدة ستعاقب أي فريق يقدم دعما عينيا لحزب الله، سواء عبر الأسلحة أو المال أو أي وسائل مادية أخرى".
وأوضح أن "العقوبات تستهدف إيران وأتباعها في المنطقة دون المساس بمن تربطهم بحزب الله علاقة أو تعاون سياسي في لبنان".
بدوره، كان الموفد الأمريكي واضحا في لقائه مع الصحفيين اللبنانيين، في ختام لقاءاته اللبنانية، بتأكيده أن "الهدف الأساسي للإدارة الأمريكية هو التضييق الكامل على حزب الله وإبعاده عن النظام المصرفي اللبناني والعالمي".
وتحدث عن "أهمية العقوبات التي أثبتت نتائجها وأدخلته في أزمة مالية وتراجع قدرته على تأمين الأموال اللازمة لتسيير أوضاعه".
وقال في الوقت عينه إن "الإدارة الأمريكية لا تسعى إلى استهداف أي طائفة، وإنما الهدف هو عزل حزب الله وحرمانه من التمويل والموارد المالية لوقف أعماله الإجرامية والإرهابية".
وكان لافتا ما قاله بيلينغسلي إن "واشنطن مستعدة لدفع جوائز مالية تصل إلى 10 ملايين دولار أمريكي مقابل الحصول على معلومات تساعد في تجفيف منابع تمويل حزب الله".
وكشف أنه "سبق للولايات المتحدة أن دفعت أموالا لقاء حصولها على معلومات في هذا الإطار".
هذه الأجواء، التي رافقت زيارة الموفد الأمريكي الذي التقى كلا من رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف، عكست بما لا يقبل الشك أن المرحلة المقبلة ستشهد إجراءات جديدة مرتبطة بحزب الله.
ويعكس البيان الصادر عن بري في هذا الإطار ما تضمنته هذه الزيارة التي حرص الموفد الأمريكي أن يطّلع عن كثب من المسؤولين اللبنانيين على كيفية تعاملهم مع "جمال ترست بنك" الذي اتخذت الدولة اللبنانية قرارا بتصفيته.
وفي بيانه لفت بري إلى أنه سمع من الموفد الأمريكي ما لديه من أفكار حول الإجراءات التي اتخذتها إدارته تجاه لبنان، وقال: "نحن بدورنا قلنا ما يجب أن يقال وأسمعناه ما يجب أن ينقله إلى إدارته انسجاماً مع ما تمليه علينا المصلحة الوطنية العليا تجاه لبنان ومؤسساته وإنسانه وثوابته التي ﻻ نساوم عليها".
وفي ضوء المعلومات المتداولة في بيروت، فإن العقوبات الجديدة التي ستطال شخصيات لبنانية قد تشمل وزراء في الحكومة بينهم وزير الخارجية جبران باسيل حليف حزب الله.
وفي هذا الإطار، يؤكد مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية في لبنان سامي نادر أن "كلام الموفد الأمريكي واضح لجهة عدم التساهل مع أي جهة تساعد حزب الله".
وأوضح نادر، في تصريحات لـ العين الإخبارية"، أن "النموذج الذي سبق لأمريكا أن طبقته في التعامل مع حزب الله ومسؤوليه في الفترة الأخيرة سيستكمل في المرحلة المقبلة مع ترجيح تزايد وطأته وتوسّع الدائرة لتطال مزيدا من المصارف وعددا آخر من الشخصيات السياسية".
وتابع: "عندما تفرض أمريكا على مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي ووزير الخارجية جواد ظريف عقوبات، يعني ذلك أنه لم يعد هناك سقف لهذه الإجراءات التي تأخذ منحى تصاعديا وقد تطال وزراء ومسؤولين لبنانيين حلفاء أو على علاقة وارتباط بحزب الله".
وأشار إلى أنه "رغم التأكيد الأمريكي الدائم بالحرص على الوضع في لبنان، فإن ذلك لا يعني، بحسب نادر، السكوت عن الخروقات التي تحصل مهما كان الثمن".
وأوضح أنه "ليس مستبعدا أن تطال العقوبات مصارف لبنانية أخرى إذا لم تمتثل للعقوبات وتطبّقها بشكل كامل، لأنه يكفي حساب مشبوه واحد ليورّط المصرف بأكمله".
ولفت نادر إلى أن "الحكومة تبدو اليوم أمام مأزق ليس سهلا، إذ يطلب منها تطبيق مبدأ الحياد فهي تدفع اليوم ثمن التسوية الرئاسية التي أدت إلى أن يصبح حزب الله شريكا أساسيا في الحكومة".
وأكد أن "المصارف لن تكون بمنأى عن العقوبات الأمريكية إلا إذا عمدت إلى تطبيق خطّة تنظيف كاملة لحساباتها".
وبحسب مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية، فإن "هذا الأمر ليس بالمهمة السهلة"، مذكرا بـ"التفجير الذي استهدف بنك لبنان والمهجر عام 2016، فيما وصف حينها بالرسالة بعدما حاول أن يقوم بعملية تنظيف لحساباته".
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز