لا أعتقد أن هناك مشكلة في إيجاد الأسس القانونية التي تبرر وضع الإخوان على لائحة الإرهاب
أثار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو النقاش من جديد حول إمكانية قيام واشنطن بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وذلك في لقاء أجراه في معهد "هوفر" بجامعة ستانفورد الامريكية يوم 13 يناير/كانون الثاني 2020، أشار فيه إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية ما زالت تنظر في ذلك وتقيّم هذه الخطوة لضمان أن تتم بصورة صحيحة وعلى أساس قانوني سليم. الوزير الأمريكي، الذي كان واحداً من 8 نواب قدموا مشروع قانون إلى الكونجرس الأمريكي يطالب الإدارة الأميركية السابقة بإدراج الإخوان على قائمة الإرهاب الأمريكية، أكد ما هو بات معروفا للجميع من أن الإخوان يشكلون خطراً حقيقياً في كثير من الدول في الشرق الأوسط والعالم، ومع ذلك لا تزال إدارته مترددة في تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، وتبحث عن الأسس القانونية لذلك!!
إن إثبات صلة جماعة الإخوان المسلمين بالعنف والإرهاب والتطرف، لم تعد موضع شك، فجميع التنظيمات الإرهابية والمتطرفة خرجت من تحت عباءة الإخوان، وتشبعت بفكرها المتطرف، بما في ذلك تنظيما "القاعدة" و"داعش"
لا أعتقد أن هناك مشكلة في إيجاد الأسس القانونية التي تبرر وضع الإخوان على لائحة الإرهاب، فهذه الأسس واضحة للجميع، وسبق أن استندت إليها اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي في إعلان موافقتها في فبراير/شباط 2016 على مشروع قانون لتصنيف الجماعة "منظمة إرهابية"، ومن أهمها: أعمال العنف والإرهاب والتخريب التى قامت، وتقوم بها، جماعة الإخوان وفروعها المختلفة، سواء في مصر عقب ثورة 30 يونيو/حزيران التي أطاحت بهذه الجماعة من الحكم، أو في دول الصراعات العربية؛ ليبيا واليمن وسوريا، حيث تعدّ هذه الجماعة عنصرا مغذيا للعنف والإرهاب في هذه الدول.
ومن هذه الأسس أيضاً القرارات التي اتخذتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة بتصنيف جماعات وحركات تابعة للإخوان وقيادات إخوانية بوصفها إرهابية ووضعها على لائحة الإرهاب الأمريكية؛ مثل أنصار الشريعة وحركتي حسم ولواء الثورة في مصر وغيرها الكثير، إضافة إلى قيام كثير من الدول في المنطقة والعالم بإدراج الإخوان جماعة إرهابية بعد اتضاح خطرها، مثل مصر والسعودية والإمارات وروسيا.
إن إثبات صلة جماعة الإخوان المسلمين بالعنف والإرهاب والتطرف، لم يعد موضع شك، فجميع التنظيمات الإرهابية والمتطرفة خرجت من تحت عباءة الإخوان، وتشبعت بفكرها المتطرف، بما في ذلك تنظيما "القاعدة" و"داعش"، وجميع الأفكار المتطرفة التي تتبناها التنظيمات المتطرفة والإرهابية نبعت في الأساس من فكر جماعة الإخوان ومنظريها، ومع ذلك لا نزال نجد في الغرب من يميز بين الإسلام السياسي المعتدل والإسلام السياسي الجهادي!!
لم يعد العالم العربي والإسلامي فقط هو من يعاني من خطر الإخوان وفكرهم المتطرف، فالدول الغربية هي أيضاً أصبحت تعاني من هذا الفكر المتطرف، لا سيما مع تسلل الإخوان إلى كثير من المؤسسات الدينية الرسمية، بل حتى في بعض مراكز صنع القرار الغربي، وما رأيناه من انضمام آلاف من الشباب الأوروبي إلى "داعش" والتنظيمات المتطرفة، هو بلا شك نتاج لهذا الفكر الإخواني المتطرف، وهو الأمر الذي يبدو أن الدول الغربية تنبهت إليه مؤخراً، حيث بدأت تُخضع أنشطة الإخوان وتحركاتهم ومصادر تمويلهم لرقابة صارمة، فيما بدأت تتعالى الأصوات التي تحذر من خطرهم على المجتمعات الغربية، ومن استغلالهم لمناخ الحرية في الغرب لنشر فكرهم المتطرف.
الأسس القانونية والعملية التي تبرر وضع الإخوان على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة والغرب واضحة، ولا مجال فيها للجدل أو الإنكار، الشيء الوحيد الذي يمنع ذلك هو أن تكون هذه الجماعة الإرهابية مجرد أداة يتم استغلالها وتوظيفها لأداء أدوار مشبوهة في اختراق دولنا العربية والإسلامية وتهديد أمنها واستقرارها ووحدتها، كما تشير بعض الآراء، وهي شبهة يجب أن تنفيها هذه الدول الغربية قولا وفعلاً، من خلال اتخاذ خطوات حاسمة في التصدي لجماعات التطرف والإرهاب كافة، وعلى رأسها الجماعة الأم لكل هذه الجماعات؛ وهي الإخوان المسلمين، وفي مقدمة هذه الخطوات وضع هذه الجماعات على قوائم الإرهاب، وحرمانها من مصادر تمويلها ومن الملاذات الآمنة التي توفر لها حرية الحركة والتخطيط لارتكاب أعمالها الإجرامية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة