واشنطن بوست: "سي أي إيه" أبلغت أوباما بالتدخل الروسي منذ 2016
وسائل إعلام أمريكية تكشف عن تفاصيل تحذيرات أوباما لبوتين بعدم التدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية ورد فعل ترامب على ذلك
فيما يعد كشفا جديدا في قضية الاختراقات الروسية، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي ايه) أبلغت أعلى مستويات السلطة قبل انتخابات الرئاسة 2016 بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر باختراق إلكتروني للحزب الديمقراطي.
وبحسب الصحيفة فإن هدف هذا الاختراق كان لمساعدة دونالد ترامب على الفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وردا على تلك المعلومات، شكك الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بإدارة سلفه الديمقراطي باراك أوباما لهذا الملف، متسائلا عن سبب عدم تحركه إذا كان يملك فعلا مثل هذه المعلومات.
إلا أن الصحيفة قالت إن هذه المعلومات أحدثت صدمة في البيت الابيض ووضعت رؤساء الأجهزة الأمنية الأمريكية في حالة تأهب.
واكتفت الإدارة الأمريكية حينذاك بتوجيه تحذيرات لموسكو، وتركت الإجراءات المضادة إلى ما بعد الانتخابات؛ خوفا من اتهام الرئيس أوباما نفسه بالتلاعب بالانتخابات، وذلك خلال أجواء الثقة بفوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وتابعت الصحيفة أنه بعد فوز ترامب المثير للجدل شعر المسؤولون في إدارة أوباما بالندم لعدم تحركهم، حيث قال مسؤول في الإدارة السابقة للصحيفة إنه "كانت هناك مراجعة فورية وتساؤل عن سبب سوء إدارة هذه القضية في أوساط الأمن القومي".
وحامت الشبهات حول روسيا في يوليو/تموز 2016 بعدما نشر موقع "ويكيليكس" رسائل مسروقة من الحزب الديمقراطي عشية مؤتمر هذا الحزب، إلا أن الصحيفة روت بالتفصيل وقائع إنذار وكالة الاستخبارات المركزية البيت الأبيض، قبل أشهر من قيام واشنطن باتهام أعلى مستويات الحكومة الروسية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2016 بتدبير عمليات قرصنة معلوماتية.
وانتظرت واشنطن حتى يناير/كانون الثاني 2017 لتتهم الرئيس الروسي شخصيا بالسعي إلى زعزعة استقرار النظام انتخابي الأمريكي، عبر تخريب ترشيح هيلاري كلينتون ومساعدة ترامب.
وقالت إن أوباما قام باستنفار البيت الأبيض منذ أغسطس/آب 2016 بسرية كبيرة، وأمر أجهزة الاستخبارات والأمن بالحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات وإعداد لائحة بالإجراءات الانتقامية الممكنة، بدءا بالعقوبات الاقتصادية وصولا إلى شن هجمات إلكترونية.
وكشف التقرير الصحفي عن 4 إنذارات مباشرة وجهتها إدارة أوباما إلى روسيا، من بينها تحذير مباشر من أوباما إلى بوتين على هامش قمة الصين في سبتمبر/أيلول الماضي، وآخر في اتصال أجراه مدير مكتب "سي آي ايه" جون برينان هاتفيا في 4 أغسطس/آب بنظيره في جهاز الأمن الروسي (إف إس بي) الكساندر بورتنيكوف.
والإنذار الثالث بتوجيه رسالة إلى موسكو عبر قناة آمنة في 31 أكتوبر/تشرين الأول للتحذير من أن أي تدخل في الانتخابات الرئاسية في 8 نوفمبر/تشرين الثاني لن يكون مقبولا.
وقال مسؤول في الإدارة السابقة للصحيفة: "رأينا أنه لدينا وقت كاف بعد الانتخابات، أيا تكن نتيجتها، لاتخاذ إجراءات عقابية".
إلا أن هذه المعلومات لم تقنع الرئيس الأمريكي الجديد، الذي كتب عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" المفضل لديه قائلا: "آخر ما كشف: إدارة أوباما كانت تعرف قبل 8 نوفمبر/تشرين الثاني بفترة طويلة بتدخل الروسي في الاقتراع. لماذا لم تفعل شيئا. لماذا؟".
ومن المتوقع أن يأخذ هذا الموضوع زخما أكبر في الأيام المقبلة.
ففي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" سيتم بثها الأحد المقبل بحسب الصحيفة، عبر ترامب عن استغرابه من ضعف التغطية الإعلامية لهذه المعلومات بشأن باراك أوباما.
وقال في مقاطع من المقابلة بثتها القناة إنه "إذا كانت لديه المعلومات، فلماذا لم يفعل شيئا؟".
وأضاف أنه بما أن وكالة "سي آي إيه" أعطته معلومات منذ وقت طويل فكان عليه أن يفعل شيئا،"لكن هذا الأمر لا تقرؤونه. هذا أمر محزن" (...) لا أستطيع فهم ذلك. إنه أمر غريب".
غير أنه بحسب معلومات تم كشفها في وقت سابق، فإن أوباما تحفظ على الرد قبل الانتخابات خوفا من أن تشن روسيا هجمات يوم الانتخابات، وخوفا من أن يفسر الجمهوريون سياسيا أي تحرك يقوم به.
وسمح أوباما في ديسمبر/كانون الأول، عقب الانتخابات، باتخاذ إجراءات عقابية شملت طرد 35 جاسوسا يعملون بغطاء رسمي، وإغلاق مقرين للبعثة الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة، وفرض عقوبات على جهاز الأمن الروسي في نهاية المطاف.
وبحسب "واشنطن بوست"، سمح الرئيس الديمقراطي السابق بعملية مشتركة بالغة الحساسية لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ووكالة الأمن القومي (ان اس ايه) والقيادة المعلوماتية الأمريكية بزرع شفرات خبيثة نائمة في بنى تحتية روسية، يمكن تفعيلها لاحقا في حال حدوث تصعيد.
ولم يصدر ترامب أي أوامر لإلغاء هذا الأمر الصادر عن أوباما حتى الآن، لكن إذا ما أراد إلغائه فلابد له من أمر مضاد لوقف تلك الأوامر، وفق الصحيفة ذاتها.