عقوبات أمريكية جديدة على روسيا ردا على قرصنة الانتخابات
الكونجرس الأمريكي يقر عقوبات جديدة على روسيا على خلفية التدخل في إنتخابات الرئاسة الأمريكية.
أقر الكونجرس الأمريكي عقوبات جديدة ضد روسيا بعد التأكد من تدخلها في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، ويمنع القانون الجديد البيت الأبيض من تخفيف تلك العقوبات دون موافقة الكونجرس.
ووافق أعضاء الكونجرس على القانون بنسبة 97 عضوا مقابل 2، وتم إقرار القانون مع مقترح لتشديد العقوبات على إيران، والذي سيناقشه الكونجرس في جلسة لاحقة.
ويشير القانون الذي تم إقراره بالإبقاء على العقوبات المفروضة على موسكو في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بالإضافة الى عقوبات جديدة كرد صارم على تدخل موسكو في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، والغزو الروسي لأوكرانيا ودعم حكومة وقوات الأسد في سوريا.
ويمنع القانون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو أي من المسؤولين في البيت الأبيض من تخفيف أو تعديل أو إلغاء تلك العقوبات دون الرجوع الى الكونجرس أولا، وسيتم فرض العقوبات الجديدة على المواطنين الروس الذين تمت إدانتهم بجرائم ضد الإنسانية، والذين مولوا نظام الأسد بالسلاح أو من قاموا بهجمات إلكترونية بالنيابة عن الحكومة الروسية.
وتستهدف تلك العقوبات قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي مثل التنقيب والمعادن والشحن والسكك الحديدية.
وقال السيناتور الجمهوري جون ماكين حول القانون إن "الرسالة التي حملها فلاديمير بوتين لزمن طويل هي أنه يمكن لروسيا غزو جيرانها وتهديد حلفاء الولايات المتحدة، وتكثيف الهجمات الإلكترونية والتدخل في الانتخابات الخاصة بدول أخرى دون رادع".
وتقول خبيرة الشؤون الروسية في المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والدولية هيذر كونلي في حوار مع صحيفة فايننشال تايمز الأمريكية إنه بالرغم أنه لم تكن هناك إدارة أمريكية قيدت من قبل الكونجرس، إلا أن الوضع الروسي هو الأول من نوعه.
وتضيف كونلي أن الولايات المتحدة تمر بظرف غير مسبوق مع روسيا، خصوصا التحقيقات الجارية حول روسيا وحقيقة أن إدارة ترامب لم تقم بأي خطوات فعالة للرد على التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ويعد إقرار العقوبات الأمريكية على روسيا هو رسالة من الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، تقول إن هناك تبعات بالنسبة روسيا بسبب التدخل في الانتخابات.
ويقول أندري كورتونوف، رئيس مجلس العلاقات الدولية الروسية، وهي منظمة بحثية مدعومة من الحكومة الروسية، إن أي تحرك من قبل الرئيس ترامب سيكون له تأثير سلبي على المؤسسة الرئاسية في واشنطن.
وانتقد كونستانتين كوستشيف، رئيس مجلس العلاقات الدولي في البرلمان الروسي القانون الصادر من الكونجرس قائلا إن إصدار مثل هذا القانون هو أمر "غير لائق" طبقا لما نشرته وسائل الإعلام الرسمية الروسية.
وطبقا لوسائل إعلام أمريكية، أبدى مسؤولون في الكرملين قلقهم من أن يقوم الكونجرس بعمل عقوبات إضافية في عهد الرئيس الأمريكي ترامب، وذلك عقب توليه السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي.
والجدير بالذكر أن القانون الذي تم إقراره في الكونجرس هو تعديل لقانون تم إقراره في عام 1974 حول منع الشركات والمؤسسات والهيئات الأمريكية من التعامل التجاري مع الكتلة السوفيتية والاقتصاديات التابعة له كرد لمنع السوفيت في ذلك الوقت حرية الهجرة، وتم تعديله في عام 2012 في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كرد على الاستفزازات الروسية في القرم وأوكرانيا.