من نافلة القول إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها الأدوات المناسبة لمحاسبة مليشيا الحوثي الإرهابية في هجومها المتكرر على المدنيين داخل اليمن وفي الدول المجاورة.
بما في ذلك تضييق الخناق على شبكات تمويل الإرهاب الحوثي، وكان من حسن الطالع أنْ جدَّد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، التزام واشنطن بدعم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران.
هذا وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أعضاء شبكة تمويل حوثية دولية بإدارة "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني، وشملت العقوبات 3 أشخاص، و8 كيانات وشركات، من بينها ناقلة شحن بحري.
وأوضحت وزارة الخزانة الأمريكية في بيانٍ لها أن الشبكة، التي تمت معاقبتها وتصنيفها على قائمة العقوبات، عبر مكتب الأصول الأجنبية وفقاً للأمر التنفيذي رقم "13224"، أسهمت في تمويل حرب الحوثيين ضد الحكومة اليمنية، والهجمات العدوانية المتزايدة، التي تهدد المدنيين والبنية التحتية المدنية في الدول المجاورة.
دولة الإمارات أعلنت إدراج فرد وخمسة كيانات ضمن القائمة المحلية المعتمدة للأشخاص والكيانات والتنظيمات الداعمة للإرهاب، على خلفية ارتباطهم بدعم أنشطة مليشيا الحوثي في اليمن، عقب إعلان وزارة الخزانة الأمريكية.
ويأتي هذا القرار "في إطار حرص دولة الإمارات على استهداف وتعطيل الشبكات المرتبطة بتمويل الإرهاب والنشاطات المصاحبة له".
وأقول هنا إن هذا القرار يأتي في الوقت الذي ضغطت فيه كل من السعودية والإمارات على "البيت الأبيض" لإعادة جماعة الحوثي إلى القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية الأجنبية، وذلك ردا على هجمات للحوثيين باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ على أعيان مدنية، ونذكر هنا أنه في أعقاب العملية الإرهابية الحوثية ضد المدنيين في الإمارات، قادت الأخيرة جهودا دبلوماسية على أكثر من صعيد لردع إرهاب تلك الجماعة، كما دعا يوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات في واشنطن، الإدارة الأمريكية والكونجرس إلى دعم إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.
تأتي أيضا هذه العقوبات تتويجا لدبلوماسية إماراتية ترى أن ردع تلك الجماعة يتطلب تجفيف منابع تمويلها، مع إفساح المجال للحلول السياسية، وبالتالي تكتسب هذه الخطوة أهميتها من انعكاسها بشكل عملي على إدراك المجتمع الدولي لخطورة تلك المليشيا الإرهابية، وما تقوم به من هجمات ضد المدنيين، وضرورة الحاجة إلى سرعة البحث عن ردعها.
هنا في واشنطن، وخلال نقاش مع أحد الصحفيين، ذكرني بما طالب به السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة، من وقف للتدفقات المالية والأسلحة إلى الحوثيين، وكذلك ما قدمه عضو الكونجرس الأمريكي، الجمهوري تيد كروز، من مشروع قانون لإعادة وضع الحوثيين على قوائم الإرهاب، وفرض عقوبات على قادة المليشيات الحوثية، لكن كان الأهم بالنسبة له هو دعوة الدبلوماسي الأمريكي، دينيس روس، الرجل الأول لعملية السلام في الشرق الأوسط في عهد الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش الأب، في أن التحركات الإرهابية الأخيرة للحوثيين يجب أن تمهد لما هو أبعد من إجراء أمريكي فقط، فقد دعا "روس" في مقالة نشرها موقع "ذا هيل" الأمريكي، مجلس الأمن إلى تبني قرار يُضيّق الخناق على الحوثيين، ويمنع إيران من تصدير السلاح لهم.
وتتجدد الدعوات على الصعيد الدولي إلى ضرورة تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا في أقرب وقت، ليكون ذلك باكورة ضغط شامل عليها، بما يُجبرها على وقف عملياتها الإرهابية، التي تُشكل سببًا رئيسيًّا في إطالة أمد الحرب، وليست هذه العقوبات سوى فصل منها، كان سببه النجاح الدبلوماسي الإماراتي في إقناع الولايات المتحدة بفرض هذه العقوبات من أجل القضاء على موارد هذه الجماعة الإرهابية، وفي انتظار المزيد من القرارات حتى يتم القضاء الكامل على هذه المليشيا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة