مياه الصرف.. أداة لرصد انتشار كورونا دون فحوص
الدراسات الأولية المصغرة التي أجريت في هولندا وفرنسا وأستراليا وجدت دلالات على إمكانية رصد "كوفيد-19" في مياه الصرف الصحي.
قال علماء بجامعة بانجور البريطانية، إن علم مراقبة مياه الصرف الصحي يمكن تطبيقه في مختلف دول العالم، للمساعدة في رصد انتشار جائحة فيروس كورونا محليا، ما سيقلل من الحاجة لإجراء فحوص واسعة النطاق.
وأوضح الخبراء في هذا المجال المعروف باسم "وبائيات مياه الصرف" أنه مع بدء الدول في تخفيف قيود العزل العام التي فرضتها لاحتواء تفشي كورونا، يمكن أن يساعد البحث في مياه الصرف على دلالات لوجود الفيروس في رصده والتصدي لبؤر تفشيه.
ووجدت الدراسات الأولية المصغرة التي أجرتها فرق علمية في هولندا وفرنسا وأستراليا وأماكن أخرى دلالات على إمكانية رصد "كوفيد-19" الناجم عن الإصابة بكورونا في مياه الصرف.
وقال ديفي جونز أستاذ علوم البيئة بجامعة بانجور البريطانية: "معظم الناس يعلمون أنهم يخرجون الكثير من هذا الفيروس من خلال جسيمات في قطرات الرذاذ من الرئتين، لكن ما ليس معروفا بشكل كبير أن نسبة أصغر من الفيروس تخرج مع البراز".
ويشير هذا إلى أنه على نطاق أوسع يمكن لتحليل عينات مياه الصرف أن يبين بالتقريب عدد الأشخاص المصابين في منطقة جغرافية دون الحاجة لفحص كل شخص.
وأضاف جونز: "عند إصابة شخص بكوفيد-19 يبدأ في إخراج الفيروس في نظام الصرف الصحي. نستغل علم وبائيات مياه الصرف ونتتبع تحركات فضلات الناس".
وسبق استخدام هذا الإجراء لرصد المخاطر الصحية والأمراض الفيروسية، وهو أداة فعالة في الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال، كما استخدمه العلماء في بريطانيا ودول أخرى لرصد الجينات المقاومة للمضادات الحيوية لدى الماشية.
ويؤكد العلماء الذين يجرون الدراسات الأولية على مياه الصرف الملوثة بـ"كوفيد-19" في أوروبا وأستراليا أن ما يستخرجونه ليس فيروسا معديا لكنها جزيئات ميتة أو أجزاء من المادة الجينية للفيروس غير ناقلة للعدوى.