مشاريع المياه الإماراتية تروي 155 ألف يمني

مشاريع المياه التي ترعاها دولة الإمارات تهدف إلى تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين في المحافظات والمناطق المحررة باليمن.
ساهمت المشاريع الإماراتية، التي بلغ عددها 31 مشروعا، في إمداد أكثر من 155 ألف يمني من سكان محافظتي الحديدة وتعز بمياه الشرب وسد فجوة الجفاف مما ساعد في تطبيع الحياة في المناطق المحررة، بحسب دراسة ميدانية يمنية.
وحسب الدراسة الصادرة عن وحدة الإغاثة الإنسانية في المقاومة المشتركة، فإن عدد من المشاريع الاستراتيجية المركزية، وأخرى متوسطة ومحدودة، لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ساهمت بالفعل في استقرار حياة أهالي القرى والمدن بين باب المندب والمخا وريف جنوب الحديدة.
وأكدت أن 31 مشروعاً قدمتها الذراع الإنسانية لدولة الإمارات، كانت بمثابة شريان حياة لـ155 ألف و678 نسمة، يستوطنون بلدات الساحل الغربي لليمن.
وتهدف مشاريع المياه التي ترعاها دولة الإمارات في إطار رؤية إنسانية للقيادة الرشيدة تجاه الشعب اليمني، إلى تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين في المحافظات والمناطق المحررة، في ظل إرهاب ممنهج لمليشيا الحوثي، عطل قدرات مؤسسات الدولة.
خارطة متكاملة
حقق الهلال الأحمر الإماراتي في أقل من عامين قفزات مهمة وملموسة في تعزيز القدرات الإنتاجية لقطاع المياه بسواحل الحديدة وتعز، وذلك بفعل مسوحات ميدانية لأكثر المناطق والمديريات احتياجاً، والأكثر تضرراً من مشكلة شُح المياه.
وطبقاً للمسح الميداني للدراسة، فإن مشاريع مياه الإمارات جسدت خارطة متكاملة في القرى المتناثرة على امتداد الساحل الغربي، واعتمدت الضخ المستدام باستخدام الطاقة الشمسية، عقب تضاعف احتياج الكثافة السكانية بفعل موجة النزوح المتواصلة من مناطق مليشيا الحوثي.
وذكرت الدراسة أن عدد مشاريع المياه الاستراتيجية المنفذة إماراتياً بلغت 5 مشاريع، بالإضافة إلى 6 مشاريع متوسطة، و20 مشروعاً محدوداً، تم تنفيذهم توازياً مع العمليات العسكرية في الأشهر الأولى لتحرير أهم المدن السكانية المطلة على جنوب البحر الأحمر.
وتمثلت أولى تلك المشاريع في إعادة تأهيل وتشغيل مشروعي مياه مديريتي الخوخة والمخا، والتي شكلت مدن آمنة ومراكز مهمة لتجمعات النازحين، في أعقاب التوغل العسكري باتجاه قلب مدينة وميناء الحديدة، وكذا لتأمين المرتفعات الجبلية المطلة على ممر باب المندب الدولي.
ووفقاً للدراسة ذاتها؛ فإن مدينة الخوخة ومنطقة قطابة القريبة منها، زُودت بوحدتين متكاملتين لضخ المياه تعمل بالطاقة الشمسية، فضلاً عن تأهيل صهريج خرساني، وحفر بئر، ومد شبكة طوال 15 كيلو متر، فيما عززت القدرة الإنتاجية للمخا بحفر بئرين ومضختين لرفع الماء مع مولدين كهرباء، وتم تأهيل الشبكة المتضررة.
ومنذ الأسابيع الأولى على انطلاق العمليات العسكرية، تدخلت المساعدات الإماراتية على كافة الأصعدة، ودعمت قطاع المياه بمبادرات عاجلة ومستدامة نفذت في مختلف المحافظات المحررة.
ضمان الاستقرار
استطاعت حزمة مشاريع متوسطة ومحدودة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تأمين مياه الشرب في عدد من المناطق والقرى المحيطة بالمدن الرئيسية، كما شملت إنشاء وحدات متكاملة لضخ المياه بالطاقة الشمسية، وترميم وتأهيل الصهاريج وشبكات التوزيع.
وحصلت قرى "دار الشجاع"، و"حسي سالم"، و"يختل"، و"الزهاري" في المخا، و"الجديد" في باب المندب، و"الحيمة" في التحيتا، و"موشج" في الخوخة، على 6 مشاريع متوسطة، عززت المياه النظيفة للأهالي الذين يحصلون على قوتهم من الزراعة والصيد، بحسب الدراسة.
وقالت الدراسة، إن مسح الهيئة أمّن مياه الشرب للقرى وتجمعات السكان لأكثر القرى احتياجاً في المناطق الريفية البعيدة نسبياً عن المدن بين المخا وباب المندب والتحيتا، وخصص لها 20 مشروعاً محدوداً، أسفر عن عدم نزوح الأهالي إثر الجفاف وشح المياه.
مشاريع مستمرة
تستعد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في الأيام القليلة المقبلة لافتتاح مشروعي مياه حيويين، يروي مئات الأسر بالمياه العذبة، بين مديريتي ذوباب ومياه الوازعية غربي تعز.
في الشقيراء مركز مديرية الوازعية، يستفيد أكثر من 21 ألف نسمة من إعادة تأهيل بئرين ارتوازيتين، زودت بمنظومة طاقة متكاملة ومستدامة، تتكون من 88 لوحاً شمسياً وغطاس يرفع الماء لصهريجين خرسانيين، يتسع كلا منهما لـ300 ألف لتر، فضلاً عن إصلاح شبكة توزيع بطول 60 كيلو متراً.
وبذات الوتيرة، يجري وضع اللمسات الأخيرة على مشروع مياه ذو باب، والذي تتكون منظومته المتكاملة من 48 لوحاً شمسياً ومحرك لرفع الماء، وصهريجاً خرسانياً سعته 100 ألف لتر، يغذي شبكة المدينة البالغ طولها 30 كيلو متراً، ويروي أكثر من 6 آلاف نسمة.
ويقول ممثلو الهلال الأحمر الإماراتي بالساحل الغربي، إن دولة الإمارات تستعد لتنفيذ مشاريع المرحلة الـ2 من عام التسامح 2019، وتضم حزمة جديدة من المشاريع، وتسعى لتأمين مياه شرب نظيفة لآلاف اليمنيين.