«عملاق فضائي كبير».. حل لغز فقدان مياه المريخ
أظهرت دراسة جديدة، أن اقتراب كوكب المريخ من الشمس يمكن أن يكون له تأثير كبير على مدى سرعة فقدانه لمياهه في الفضاء.
سهلت البيانات التي أتاحتها تلسكوبات ومركبات فضائية، مهمة حل لغز فقدان المريخ لمياهه، والذي يقف وراءه عملاق فضائي كبير.
وأظهرت الدراسة التي حلللت هذه البيانات، أن اقتراب كوكب المريخ من العملاق الفضائي (الشمس)، يمكن أن يكون له تأثير كبير على مدى سرعة فقدانه لمياهه في الفضاء.
وقبل أكثر من ثلاثة مليارات سنة، كان المريخ دافئا ورطبا، مع وجود مسطحات مائية كبيرة على سطحه وغلاف جوي أكثر سمكا، ومع ذلك، أصبح المريخ اليوم قاحلا وباردا وجافا، إذن، ماذا حدث لكل الماء؟
وجدت الدراسة المشتركة بين الباحثين بتلسكوب هابل الفضائي ومهمة ناسا لدراسة الغلاف الجوي للمريخ والتطور المتقلب (مافن)، والمنشورة بدورية "ساينس أدفانسز"، أن فقدان المريخ للمياه في الفضاء يرتبط بالتغيرات الموسمية، وخاصة أثناء وصوله لـ(الحضيض الشمسي)، وهي أقرب اقتراب للكوكب من الشمس، حيث يتزامن هذا التغيير الموسمي مع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى زيادة هروب ذرات الهيدروجين إلى الفضاء.
وشهد المريخ، الذي كان دافئا وغنيا بالمياه، تجمد معظم مياهه تحت الأرض أو تفككها في الغلاف الجوي، مع هروب الهيدروجين.
وتتبعت مهمة ناسا (مافن) هذا الفقد للهيدروجين منذ عام 2014، وكشفت عن أنه خلال الحضيض الشمسي، يهرب الهيدروجين ونظيره الأثقل، الديوتيريوم، بمعدلات أعلى بكثير.
ووجد الفريق أن الديوتيريوم، الذي يصعب الهروب منه بسبب كتلته الثقيلة، يتراكم على المريخ، مما يرفع نسبة الديوتيريوم إلى الهيدروجين (D/H) بمرور الوقت.
وأضاف الفريق أن المسطحات المائية الضخمة على سطح المريخ اختفت في الغالب بسبب مزيج من العمليات الجوية والتدفئة الموسمية.
ولا يزال العلماء يعملون على فهم الآليات التي تؤدي إلى فقدان الديوتيريوم بشكل أكبر، والذي قد يكون مرتبطًا بالرياح الشمسية والأشعة فوق البنفسجية.