ورد الماء يهدد أكبر بحيرات إثيوبيا.. والتنوع البيئي في خطر
حكومة إقليم الأمهرا تطلب الدعم من الخبراء والحكومة الفيدرالية لمواجهة مشكلة انتشار النبات الضار بصورة كبيرة خلال الأعوام الأخيرة
تواجه بحيرة تانا الواقعة شمالي إثيوبيا تهديداً بيئياً وهو انتشار "ورد الماء" بكثافة على السطح ما يقف عائقاً أمام حركة الملاحة وصيد الأسماك ويشكل خطراً على التنوع البيولوجي.
وبدأ انتشار هذا النبات الضار بصورة كبيرة خلال الأعوام الأخيرة، ما دفع حكومة إقليم الأمهرا لطلب الدعم من الخبراء والحكومة الفيدرالية لمواجهة تلك المشكلة البيئية التي تهدد هذا المورد الذي يهب الحياة لكل من يعيش حوله.
وتعد بحيرة تانا منبع مياه النيل الأزرق، أكبر بحيرة في إثيوبيا، وتمتلك 50% من المياه العذبة في البلاد، وهي أيضًا مصدر لمياه النيل الأزرق، الذي يساهم بما يصل إلى 86% من مياه النيل، ومصدر للغذاء المتمثل في صيد الأسماك والزراعة.
وتم إدراج البحيرة ضمن أفضل 250 بحيرة ذات أهمية عالمية للتنوع البيولوجي، ولديها 28 نوعاً من الأسماك المختلفة، وتبلغ القيمة التجارية السنوية لإنتاج الأسماك فيها حوالي 1.1 مليون دولار أمريكي.
ويقدر إنتاج الأسماك المحتمل في البحيرة بـ13 ألف طن سنوياً، لكن إنتاجها الحالي أقل من ألف طن، وتظهر الدراسات الحديثة انخفاضاً خطيراً في الأسماك بسبب انتشار اليرقات المائية في المياه العذبة حول أسماك التفريخ.
وحسب وكالة الأنباء الإثيوبية، فإنه خلال عام 2015 صنّفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بحيرة تانا موقعًا أثريًا باعتبارها محمية بيئية ومحيط حيوي، نتيجة لمجهودات منظمة حفظ البيئة والتنوع الحيوي في إثيوبيا للإبقاء على ترتيب البحيرة ضمن التصنيف.
أعشاب خطرة على البحيرة
يعمل هذا النبات على تقليل تدفق المياه، ويستنزف الأكسجين الموجود في الماء ما يؤدي بدوره إلى اختناق الحيوانات المائية مثل الأسماك، كما أن له تأثيراً اقتصاديًا عن طريق التدخل في الملاحة والري وتوليد الطاقة وصيد الأسماك.
آراء الخبراء
في حديث لوكالة الأنباء الإثيوبية، قال مدير مكتب حماية البيئة والصرف الصحي في ولاية أمهرا، داوين ينو، إنهم يعملون حالياً على التخفيف من حدة المشكلة من خلال حملات مكثفة مع مختلف أطياف المجتمع، مضيفاً أنهم يعتزمون استخدام الآلات بعد انخفاض مستوى المياه.
وأشار ينو إلى إزالة ورد النيل من مساحة تقدر بـ1.5 هكتار من الأرض، من بين حوالي 163 هكتار من الأرض في محلية أنداسا الواقعة بالقرب من مجرى النيل.
وتُظهر البيانات الحديثة أن بحيرة تانا موبوءة بدرجة حرجة بنبات "ورد الماء" ويضع التنوع البيولوجي المائي في خطر شديد.
وفي عام 2014 اكتشف باحثون من إثيوبيا أن حوالي ثلث ساحل البحيرة أي ما يقدر بحوالي 128 كيلومتراً تم غزوها بواسطة ورد الماء.
وفي غضون عامين فقط تضاعفت التغطية المقدرة للأعشاب من 20 ألفاً إلى 40 ألف هكتار، وحسب الخبراء، الآن، فإن الأعشاب تغطي ما مساحته 50 ألف هكتار من البحيرة.
جهود لمكافحة العشب الضار
في نهاية عام 2018، دعت حكومة إقليم الأمهرا جميع أفراد المجتمع الإثيوبي لمكافحة ورد الماء المنتشر على بحيرة تانا، فكان أن تحرك عدد من القوافل الشبابية من العاصمة أديس أبابا وشعوب جنوب إثيوبيا، للإسهام في مكافحة العشب الضار.
وتم تجميع عدد كبير من إسهامات المواطنين المادية والعينية وإقامة عشرات الورش للمختصين لتقديم مشوراتهم والدراسات المتعددة حول كيفية القضاء على هذا النبتة، كما استعانت الحكومة بأحدث الماكينات، التي تعمل على سحب هذا النبات من سطح البحيرة للحيلولة دون انتشاره أكثر من ذلك.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA== جزيرة ام اند امز