حرب المياه بغرب ليبيا.. تدمير "شريان الحياة" لدفع أجور المليشيا
يعاني الليبيون غربي البلاد من اعتداءات مستمرة على محطات وآبار المياه لسرقة محتوياتها لدفع أجور المرتزقة.
ويقول جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي الليبي، إن آبار المياه بمنظومة المياه الحساونة - سهل الجفارة، غربي طرابلس تتعرض للسرقة والتخريب والاعتداءات المستمرة.
وأوضح الجهاز، في بيان، وصل "العين الإخبارية"، أنه "يعمل بأقصى جهد لضمان استمرارية الإمداد المائي لجميع المناطق في حين يستمر المعتدون بالاعتداء على حقول الآبار".
وأعلن الجهاز عن "حدوث اعتداء على البئر رقم 241 بالحقل الغربي تم خلاله تخريب المعدات والأجهزة الكهربائية وقطع الكوابل بداخل غرفة التحكم بالبئر ما نتج عن هذا الاعتداء خروج البئر من الخدمة نهائيا".
وكشف أن إجمالي عدد الآبار المعتدى عليها بلغ 174 بئرا، تمت صيانة 29 منها وإعادتها للخدمة في حين خرجت بقية الآبار عن الخدمة نهائياً بسبب حجم التخريب والتدمير لمكوناتها.
وشدد على أن "استمرار هذه الاعتداءات تهدد الأمن المائي لليبيا، ما يتطلب تعاون مؤسسات الدولة الليبية المعنية كافة وبجدية؛ التنفيذية وغير التنفيذية، بما فيها مؤسسات المجتمع المدني والإعلام وكذلك الأهالي، لتشكيل رأي عام يرفض كل هذه الممارسات غير القانونية"، بحسب البيان.
وطالب جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي، الليبيين بحماية حقوقهم المائية من عبث المعتدين بالإبلاغ عنهم ليتسنى توعيتهم ومحاسبتهم بالقانون.
كما جدد مناشدته للجهات الأمنية والشرطية بتحمل مسؤوليتها في حماية حقول الآبار للحفاظ على استمرار تدفق المياه للمدن ومناطق الاستهلاك واعتبار حماية حقول الآبار مصدر الإمداد المائي قضية أمن قومي للوطن.
أجور المرتزقة
وتقول مصادر أمنية ليبية إن الاعتداءات التي يتعرض لها جهاز النهر الصناعي في منطقة سهل الجفارة تقوم بها مليشيات خارجة عن القانون للإتجار في الخردة.
وتابعت المصادر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن مليشيات أسامة الجويلي المعززة بمرتزقة تشاديين تقوم بالاعتداء على خطوط الكهرباء ومحطات المياه وغيرها ولا تعير اهتماما لمعاناة المواطنين المستمرة.
وأردفت المصادر أن هذه المليشيات تقوم بالإتجار في هذه المواد لدفع رواتب المرتزقة الذين يعملون معهم منذ سنوات.
شريان الحياة
والنهر الصناعي العظيم هو مشروع ضخم وضع حجر أساسه 1984 لنقل المياه الجوفية إلى المناطق الزراعية والكثافة السكانية في الشمال بتكلفة 35 مليار دولار يتكون من 1300 بئر عمق أغلبها 500 متر وتمتد الأنابيب لمسافة 4000 كيلومتر في 6 منظومات من الجنوب الشرقي والغربي إلى الشمال لنقل 6.5 مليون متر مكعب من المياة يوميا إلى المدن الرئيسية الكبرى خاصة "الزاوية وطرابلس وبنغازي وطبرق وسرت وإجدابيا".
وتعرض المشروع لعدد من الاعتداءات على المنظمات المختلفة من مجموعات خارجة على القانون أو أهالي بهدف إجراء توصيلات غير قانونية، ما يتسبب في قطع المياه على عدد من المدن والأحياء.
aXA6IDE4LjExOC4xNjIuOCA= جزيرة ام اند امز