دجلة يموت والفرات يجف.. كارثة في العراق
انخفض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات بشكل خطير يهدد العراق بالجفاف وسط تجاهل تركي إيراني للكارثة.
وأعلنت وزارة الموارد المائية العراقية، اليوم الأحد، عن انخفاض منسوب مستوى نهري دجلة والفرات إلى أكثر من 50%، فيما كشفت عن التهيئة لعقد اجتماع ثلاثي مع إيران وتركيا بشأن تقاسم ضرر الشح المائي.
وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، علي راضي في بيان، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن "العراق يعيش خلال العام الحالي موسما شحيحاً بالمياه مما انعكس على تسجيل انخفاض على مستوى المياه بمعدلات كبيرة في سدود دوكان ودربندخان وسيروان".
تدويل قضية جفاف دجلة والفرات
وأضاف راضي أن "الشحة المائية انعكست بشكل واضح على تراجع نسب المياه في نهري دجلة والفرات بمستويات تتجاوز الـ50%"، عازياً السبب إلى "إنشاء السدود وخزانات مياه، ومشاريع الري".
وكانت وزارة الموارد المائية هددت في الشهر الماضي، بتدويل قضية المياه جراء التجاوزات الحاصلة من قبل دولتي المنبع (تركيا وإيران)، بقطع روافد الأنهار وبناء السدود العملاقة.
- حرب المياه تدق طبولها في العراق.. دجلة يموت والفرات يجف
- مليارات العراق المهربة إلى الخارج.. بغداد تطارد السراب
وفي الـ8 من الشهر الحالي، اتهم وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني، إيران بقطع مياه نهري "سيروان" و"الكارون" عن البلاد، ما تسبب بشح المياه في محافظة ديالى فضلا عن تأثيرها على نوعية المياه في شط العرب جنوب البلاد.
وأكد وزير الموارد المائية، على ضرورة عقد لقاءات مع الجارة إيران لغرض تحديد الإطلاقات المائية وتقاسم الضرر الناتج عن الشح المائي الذي تمر به عموم المنطقة.
اجتماع ثلاثي مشترك
وفي ذلك الصدد يشير المتحدث باسم الوزارة، بحسب البيان، إلى "التهيئة لعقد اجتماع ثلاثي مشترك بشأن موضوع تقاسم الضرر في فترة الشح المائي".
كما لفت المتحدث الرسمي، إلى إنه "سيتم عقد اجتماعات عديدة مع الجانبين التركي والسوري، بشأن حصة العراق والإطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات".
واستدرك في القول أن "وفدا عراقيا سيزور تركيا مطلع شهر سبتمبر/أيلول المقبل، لبحث موضوع الحصة المائية للبلدين".
ولفت راضي إلى أنه "وزارة الموارد المائية استطاعت تأمين الاحتياجات المائية لهذا الموسم، مما هو متوفر من مخزون مائي جيد في الخزانات والبحيرات".
التصحر القاتل
ومنذ أعوام، يواجه العراق أزمة مائية موسمية انعكست على اتساع نسب التصحر وتقلص المساحات الزراعية في عموم مناطق البلاد.
وتأتي أسباب تلك الأزمة جراء التجاوزات الحاصلة من قبل دولتي إيران وتركيا اللتين عمدتا إلى قطع الكثير من روافد الأنهار العابرة إلى داخل الأراضي العراقية وإنشاء السدود العملاقة.
وكانت دوائر معنية بالمياه والزراعة، حذرت خلال الأسابيع الماضية من خطر الجفاف الذي بات يضرب بقوة في مناطق جنوب وشرق البلاد، فيما دعت إلى التحرك بشكل عاجل لفتح قنوات دبلوماسية مع تركيا وإيران بغرض تغيير السياسة المائية.