من فولتير إلى نجوم العالم.. "مدام توسو" قصة أشهر متحف للشمع
أول تماثيل الفتاة ماري توسو ذات الـ16 عاماً، كان للفيلسوف الفرنسي فولتير، لكنها انتظرت حتى عام 1835 وهي بعمر 64 عاماً لتقيم أول معارضها
للوهلة الأولى ربما تبدو جولتك داخل أحد متاحف ”مدام توسو للشمع“ كالتجول في مهرجان عالمي يجمع نجوم الفن والسينما والسياسة والعلوم والثقافة، فالمتحف يضم تماثيل شمع مصنوعة طبق الأصل لأبرز أولئك المشاهير.
من لندن وهوليوود إلى هونج كونج مروراً بأمستردام وباريس، تنتشر متاحف مدام توسو لتكوّن سلسلة من أشهر متاحف الشمع في العالم، التي بدأتها النحاتة الفرنسية "ماري توسو" في عام 1835 بأول معرض عام لها.
وكان أول تماثيل الفتاة الصغيرة ماري توسو ذات الـ16 عاماً في ذلك الوقت، للفيلسوف والكاتب الفرنسي الشهير فولتير (1694 – 1778)، لكنها انتظرت حتى عام 1835 وهي في عمر 64 عاماً لتقيم أول معارضها للشمع، معاً نتعرف إلى قصة "ماري توسو" صاحبة أشهر متاحف الشمع في العالم.
ماري توسو في سطور
عاشت ماري توسو يتيمة الأب حيث توفي والدها قبل شهرين من ولادتها، وقادها عمل والدتها كخادمة ومساعدة إلى منزل الطبيب والفيزيائي والنحات فيليب ماتي كورتز في مدينة برن السويسرية، والذي استخدم مهاراته في الجراحة والتشريح لصنع نماذج تبدو أقرب للحقيقة منها للتماثيل.
تأثرت ماري بالعالم فيليب وأصبح بمثابة مربٍ لها؛ إلا أنه انتقل إلى باريس قبل أن تتم الـ5 سنوات ليركز جهده على صناعة تماثيل الشمع، وأرسل في طلبها وأمها في غضون عامين، حيث تبنى موهبتها ووضع جل جهده لتعليمها مهارات النحت الأساسية وتنمية قدراتها.
بعد بضع سنوات من التدريب والنحت أظهرت ماري إبداعا لافتا في تشكيل الشمع، لتصنع أول تماثيلها عام 1777 وكان نموذجا للفيلسوف الفرنسي فولتير، تبعه تمثال للأديب والفيلسوف جان جاك روسو عام 1778 وآخر لبنجامين فرانكلين.
موهبة ماري أوصلتها للبلاط الملكي إلا أنها قادتها لحبل المشنقة كذلك وخلصتها منه، فبعد أن درست الفن لشقيقة لويس السادس عشر ملك فرنسا، دُعيت للعيش في قصر فرساي، لكن خلال الثورة الفرنسية اشتبه الثوار بتعاطفها مع الملك بسبب عملها السابق، ليُعفى عنها لموهبتها الفذة.
تنقلت ماري توسو ما بين باريس ولندن عدة مرات، حيث عادت لموطنها عام 1795 لتتزوج من فرانسوا توسو، لتعود مجددا إلى لندن عام 1802 لإقامة بعض التماثيل، حيث أقامت مع ابنها الأكبر لأربع سنوات، إلا أنها باتت منفية عن وطنها بعد احتدام الصراع مجددا بين فرنسا والمملكة المتحدة خلال حرب التحالف الثالث.
للوهلة الأولى قد تبدو جولتك في أحد متاحف ”مدام توسو“ كالتجول في مهرجان عالمي يجمع نجوم الفن والسينما وشخصيات سياسية وعلمية وثقافية مؤثرة، حيث صُنعت لهم وعُرضت في عدة فروع منتشرة حول العالم، بدأتها نحاتة أخذت حب النحت في الشمع عن قريب لها أخذ تربيتها على عاتقه.
انتظرت ماري حتى عام 1835 لتقيم أول معرض لها في لندن، وهو معرض بازار شارع بيكر، قدمت فيه أوائل أعمالها والتي لا تزال تُعرض حتى اليوم في متاحف مدام توسو حول العالم.
أشهر 5 متاحف للشمع من "مدام توسو"
في التقرير التالي جمعت "العين الإخبارية" 5 من أشهر متاحف "مدام توسو" للشمع حول العالم:
1- لندن
هو الأول من سلسلة متاحف الشمع حول العالم، افتتح عام 1835 في شارع بيكر، ويعد اليوم من أشهر معالم الجذب السياحي في لندن، ويشتهر بمجسمات الأسرة الملكية في لندن كالملكة إليزابيث وميجان ماركل التي أضيف تمثالها بعد إعلان خطوبتها للأمير هاري.
2- هوليود
يتميز متحف هوليوود عن سواه بـ125 تمثالا لنجوم ومشاهير الأعمال الفنية العالمية من دراما وأفلام وتماثيل لشخصيات سياسية أمريكية موزعة على 3 طوابق، افتتح المتحف عام 1965 وهو التاسع من سلسلة متاحف ”مدام توسو“.
3- أمستردام
افتتح عام 1970 وتغلب عليه تماثيل علماء كآينشتاين وأشهر الرسامين والفنانين كبابلو بيكاسو وسلفادور دالي وفان كوخ، وكذلك شخصيات شخصيات أحدثت تغييرا في المشهد السياسي العالمي منهم غاندي ونيلسون مانديلا، ومن أهم قطعه لوحات عالمية تم تحويلها إلى تماثيل مثل الموناليزا.
4- هونج كونج
افتتح عام 2000 كأول متحف من سلسلة ”مدام توسو“ لتماثيل الشمع في آسيا ويضم 100 تمثال لشخصيات من عالم مارفل وDC ولنجوم الفن والغناء موزعة على 12 منطقة تفاعليه ذات طابع مميز لكل منها.
5- باريس
ينفرد متحف باريس، الذي يحمل اسم أول مديريه رسام الكاريكاتير ألفريد غريفين، بأسلوب عرض التماثيل في قاعات بنيت على طراز العمارة الباروكية، ومصممة كعروض مسرحيات سحرية، افتتح عام 1882 وهو من أقدم متاحف الشمع الأوروبية.