ماذا تفعل أسلحة أوكرانيا في أيدي العصابات بإسبانيا؟
أسلحة مخصصة للحرب في أوكرانيا تنتهي في أيدي رجال العصابات في مدينة ساحلية إسبانية.
هذا ما كشفته صحيفة "إكسبرس نيوز" البريطانية، حول أسلحة مخصصة لأوكرانيا انتهت في أيدي رجال العصابات في مدينة سانلوكار الساحلية الإسبانية.
ففي تلك المدينة، فوجئ رجال الشرطة برجال العصابات يطلقون عليهم رصاصا من عيار 5.56 × 45 ملم، وهي الذخيرة القياسية للقوات المسلحة لحلف شمال الأطلسي.
وعلى الرغم من أن العملاء لم يتمكنوا من مصادرة البنادق المستخدمة في الهجوم، فإنهم صادروا، في مناسبات سابقة، أسلحة تستخدمها قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) من تجار المخدرات العاملين في مقاطعة قادش الإسبانية.
وقال أحد الضباط: "هذه المرة لم نتمكن سوى من الاستيلاء على الذخيرة، لكننا ضبطنا في عمليات أخرى أسلحة أمريكية وأوروبية الصنع دخلت على الأرجح السوق السوداء بفضل الحرب في أوكرانيا".
هذه القضية أثيرت على مستوى أعلى، حيث حذرت وزارة الداخلية ووزارة الدفاع ومركز الاستخبارات الوطني في أحدث تقرير سنوي للأمن القومي من أن النزاعات المسلحة تزيد بشكل كبير من خطر تحويل الأسلحة النارية من أيدي القوات المسلحة إلى السوق السوداء.
كما لاحظت الشرطة الأوروبية والبريطانية هذا الاتجاه في تقاريرها وخططها الاستراتيجية الأخيرة، مؤكدة على "الزيادة القصيرة والمتوسطة الأجل في الاتجار بالأسلحة التي تستخدمها كل من روسيا وأوكرانيا".
كما تدعم التقارير الدولية هذه المخاوف، حيث أفادت الشرطة الفنلندية في أواخر عام 2022، أن آلاف الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا لمحاربة القوات الروسية انتهى بها الأمر في السوق السوداء.
كما تم الإبلاغ عن حوادث مماثلة في السويد والدنمارك وهولندا، حيث صادرت وكالات إنفاذ القانون بنادق هجومية ومسدسات وقنابل يدوية، بل وحتى طائرات مقاتلة مسيرة من المساعدات العسكرية الأوروبية.
وقد أدى الفساد في أوكرانيا، التي كانت تحتل المرتبة الثانية بين الدول الأكثر فسادا في أوروبا قبل الحرب، إلى تفاقم الوضع.
وخلال أزمة دونباس عام 2014، اختفت أعداد كبيرة من الأسلحة الصغيرة، والتي يرجح أن أمرها انتهى في أيدي المافيا الأوروبية.
ووفقا لتقرير صدر عام 2021 عن مؤشر الجريمة المنظمة العالمي، تمت استعادة 13 بالمائة فقط من 300 ألف قطعة من الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة المفقودة من أوكرانيا.
وردا على هذه المخاوف المتزايدة، نشرت الولايات المتحدة فرقا من المفتشين العسكريين في أوكرانيا لتتبع وجهة شحنات الأسلحة الخاصة بها.