حداد رسمي لمدة 3 أيام على أرواح ضحايا الحرائق باليونان
ما زالت عمليات البحث والإنقاذ مستمرة، فيما أعلنت اليونان حدادها الرسمي لضحايا الحرائق التي راح ضحيتها أكثر من 74 شخصا منهم أطفال.
أعلنت اليونان حدادا رسميا لمدة 3 أيام على أرواح ضحايا الحرائق التي طالت عدة مناطق قرب العاصمة أثينا، ولقي ما لا يقل عن 74 شخصا حتفهم جراء حرائق غابات شبت في منتجع يوناني، منهم أطفال لقوا حتفهم في أحضان آبائهم.
وقال "اليكسيس تسيبراس"، رئيس الوزراء في كلمة بثها التلفزيون، ”تمر البلد بمأساة لا توصف“، وأضاف ”تعيش اليونان اليوم حالة حداد ونعلن الحداد الوطني 3 أيام على من فقدوا أرواحهم“.
وهذه الحرائق هي الأكبر في اليونان منذ أن اجتاحت حرائق مدمرة شبه جزيرة "بيلوبونيز" الجنوبية في أغسطس / آب 2007، ما أسفر عن مقتل العشرات، وشب الحريق في قرية ماتي الاثنين الماضي، ولا يزال مندلعا حتى الآن في بعض المناطق.
نهاية مأساوية لأسر يونانية على قمة منحدر صخري
وفي مكان واحد عثرت أطقم الطوارئ على 26 جثة، منها جثث لأطفال، قرب قمة منحدر صخري مطل على أحد الشواطئ.
وقال "نيكوس إكونوموبولوس"، رئيس الصليب الأحمر اليوناني، لتلفزيون سكاي ”حاولوا إيجاد سبيل للفرار لكن مما يؤسف له أن هؤلاء الأشخاص وأطفالهم لم ينجحوا في النجاة بأنفسهم قبل فوات الأوان. وبالغريزة عانقوا بعضهم عندما رأوا قرب نهايتهم“.
عمليات بحث وإنقاذ مكثفة تقوم بها اليونان
وذكر خفر السواحل أن سفنا وقوارب تابعة له نجحت في إنقاذ ما يصل إلى 700 شخص ممن نجحوا في الوصول إلى الشواطئ وانتشلت 19 ناجين آخرين و4 جثث من البحر.
ورغم مرور ساعات طويلة على نشوب الحرائق استمرت الرائحة النفاذة للمباني والأشجار المحترقة تملأ الهواء في أنحاء ماتي، وتجول سكان في الشوارع حيث كان بعضهم يبحث عن سياراتهم المحترقة وآخرون عن حيواناتهم الأليفة، ووجد مصور تابع لرويترز 4 جثث على الأقل مسجاة على طريق ضيق تسده سيارات كانت في طريقها لأحد الشواطئ.
وقالت متحدثة باسم فرقة الإطفاء إن الحرائق أودت بحياة 74 شخصا على الأقل وإن عدد القتلى مرشح للزيادة.
وقال متحدث باسم الحكومة إن عدد المفقودين لم يتضح بعد إذ إن سفن خفر السواحل لا تزال تمشط الساحل بحثا عن أي ناجين في حين رفعت المستشفيات العسكرية حالة الاستعداد القصوى.
وقال مسؤولون إن أحد أصغر الضحايا رضيع عمره 6 أشهر لقي حتفه جراء استنشاق الدخان، وأضاف المسؤولون أن 187 شخصا على الأقل أصيبوا منهم 23 طفلا.
وأوضحت فرقة الإطفاء اليونانية أن كثافة ونطاق انتشار الحرائق في ماتي تراجع الثلاثاء الماضي مع هدوء الرياح لكن لم يتم السيطرة عليها بشكل كامل حتى الآن.
وطلبت اليونان توفير مساعدات عاجلة في مواجهة الحرائق التي خرجت عن السيطرة في أنحاء عدة من البلاد حيث أتت على منازل وعطلت خطوط نقل رئيسية.
دعم ومواساة من أغلب دول العالم لضحايا اليونان
وأعلنت بولندا أن اثنين من مواطنيها وهما أم وابنها كانا بين الضحايا، وعرضت قبرص وإسبانيا وإيطاليا وكرواتيا الدعم بعدما قالت اليونان إنها بحاجة لدعم جوي وبري من شركاء الاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" في تغريدات نُشرت بالفرنسية واليونانية ”خالص المواساة لليونان ولضحايا الحرائق المروعة. فرنسا وأوروبا تعبران عن التضامن مع السويد واليونان وتعرضان المساعدة“.
وقال البابا "فرنسيس" بابا الفاتيكان عبر حسابه على تليجرام "إنه يشعر بحزن شديد بسبب وقوع هذه المأساة وصلى من أجل الضحايا وعائلاتهم".
وتندلع حرائق الغابات من وقت لآخر في اليونان لكن الشتاء الجاف نسبيا كان أحد عوامل قيظ الحرارة هذا الصيف. ولم يعرف على الفور سبب اندلاع الحرائق.