زواج للبيع في أوروبا.. بيع تذاكر لحفلات الزفاف يتحول إلى وسيلة لتغطية النفقات

تشهد أوروبا مؤخرًا ظاهرة جديدة وغير مألوفة في حفلات الزفاف، إذ يلجأ بعض الأزواج إلى بيع تذاكر لحضور مناسباتهم الخاصة لتغطية النفقات.

الفكرة بدأت مع كاتيا ليكارسي، مؤسسة منصة Invitin مطلع هذا العام، حينما سألتها ابنتها الصغيرة: "لماذا لا تتم دعوتنا إلى حفلات الزفاف؟".

عندها خطرت لها فكرة تقديم خدمة تتيح للأشخاص الراغبين خوض تجربة حضور زفاف، حتى لو لم يكونوا مدعوين تقليديًا، وفي الوقت ذاته يستفيد العروسان ماليًا بينما تحصل هي على عمولة.

وسرعان ما انضم عدد من الأزواج إلى المنصة لطرح تذاكرهم، مقابل مبالغ تتراوح بين 150 و400 يورو، ووجدوا إقبالًا من أشخاص مستعدين لدفع مئات اليوروهات.

لورين، إحدى المشاركات التي دفعت لحضور حفل زفاف غرباء، قالت لصحيفة "ذا غارديان": "لا أملك عائلة كبيرة، لذا لا أحظى بفرصة حضور حفلات كثيرة. إنه رائع أن أعيش أجواء زفاف وعادات مختلفة، حتى لو كان لعروسين لا أعرفهما. أحب الاطلاع على الديكور والموسيقى وسأشارك بالرقص".

أما بالنسبة للأزواج، فالدوافع تتنوع. البعض يبحث عن دعم مادي لتكاليف باهظة، فيما يرى آخرون أنها تجربة اجتماعية مثيرة. جينيفر (48 عامًا) وزوجها باولو (50 عامًا) يخططان لدعوة نحو 100 من الأقارب والأصدقاء، لكنهما قررا أيضًا استقبال عدد محدود من الغرباء.

وتقول جينيفر: "الأمر ليس مسألة مال فقط، بل لأننا نحب الانفتاح ومشاركة الآخرين لحظاتنا، رغم أن المبلغ قد يساعد قليلًا في تغطية تكاليف مثل الزينة والفستان".

من خلال تطبيق Invitin، يستطيع العروسان اختيار الضيوف من بين المتقدمين، بينما يلتزم الضيوف بشروط محددة مثل الالتزام بالزي المناسب، الحضور في الموعد، الاعتدال في شرب الكحول، وعدم نشر صور إلا بموافقة مسبقة.

الظاهرة لا تقتصر على فرنسا وحدها؛ ففي إيطاليا يقدم مشروع Wedding Privè للسيّاح الأثرياء تجربة زفاف تقليدي مقابل مبالغ تتراوح بين 1000 و5000 يورو، وفق مستوى المشاركة المطلوب.

أسس الشركة دافيد جينوفيزي ولوكّا مانيللي، وتهدف لإتاحة فرصة للسياح لاكتشاف الطقوس الإيطالية عن قرب، بينما يستفيد الأزواج من تغطية جزء كبير من تكاليف يومهم الكبير.

ويشرح جينوفيزي أن بعض الأزواج يترددون في البداية، لكنه وفريقه يوضحون لهم آلية الفكرة، ويضمنون عدم تعريض يومهم لأي إزعاج من خلال مرافقة الضيوف الأجانب بمترجم ومرشد يفسر ما يحدث لحظة بلحظة، ويؤمن سلامة المناسبة.