سياسة
ترحيب واستقبال وتحذير.. موقف الجيش الليبي من تداول السلطة
بشكل صريح لا يحتمل التأويل أعلن الجيش الليبي دعمه للاستقرار والتداول السلمي للسلطة عقب اختيار المجلس الرئاسي والحكومة الجديدة.
مبادرات الجيش الليبي الداعمة للسلام والاستقرار انطلقت منذ 2014 عندما خاض معركة ضارية ضد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش واستطاع تطهير بنغازي ودرنة والهلال النفطي والجنوب، وسياسيا استقبل مجلس النواب المعترف به دوليا والذي تعذرت عقد جلساته في العاصمة طرابلس.
ومجددا تظهر توجهات الجيش الليبي الداعمة للأمن والاستقرار بإعلانه المبكر تقديره لمخرجات الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة، وما انبثق عنه من مجلس رئاسي وحكومة جديدة يقودان المرحلة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل.
ما لا يتنازل عنه الجيش الليبي ويعلن تمسكه به قبل وبعد أي حوار سياسي أو عسكري هو تحذيره من الوجود العسكري الأجنبي وتحديدا التركي في البلاد والذي ينظر إليه الجيش باعتباره "احتلالا".
- لقاء حفتر والمنفي.. الجيش الليبي يدعم تداولا سلميا للسلطة
- عصري ومتطور.. الجيش الليبي يسابق الزمن لبناء قواته
دعم العملية السياسية
دعم الجيش الليبي عملية الحوار السياسي بين الليبيين منذ اليوم الأول لإعلان مسارات التفاوض الأربعة بين الليبيين العسكرية والسياسية والاقتصادية والدستورية.
وعقب إعلان البعثة الأممية الجمعة الماضية 5 فبراير 2021 تشكيل السلطة التنفيذية المؤقتة في البلاد، التي من المقرر أن تقود البلاد إلى حين إجراء الانتخابات العامة أواخر هذا العام 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، أعلن الجيش الليبي ترحيبه بتشكيل السلطة الجديدة.
كما تقدم الجيش الليبي بالتهنئة "للشخصيات الوطنية التي تم انتخابها لشغل مهام المجلس الرئاسي الدكتور محمد يونس المنفي ورئيس الحكومة الوطنية عبدالحميد دبيبة التي يأمل الليبيون قيامها بالعمل الدؤوب وتقديم الخدمــات وتهيئة البلاد لإجراء استحقاق الانتخابات العامــة في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021م وفقا لما تم الاتفاق عليه، لبداية انطلاق العملية الديمقراطية، وبناء دولة ليبيا الجديدة دولة المؤسسات والقانون."
الاعتراف بها والتعاون معها
لم يقف دعم الجيش الليبي للسلطة الجديدة عند حد الترحيب بل فاق ذلك، إلى الاعتراف بأن المجلس الرئاسي مجتمعا هو القائد الأعلى للجيش الليبي، في تصريح يعد أهم علامات توحيد البلاد.
اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي قال في تصريحات إعلامية السبت الماضي، إن المجلس الرئاسي الجديد هو القائد الأعلى للجيش الليبي حسب الاتفاق السياسي وأن الجيش الليبي مؤسسة ككل المؤسسات الليبية ستتعامل مع أي سياسي وفقا للقانون والإعلان الدستوري القائم حاليا، وأنه سيكون هنالك تنسيق بين الجانبين.
هذا التصريح أكد أن الجيش الليبي لم يكن أبدا عقبة أمام أي حل سياسي سلمي للأزمة الليبية، وهو ما عبر عنه المسماري "انطلاقا من قناعة القيادة العامة أن مهام الجيش حمابة الأراضي والحدود ومحاربة الإرهاب وفرض هيبة الدولة".
استقبال السلطة
وفي أول اختبار فعلي لمصداقية الجيش الليبي حول قبول السلطة التنفيذية الجديدة، استقبل القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الخميس، رئيس المجلس الرئاسي الجديد الدكتور محمد المنفي، فور وصوله إلى بنغازي، في مقر القيادة العامة بالرجمة.
وأكد القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، لرئيس المجلس الرئاسي الجديد الدكتور محمد المنفي، أن القوات المسلحة تدعم التداول السلمي للسلطة.
وأكد القائد العام للجيش الليبي، دعم عملية السلام والسعي للحفاظ على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطات، مشددا على دعم المجلس الرئاسي الليبي الجديد وحكومة الوحدة الوطنية، التي أنتجها الحوار السياسي لتوحيد المؤسسات والوصول بالبلاد إلى الانتخابات المنتظرة في ديسمبر القادم.
كما من المقرر أن تستقبل مدينة بنغازي رئيس الحكومة الليبية الجديد عبدالحميد دبيبة، ممثل الغرب الليبي في الحوار السياسي، ، حسبما أعلنت وكالة "نوفا" الإيطالية.
والمنفي رئيس المجلس الرئاسي، هو مرشح إقليم "برقة" الشرق الليبي في السلطة الجديدة، ويعود نسبه إلى قبيلة المنفة إحدى أكبر قبائل الشرق التي ينتمي لها المجاهد الليبي البارز عمر المختار.
ولبنغازي أهمية ومكانة خاصة لدى الليبيين، خاصة أنها عاصمة البلاد الثانية وفقا لدستور الاستقلال، ورمز الصمود في مواجهة الإرهاب، والمقر الدستوري لمجلس النواب الليبي، ومقرا لعمل الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني، التي من المفترض أن تسلم السلطة للحكومة الجديدة عقب نيلها الثقة من مجلس النواب.
تحذير لأنقرة
رغم هذا الموقف المتعاون من قبل الجيش الليبي مع السلطة التنفيذية الجديدة إلا أنه ظل مشددا على ثوابته الوطنيه والتزامه بالدفاع عن وحدة البلاد وسيادتها وسلامتها ومحاربة الإرهاب وبناء جيش عصري ومتطور.
اللواء المسماري، واللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي اكدا في تصريحات متتالية لوسائل إعلام أن الشعب الليبي يرفض وجود قوى خارجية ومرتزقة تفرض إرادتها داخل البلاد.
كما أكدا أن على السلطة الجديدة أن تدعم مهام لجنة 5+5 العسكرية، واتفاق وقف إطلاق النار في البلاد، وطرد المرتزقة وتبادل المحتجزين ونزع الألغام وفتح الطريق الساحلي، ومعالجة ملف المليشيات المسلحة وفرز المليشيات التكفيرية التي لا تؤمن بالدولة.
وبالتوازي مع ذلك استمر الجيش الليبي في بناء قواته لبناء قوات عصرية متطورة بمنتهى الانضباط العسكري والعطاء المنقطع النظير، ويرفع من قوتها وجاهزيتها لمواصلة مكافحة الإرهاب وبسط الأمن في جميع أرجاء البلاد.
كما تستمر كتائب الجيش الليبي وألويته في استقبال طالبي التجنيد للعمل ضمن صفوف القوات المسلحة.
ولم يقف حظر التسليح عائقا أمام الجيش الليبي، في ظل وجود مهندسين وفنيين وطنيين على كفاءة عالية بالقوات المسلحة، ليعيدوا بعض الطائرات التي كانت معطلة عن العمل منذ عهد معمر القذافي.
كما أعيد إدخال الصواريخ السوفيتية والقطع البحرية إلى الخدمة لتأمين أرض وسماء ليبيا وسواحلها، في ظل وجود التهديدات التركية واستمرار نقل المرتزقة والأسلحة إلى المليشيات بالعاصمة طرابلس.
ولاقى تشكيل السلطة التنفيذية الليبية الجديدة ترحيبا عربيا ودوليا، وتمنيات بأن تكون خطوة نحو الاستقرار، وتفاؤلا بتحقيق تطلعات الشعب الليبي.