عصري ومتطور.. الجيش الليبي يسابق الزمن لبناء قواته
في سباق مع الزمن يسعى الجيش الوطني الليبي لبناء قوات عصرية متطورة بمنتهى الانضباط العسكري والعطاء المنقطع النظير.
ولعل الخط المرسوم للجيش الليبي أكد عليه القائد العام المشير خليفة حفتر، مساء الأربعاء، خلال تفقده لأكاديمية العلوم الاستراتيجية والأمنية بهيئة السيطرة بالقوات المسلحة.
وأكدت إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، أن المشير حفتر تفقد الأكاديمية والمقر الإداري لهيئة السيطرة ضمن متابعته واهتمامه ببناء القوات المسلحة ومؤسستها العلمية والقتالية.
ويشمل مقر الأكاديمية المقامة بمنطقة الرجمة على مساحة 40 هكتارا، مقرا إداريا متكاملا مع منصة احتفالات كبيرة وإقامة خاصة لأعضاء هيئة التدريس وإقامة للمتدربين والدارسين.
جيش عصري
وتضمنت الجولة المقر الإداري لهيئة السيطرة بـ"أبوعطني"، الذي تم تجهيزه بمكاتب إدارية وصالات اجتماعات وفق أحدث التجهيزات وأعد تصميمه هندسيا ليلائم العمل الإداري مع إقامة خاصة مجهزة فندقيا.
وجرى عرض ما تم التوصل إليه من تطوير في عدد الأسلحة والمعدات التقنية ومن بينها الطائرات والحرب الإلكترونية والاستخباراتية الحديثة والمسيرة الاستطلاعية والقتالية في الحرب المعدة في هذه التخصصات.
القائد العام للجيش الليبي أكد أن هذه المرافق مهمة لبناء قوات عصرية وجيش متطور، معربا عن سعادته بما تحقق من إنجاز والتزام بمنتهى الضبط العسكري.
بناء الجيش
ولا يزال الجيش الليبي يبني قواته ويرفع من قوتها وجاهزيتها لمواصلة مكافحة الإرهاب وبسط الأمن في جميع أرجاء البلاد.
وتستمر كتائب الجيش الليبي وألويته في استقبال طالبي التجنيد للعمل ضمن صفوف القوات المسلحة.
ولم يقف حظر التسليح عائقا أمام الجيش الليبي، في ظل وجود مهندسين وفنيين وطنيين على كفاءة عالية بالقوات المسلحة، ليعيدوا بعض الطائرات التي كانت معطلة عن العمل منذ عهد معمر القذافي.
كما أعيد إدخال الصواريخ السوفيتية والقطع البحرية إلى الخدمة لتأمين أرض وسماء ليبيا وسواحلها، في ظل وجود التهديدات التركية واستمرار نقل المرتزقة والأسلحة إلى المليشيات بالعاصمة طرابلس.
الطائرات المقاتلة
وتمكنت الفرق الفنية بالجيش الليبي في مايو/أيار الماضي، من صيانة وإصلاح 4 طائرات حربية كانت متوقفة منذ فترة طويلة عن الخدمة.
وشكلت الطائرات الأربع إضافة قوية لاستخدامها بكامل قوتها النارية لحماية السماء والأراضي الليبية من كافة المليشيات المسلحة والمرتزقة السوريين.
وبعدها بشهرين كان الشعب الليبي على موعد جديد مع خبر سار، بعودة الطائرة "ميج 23" إلى سرب قاذفات "بي إن" بعد صيانتها، وإعلان دخولها للخدمة وجاهزيتها لتنفيذ المهام القتالية.
الدفاع الجوي
هنا أيضًا، حرص الجيش الليبي مع انتشار الطيران التركي المسير لدعم مليشيات فايز السراج، على إصلاح نظامين للدفاع الجوي "إس-200 "و"أو SA-5"، وإيداعهما في معسكر الدفاع الجوي جنوب مدينة الأبيار.
وتتميز منظومة الدفاع الجوي "إس 200" أو "سام-5 (SA-5)"، بكونها بعيدة المدى وهي روسية الصنع، وصممت لاعتراض الأهداف من المتوسطة إلى عالية الارتفاع، والدفاع عن مساحات واسعة من الأراضي ضد القاذفات المهاجمة والطائرات الأخرى الاستراتيجية.
وتحمي المنظومة المنشآت الإدارية والصناعية والعسكرية من أي نوع من الهجمات الجوية.
ويمكن لنظام "إس-200" هزيمة الطائرات الحديثة والمتقدمة، ومنها القيادة الجوية ومراكز التحكم، وطائرات أواكس، وخلق تشويش على الطائرات والمركبات الجوية المأهولة وغير المأهولة الأخرى.
الصواريخ الهجومية
ومع حرص الجيش الليبي على تأمين البحر، بجانب السماء الليبية، استطاع إعادة إدخال صواريخ "p-15 termit" السوفيتية الصنع، التي شكلت قوة كبيرة قادرة على استهداف السفن في عرض البحر.
وتشكل تلك الصواريخ رسالة رادعة لقوات أردوغان البحرية على السواحل الليبية، إذا اندلع القتال حول سرت أو الجفرة.
وأثبتت "p-15 termit" فاعليتها، ونجح الجيش الليبي في سبتمبر/أيلول الماضي في إعادة إدخال الصواريخ التكتيكية "R 17" للخدمة بعد صيانتها واختبارها، والتي يصل مداها إلى 300 كيلومتر وتم تدريب القوات عليها.
البارجة دولفين "1159-TP"
في الشهر ذاته سبتمبر/أيلول 2020، استطاعت القوات البحرية التابعة للجيش الليبي إعادة البارجة الحربية سوفيتية الصنع "1159-TP "دولفين إلى الخدمة، بعد أن شهدت أعمال صيانة وإحلالا وتجديدا.
البارجة المخصصة لأعمال الدورية مسلحة بمدفعين مزدوجين من طراز "AK-726" عيار 76.2 ملم وصواريخ مضادة للسفن "P-20"، بالإضافة إلى نظام دفاع جوي "والتي يمكنها بسهولة مواجهة السفن التركية الموجودة قبالة الساحل الليبي".
واستطاع الجيش الليبي وقوات الشرطة القضاء على الجماعات الإرهابية، شرقي البلاد، عقب إطلاق "عملية الكرامة" 2014.
كما كثّفت وحدات الجيش الليبي من نشاطها في مدن ومناطق الشرق والجنوب الليبي الخاضعة لسيطرتها، لبسط الأمن والقضاء على العناصر الإرهابية، وتأمين المنطقة ودول الجوار من امتداد العناصر الإرهابية والسلاح لها.
ونفذ الجيش الليبي ضربات متتالية ضد التنظيمات الإرهابية في مدن الجنوب، خاصة تنظيم داعش الإرهابي، الذي يحاول إعادة التمركز في الصحراء، ضمن مساعيه البائسة لإعلان عاصمة جديدة للتنظيم.
وتمكن الجيش في سبتمبر/أيلول الماضي من القضاء على زعيم تنظيم داعش في شمال أفريقيا المدعو أبومعاذ العراقي، في حي عبدالكافي جنوب ليبيا.
وتؤمن قوات الجيش الليبي الحقول والآبار والموانئ النفطية في الشرق والجنوب بعد تحرير هذه المناطق من الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة والمرتزقة التشاديين.
وبعد تحرير المناطق النفطية اكتفت القوات المسلحة الليبية بتأمين المؤسسات من الخارج وعدم التدخل في صميم عملها وسلمت إدارتها للمؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس.
aXA6IDE4LjIxNy45OC4xNzUg جزيرة ام اند امز