تقرير يفضح تورط حماس في تهريب أسلحة ليبية إلى غزة
كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن استغلال حركة "حماس" للفوضى في ليبيا لتشكيل خلية إرهابية مهمتها تهريب الأسلحة إلى غزة عبر تركيا.
وقالت الصحيفة البريطاينة، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، إن شبكة التهريب التابعة لحركة حماس، شكلها شخص يدعى مروان الأشقر وهو مبعوث "حماس إلى ليبيا"، مؤكدة أن الشبكة حاولت نقل صواريخ مضادة للطائرات والدبابات إلى غزة.
وبحسب الوثائق التي نشرتها الصحيفة البريطانية، فإن عناصر الشبكة، استخدموا شفرة سرية مكونة من عدة كلمات للتعبير عن أهدافهم دون كشف هويتهم، منها استعمال كلمة "جاكوزي" للتعبير عن احتياجهم لنقل صواريخ حرارية من ليبيا إلى القطاع، و"صيد الفيلة" لنقل صواريخ تستهدف الدبابات.
وأوضحت أن مروان الأشقر هو المسؤول الأول عن تشكيل الشبكة الإرهابية في البلد الغارق في الفوضى منذ قرابة 10 سنوات، مشيرة إلى أن تلك الشبكة استعانت بوسطاء ومسلحين في تركيا.
رسائل مشفرة
وبحسب الصحيفة، فإن الطلبات كانت تصل من قيادة حماس عبر رسائل مشفرة بالبريد الإلكتروني، ليرد عليها الأشقر لاحقا، عبر عبارات مشفرة أيضا ترسل عبر البريد الإلكتروني إلى رؤسائه في الحركة.
وكانت السلطات الليبية أوقفت الأشقر، مع 3 فلسطينيين آخرين عام 2017، بعد ارتيابها من الأنشطة التي كانت تقوم بها شركته في العاصمة طرابلس.
ونشرت "التايمز" سجلات قضائية، اعترف فيها الأشقر بأنه حصل على جواز سفر دبلوماسي فلسطيني لتسهيل مهمة كلف بها عام 2011، ممثلة في شراء أسلحة لقادة حماس، بحسب الصحيفة التي وثقت اعتراف الأخير بإرسال الأسلحة والمواد المتفجرة عبر مهربين في مصر، إلى غزة.
وكشفت مصادر، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن حركة حماس تضغط على حكومة الوفاق عبر تركيا للعفو عن مروان عبدالقادر الأشقر المتهم بتهريب أسلحة من ليبيا إلى غزة.
وأكدت المصادر، أن حركة حماس تحاول العفو عن الأشقر قبل تشكيل الحكومة الليبية الجديدة، في غضون أسبوعين.
تطوير المفخخات
المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن حركة حماس حاولت التسلل إلى ليبيا ومساعدة بعض التنظيمات الإرهابية فيها، في تطوير أساليب المفخخات والاغتيالات.
وأكد المحلل السياسي الليبي، إلقاء القبض على بعض الفلسطينيين المتورطين عن هذه الأعمال، والذين دخلوا ليبيا عبر البوابة التركية وبإشراف مباشر من الاستخبارات التركية، مشيرًا إلى أن أنقرة زودتهم بجوازات سفر ليبية جديدة (بيومترية)، من أجل مساعدة تنظيمات ليبية متطرفة مثل "أنصار الشريعة"، في كيفية زرع المفخخات والعبوات الناسفة، واغتيال ضباط الجيش والمناهضين للتطرف والإرهاب.
وحول دور مروان الأشقر، قال المرعاش إنه يعد حلقة الوصل الأساسية في تسلل حماس إلى ليبيا، مؤكدًا انحصار نشاطه في تمكين ومساعدة التنظيمات الإرهابية الليبية ونقل خبرة "حماس" في هذه النشاطات في حربها ضد الجيش الوطني الليبي.
الاستخبارات التركية
ورغم دور الأشقر الحيوي، إلا أن المحلل السياسي الليبي قال إنه يظل تحت سيطرة الاستخبارات التركية، التي لن تسمح له بنقل أي نوع من السلاح من ليبيا إلى غزة، فهي من تحدد له نوع النشاط وسقفه.
وأكد أن ليبيا لم تكن في السابق ساحة مفتوحة لحركة حماس، فالنظام السابق كان يرتاب من أنشطتها الإرهابية، إلا أنه بعد سقوطه بدأت الحركة في تجنيد بعض الفلسطينيين المقيمين في ليبيا، وخاصة من معتنقي الفكر الديني المتشدد، والذين انضموا إلى تنظيم أنصار الشريعة وقاتلوا في صفوفه في مدينة بنغازي ومنهم من هو حاصل على الجنسية الليبية.
وأشار إلى أن انحصار الأمر في بضع أشخاص دون أن يصل إلى إنشاء شبكات منظمة، ما دفع حماس للجوء إلى تقديم الخدمات فقط للأتراك، وبما يتفق مع أيديولوجية التطرف ونشر الإرهاب في الدول العربية.