الانسحاب المشروط.. أردوغان يناور في ليبيا بخطة شيطانية
كشف خبراء ليبيون أن تركيا تراوغ في عملية سحب مرتزقتها من ليبيا، محاولة نسف العملية السياسية، لتحافظ على مكتسباتها على الأرض.
وأكد الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن تركيا لن تخرج من ليبيا إلا بانتفاضة شعبية أو بإرادة دولية قوية شبيهة بتلك التي أثمرت إنجاح الملتقى السياسي الليبي وتشكيل السلطة التنفيذية الجديدة.
الانسحاب المشروط
وأثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس حول الانسحاب المشروط لقواته من ليبيا، فضلا عن إيقافه رحلات عودة المرتزقة السوريين من ليبيا، تساؤلات عن مدى التزام أنقرة بتنفيذ مطالبات المجتمع الدولي تجاه البلد الأفريقي الغارق في الفوضى منذ قرابة عقد من الزمان.
وطالب مجلس الأمن، أمس، باحترام ودعم التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، بما في ذلك سحب جميع القوات الأٔجنبية والمرتزقة دون مزيد من التأٔخير، داعيًا إٕلى الامتثال الكامل لحظر توريد الأسلحة تماشيا مع قرارات المجلس ذات الصلة، في إشارة إلى تركيا.
من جانبه، قال حسين مفتاح، المحلل السياسي، لـ"العين الإخبارية"، إن التصريحات التركية "مراوغة مكشوفة"، مشيرًا إلى أن تركيا غير صادقة في سحب قواتها التي زجت بها في ليبيا تحت زعم التدريب (القوات النظامية)، أو القتال (المرتزقة السوريون).
انتفاضة شعبية
وأوضح المحلل السياسي، أن منهج الإدارة التركية نسخة مماثلة لمنهج تنظيم الإخوان في التلاعب بالمصطلحات واللعب على الأكاذيب، مؤكدًا أن أنقرة لن تعيد قواتها الموجودة في ليبيا، إلا بضغط دولي أو انتفاضة شعبية.
ورغم اعتقاده بأن تثمر الضغوط الدولية خروج القوات التركية، فإنه عبر عن تخوفه من انتشار عدد كبير من عناصر المرتزقة الذين أوفدتهم تركيا إلى ليبيا والتي لا تعترف بهم، محذرًا من محاولات عبور هؤلاء الإرهابيين إلى أوروبا عبر رحلات الهجرة غير الشرعية.
وأكد أن توحيد المؤسسة العسكرية الليبية (الشرق والغرب) هو صمام الأمان لخروج تلك القوات من ليبيا ونجاح أي تسوية سياسية أو اقتصادية، والعودة بالبلاد إلى المسار الصحيح، مشيرًا إلى أن فشل المسار الأمني يمثل فشلا لكل المسارات الأخرى.
قبض الثمن
بينما قال كامل المرعاش، المحلل السياسي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن تركيا لن تخرج من ليبيا دفعة واحدة إلا بعد الحصول على ثمنٍ ما في غاز ونفط شرق المتوسط، مؤكدًا أن أنقرة ستواصل ابتزاز المجتمع الدولي بالملف الليبي.
ورغم محاولات أنقرة لابتزاز المجتمع الدولي، فإن المرعاش أكد أن تركيا تمهد لسحب قواتها من ليبيا، إذعانًا للضغوط الأمريكية الشديدة التي تواجهها.
وأشار إلى أن أردوغان فهم جيدا أن الحكومة الجديدة التي أنتجتها البعثة الأممية تختلف عن حكومة السراج، وأن بداخلها من يناهض الوجود التركي.
وأشار المحلل السياسي الليبي إلى أن تركيا فقدت السيطرة التامة على هذه الحكومة، لذا ستنتهج سياسة جديدة، لتجنب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وأوروبا التي لا تريد وجودًا عسكريًا تركيًا في ليبيا.
خياران
وقال المرعاش، إن الحكومة الليبية الجديدة أمامها خياران لا ثالث لهما، إما المصالحة الوطنية وإعادة سيادة ليبيا والانفتاح بشكل صادق على التيار المناهض لتواجد تركيا العسكري ونفوذها السياسي في ليبيا، وإما الاستمرار في نهج حكومة السراج التي عمقت الانقسامات والحروب في ليبيا.
عادل ياسين رئيس مجلس العلاقات الدولية في ليبيا، عبر في حديث لـ"العين الإخبارية"، عن اتفاقه مع ما ذهب إليه المرعاش ومفتاح، مشيرًا إلى أن أردوغان يراوغ عسكريًا في محاولة منه للحصول على أكبر حصيلة ممكنة من المكاسب التي جناها.
وأكد ياسين، أن أردوغان لن يفرط بسهولة فيما نجح في حصده خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستكشف الكثير مما في جعبة الرئيس التركي، التي يرى أنها تحوي من الخطط الشيطانية الكثير تجاه ليبيا.