الإرهاب في غرب أفريقيا.. الأزهر يضع "روشتة" استئصاله
تحديات كبيرة يواجها غرب أفريقيا في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تعمل على استغلال الصراعات الداخلية والثغرات الأمنية في توسيع نفوذها.
وقال مرصد الأزهر المصري لمكافحة التطرف، في تقرير، إن دول غرب أفريقيا أخطأت في الاعتماد على خيار العمليات العسكري فقط.
وأوضح أن نشاط التنظيمات الإرهابية يتركز في المناطق الحدودية بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، بعبارة أخرى تحول هذا المثلث الحدودي إلى مركز لأنشطة التنظيمات المتطرفة عابرة الحدود، أهمها داعش والقاعدة.
وحول أسباب ذلك، أشار إلى "هشاشة البنية المجتمعية بالمنطقة وارتفـاع نسبة الفقـر وخروج أجزاء واسعة من منطقة غرب أفريقيا عن سيطرة الحكومات، بسبب التعدد القَبَليٍّ والدينيٍّ، وانتشار الفقر الشديد والصراعات السياسية والاجتماعية، على نحو ساهم في توفير بيئة خصبة لتمدد الإرهاب في دول غرب أفريقيا".
صراعات متعددة
ويقول الأكاديمي والباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أحمد أبوالفضل حجازي، إن سخونة الأحداث في غرب أفريقيا تفرض نفسها على الأوضاع الأمنية في القارة السمراء؛ حيث تشهد في الآونة الأخيرة تسارعاً في الأحداث بين تنظيم داعش مع جماعة بوكو حرام.
وأضاف حجازي لــ"العين الإخبارية" أن نيجيريا انحسر بها مؤشر العمليات الإرهابية، إلا أن عمليات خطف الطلاب لا زالت تشكل تحديًا أمام الحكومة.
وأوضح أن عمليات الخطف تكثر بغية طلب الفدية لتوفير مصادر للتمويل لتلك الجماعات خاصة في الولايات الشمالية من نيجيريا الأمر الذي جعل بعض تلك الولايات توقف العملية التعليمية وتعطل الدراسة.
ومن نيجيريا إلى النيجر، أكد الباحث بمرصد الأزهر أن تنظيم داعش ينشط داخلها خاصة وأنه يسعى للسيطرة على المثلث الحدودي الاستراتيجي والذي يربط بين تشاد والنيجر ومالي,
ولفت إلى أن النيجر تشهد حوادث إرهابية وهجمات متفرقة من قبل جماعات القاعدة وداعش وبوكو حرام الإرهابية كان معظمها متمثلا في الهجوم على بعض القرى والمساجد والتي ينتشر بها أهل الطرق الصوفية خاصة التيجانية والختمية.
وعن الواقع التشادي، بين الباحث في المرصد أن هناك انتشارا للجماعات الإرهابية وخاصة جماعة بوكو حرام التي تحاول ترسيخ قدمها داخل تلك الدولة، وذلك نظرًا إلى طبيعة الموقع الجغرافي وامتداد أراضيها على الشريط الساحلي الصحراوي بوسط أفريقيا ودخول السلاح من ليبيا.
وبين أن المرصد ناشد مرات عديدة الدول المتجاورة التعاون اللوجستي والاستخباراتي للقضاء على الإرهاب وتأمين المناطق الحدودية، لافتا إلى أن الخيار العسكري أثبت أنه ليس الحل الوحيد للقضاء على انتشار التنظيمات الإرهابية، وأن محاربة الإرهاب تستلزم إجراءات احترازية أخرى تدعم الخيار العسكري وتضمن نجاحه بدرجة فاعلة.
وشدد على ضرورة محاربة الفكر بالفكر، وذلك من خلال الاهتمام بالوافدين الملتحقين بمؤسسة الأزهر الشريف وإعدادهم إعدادا جيدا وتأهيلهم ليكونوا نواة لحائط صد يواجه الفكر المتطرف بالفكر الوسطي المعتدل الأمر الذي يمنع استقطاب عناصر جديدة لتلك الجماعات المتطرفة.
وناشد الباحث المراكز الإسلامية والمعاهد الأزهرية الموجودة في بعض البلدان الأفريقية العمل على إنشاء مراكز تابعة للأزهر الشريف في معظم البلدان الأفريقية لضمان نشر الفكر الأزهري القائم على تقبل الآخر والتعايش السلمي مع الغير.
وأكمل على ضرورة التنسيق الدائم مع المؤسسات الدينية الحكومية المعتمدة في تلك الدول والتواصل بينها وبين الأزهر والتي تعتبره تلك المؤسسات المرجعية الإسلامية الرئيسة لها خاصة وأن معظم إن لم يكن كل مشائخ تلك المؤسسات والقائمين عليها من خريجي جامعة الأزهر الشريف.
وأكد على ضرورة دعم التصوف كفكر وسطي سلمي بعدما كان له الفضل في انتشار الإسلام في ربوع القارة الأفريقية وأصبح هدفا من قبل التنظيمات الإرهابية.
وتابع أن تلك التنظيمات ترى فيه البركان الذي إن ثار فسيقضي عليهم فكريا على الأرض، مضيفا أنه ينبغي التنسيق مع الزوايا والساحات الصوفية في تلك الدول وبث روح مقاومة الفكر المتطرف فيهم وتقويم سلوكهم الروحي والأخلاقي والبعد عن الشطط.
كما شدد على ضرورة تفكيك الجماعات الإرهابية من الداخل وتضييق الخناق عليها عن طريق استهداف زعماء القبائل وتوعيتهم ومناشدتهم المساعدة في مقاومة الإرهاب ونبذ العناصر المتطرفة من بينهم، مع توفير الخدمات اللازمة لتلك المناطق والقرى البعيدة وعدم تهميشها لأن التهميش أداة يستغلها الإرهاب.
وعن وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، شدد التقرير على ضرورة إحكام القبضة الأمنية على الإرهاب السيبراني والعمل على مكافحة ما تبثه تلك التنظيمات من سموم عبر وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها التكنولوجيا الحديثة، خاصة مع انتشار عمليات الذئاب المنفردة.
إلا أن تلك النقاط لم تنس ضرورة دعم الدول الأفريقية التي تتعرض لمخاطر المجاعات وتنتشر فيها مخيمات اللاجئين خاصة لاستغلال الإرهابيين حاجتهم ومقايضتهم بالمال مقابل القتال معه.
aXA6IDMuMTQzLjIzLjM4IA== جزيرة ام اند امز