«الجدار الحديدي» يخنق جنين.. 8 قتلى فلسطينيين في «اجتياح» إسرائيلي
«الجدار الحديدي» يطوق مدينة جنين ومخيمها في عملية واسعة بدأها الجيش الإسرائيلي وأوقعت 8 قتلى من الفلسطينيين.
وغداة تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتوقّع أن يقدّم دعما مطلقا لإسرائيل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية سمّاها "الجدار الحديدي".
وقال في بيان إن قواته باشرت مع "الشاباك (جهاز الاستخبارات الداخلي) وحرس الحدود حملة عسكرية لإحباط الأنشطة الإرهابية في جنين".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، إن "العملية العسكرية واسعة وكبيرة من أجل استئصال الإرهاب في جنين".
وتأتي العملية في اليوم الثالث من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 8 فلسطينيين وإصابة 35 آخرين بجروح في "العدوان الإسرائيلي".
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس عن سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار داخل المخيم.
وقال سكان في مخيم جنين إن الجيش الإسرائيلي دفع بأعداد كبيرة من قواته إلى المدينة والمخيم الملاصق لها، وسط تحليق لطائرة "أباتشي" كانت "تطلق النار".
وبحسب يوسف رشيد الذي يعمل موظفا في إحدى الشركات بالمدينة: "كان الوضع عاديا، وشاهدت فجأة طائرة إسرائيلية تحوم فوق المدينة وتطلق النار، وآليات عسكرية تقتحم المدينة باتجاه المخيم القريب".
وأضاف" كان الوضع مرعبا. بدأت الأحداث فجأة، ولم يعرف سكان المدينة إلى أين يهربون".
ونشرت مقاطع فيديو من جنين على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر إصابة مدنيين بينما كانوا يسيرون في الطريق.
ويكرّر الجيش الإسرائيلي أن العديد من الخلايا المسلحة الفلسطينية تنطلق من مدينة جنين ومخيمها لتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية.
وكانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية شنّت، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حملة عسكرية في المخيم المعروف بأنه معقل لمجموعات مسلحة، بهدف ملاحقة من وصفتهم بـ"الخارجين عن القانون"، وكانت لا تزال جارية، ولو بتقطع.
وقال الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنور رجب، الثلاثاء، في بيان، إن القوات الإسرائيلية "اقتحمت مدينة ومخيم جنين وأطلقت النار على المواطنين وقوى الأمن"، مشيرا إلى إصابة عدد من أفراد قوى الأمن الفلسطيني بينهم إصابة خطيرة.
"اجتياح"
وصف محافظ مدينة جنين كمال أبو الرب عملية الجيش الإسرائيلي بـ"الاجتياح" لمدينة جنين والمخيم.
وتزامنت العملية مع إغلاقات للطرق في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس.
ووصف المحلل والكاتب السياسي جهاد حرب ما يجري في جنين بأنه "رشوة" للوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش واليمين المتطرف للبقاء في الحكومة، بعد اعتراضهما على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأشار إلى احتمال "أن تطول العملية".
وكثّف الجيش الإسرائيلي هجماته على مناطق في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، تاريخ الهجوم الذي نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية انطلاقا من قطاع غزة.
وقُتل منذ ذلك التاريخ ما لا يقلّ عن 844 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين.
وخلال الفترة ذاتها، قُتل 28 إسرائيليا في الضفة الغربية نتيجة هجمات نفّذها مسلحون فلسطينيون.