تصاعد عنف الضفة.. هجمات للمستوطنين وإصابات للفلسطينيين والإسرائيليين
تصاعدت وتيرة العنف بالضفة الغربية، حيث شهدت مناطق عدة هجمات شنتها مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين على قرى فلسطينية، أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
وأصاب شرطي إسرائيلي، مساء الإثنين، مستوطنين اثنين بالخطأ بعد أن شاركا مع عشرات المستوطنين في هجوم على قرية الفنادق الفلسطينية شرق قلقيلية بشمالي الضفة الغربية.
وفي الجانب الفلسطيني، أعلن الهلال الأحمر أن "طواقمه تعاملت مع 21 إصابة خلال أحداث قرية الفندق قرب قلقيلية".
- إصابة إسرائيلي في حادث طعن بتل أبيب ومقتل المنفذ
- السلطة الفلسطينية تريد العودة إلى غزة بعد الحرب وهذه تفاصيل خططها
وقال في بيان تلقته «العين الإخبارية» إن «12 إصابة منها كانت جراء الاعتداء بالضرب المبرح و9 إصابات جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع».
هجوم كبير
وكان نحو 50 مستوطناً إسرائيلياً قد شاركوا في هجوم كبير على قرية الفندق، أطلقوا خلاله النار على المواطنين وأحرقوا منازل وسيارات وممتلكات.
وقال لؤي تيم، رئيس مجلس محلي قرية الفندق، لـ«العين الإخبارية»: «يقوم عشرات المستوطنين الإسرائيليين بمهاجمة قرية الفندق بإطلاق النار ورشق الحجارة على المنازل وإحراق السيارات والمنازل والمحال التجارية».
وأضاف: «الوضع في القرية سيء جداً ومن الصعب الآن حصر الأضرار لكنها كبيرة وتتوالى التقارير تباعاً عن إحراق ممتلكات».
وبالتزامن، هاجم مستوطنون إسرائيليون قرية جينصافوط في شمالي الضفة الغربية.
وقال رئيس مجلس قروي جينصافوط، جلال بشير، في بيان إن «عشرات المستوطنين هاجموا البلدة، وأحرقوا 3 منازل ومشتلاً ومنجرة، تقع على الشارع الرئيسي (قلقيلية- نابلس)، ومركبات».
وأضاف أن «جنوداً إسرائيليين اقتحموا القرية خلال الهجوم».
ومن جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية: «حدث بدأ يخرج عن السيطرة في قرية الفندق الفلسطينية، إذ اقتحم حوالي 50 يهودياً ملثماً القرية، ورشقوا الحجارة باتجاه الفلسطينيين، وأضرموا النار في 3 مباني و3 مركبات».
وأضافت: «وصلت قوات من الجيش الإسرائيلي إلى مكان الحادث وأطلقت النار في الهواء، وفي الوقت نفسه، تم نشر قوات إضافية. ولم تتم السيطرة على الحادث بعد».
وتابعت في إشارة إلى المستوطنين: «وبدلاً من أن يتعامل الجيش الإسرائيلي مع الحرب على الهجمات الفلسطينية، سيتعين عليه في الساعات المقبلة التعامل مع اليهود المخالفين للقانون».
وقد أعلنت طواقم الإسعاف الإسرائيلية إصابة إسرائيليين بإطلاق نار في المنطقة، ليتضح لاحقاً أنهما أصيبا بالخطأ برصاص شرطي إسرائيلي.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: «المصابان بجروح خطيرة هما يهوديان، ويبدو أن شرطيًا أطلق النار عليهما عن طريق الخطأ بعد أن قاما برش رذاذ الفلفل عليه وإطلاق النار في الهواء».
الجيش يستعد لعمليات موسعة
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قد قال، الإثنين: «إلى جانب الاستعدادات المتصاعدة دفاعياً في قطاع غزة، علينا أن نكون مستعدين لحملات ملموسة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) في الأيام القليلة المقبلة وذلك لنسبق المسلحين والقبض عليهم قبل أن يصلوا إلى مواطنينا».
وقال الجيش الإسرائيلي: «كما أوعز رئيس الأركان بلورة الخطط العسكرية لمواصلة القتال في قطاع غزة ولبنان».
الأمم المتحدة تحذر
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد حذر في وقت سابق اليوم من العنف والقيود في الضفة الغربية تزامناً مع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال في بيان تلقته «العين الإخبارية»: «يشعر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالقلق تجاه موجة العنف المتجددة التي يرتكبها المستوطنون والقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بالتزامن مع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين».
وأضاف: «رافق هذه الأحداث زيادة القيود على حرية حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك الإغلاق الكامل لبعض الحواجز وتركيب بوابات جديدة، ما أدى فعلياً إلى تقييد مجتمعات بأكملها».
وأضاف: «تزامنت التصريحات العلنية للمسؤولين الإسرائيليين التي تحذر من احتفالات عائلات الفلسطينيين بمناسبة إطلاق سراح أحبائهم المحتجزين مع دعوات أطلقها مستوطنون للتجمع وشن هجمات في الأماكن التي يعود إليها المحتجزون المطلق سراحهم».
وأشار إلى أنه «في الوقت الذي يترسخ فيه وقف إطلاق النار في غزة، من المهم التأكيد مرة أخرى على الالتزامات التي يمليها القانون الدولي على الأطراف المسؤولة في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وتابع: «يتعين على إسرائيل تفكيك المستوطنات وإجلاء جميع المستوطنين من الضفة الغربية المحتلة وإنهاء وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة في أسرع وقت ممكن».
وحتى تحقق ذلك، بين أن «إسرائيل تتحمل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال مسؤولية ضمان حماية الفلسطينيين من جميع أشكال العنف».
واستطرد: «علاوة على ذلك، يجب على قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينية ضمان قدرة الفلسطينيين على ممارسة كامل حقوقهم، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع والتنقل».
وأكمل: «كما يجب أن يمتثل سلوك تلك القوات للقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الالتزام الصارم بالقواعد الحاكمة لاستخدام القوة في العمليات الشرطية».
وأضاف: «يتضمن ذلك وقف الممارسة المتزايدة للقتل غير القانوني للفلسطينيين سواء من خلال عمليات القتل المستهدف أو الاستخدام غير الضروري أو غير المتناسب للقوة، وإجراء تحقيقات شاملة وفعالة وشفافة في جميع الانتهاكات المحتملة لمحاسبة الجناة».
aXA6IDE4LjExOC4xNjYuMTU3IA==
جزيرة ام اند امز