جنازات ودمار وتساؤلات.. "العين الإخبارية" في جنين بعد انسحاب إسرائيل
جنازات يشيعها ذووها إلى مثواها الأخير، وركام في كل شبر، وتساؤلات ترفع منسوب الحيرة بمدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية.
عملية عسكرية نفذها الجيش الإسرائيلي بالمنطقة خلفت ضحايا ودمارا ميدانيا وتساؤلات عن نتائجها.
والأربعاء، شيع آلاف الفلسطينيين ضحايا العملية العسكرية التي استمرت يومين في وقت شاهد فيه الفلسطينيون أثارها على الأرض.
وقال نائب محافظ جنين كمال أبوالرب لـ"العين الإخبارية": "تقديراتنا الأولية هي أن 80% من المنازل في مخيم جنين قد تضررت كليا أو جزئيا".
وأضاف: "هناك أضرار كبيرة جدا لحقت بالبنية التحتية سواء الشوارع أو شبكات المياه والكهرباء والهاتف، حيث تعمل الجهات المختصة على تقييم الأضرار وآليات إصلاحها من جديد".
وتابع: "لقد تم تدمير الشوارع في المخيم بشكل كبير جدا، كما أن العشرات من السيارات تم تدميرها كليا أو جزئيا"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي اعتقل خلال يومين 140 فلسطينيا وقتل 12 وأصاب أكثر من 140.
ضحايا
من جهته، قال وسام بكر، مدير عام مستشفى جنين الحكومي، لـ"العين الإخبارية"، إن عشرات الفلسطينيين ما زالوا يتلقون العلاج الطبي، مضيفًا: "فاقت الإصابات خلال يومين نحو 140 إصابة بينهم 83 في مستشفى جنين الحكومي والباقي في المستشفيات الأخرى".
وتابع: "هناك 20 إصابة خطيرة من بين الإصابات، علما بأنه تم أيضا علاج عشرات الإصابات ميدانيا".
وأشار بكر إلى أن "الإصابات كانت في غالبيتها في الأجزاء العلوية من الجسد بما في ذلك الرأس والصدر"، مضيفًا: "الضغط علينا خلال فترة اليومين الماضيين كان كبيرا جدا بسبب الارتفاع الحاد في عدد الإصابات".
ومساء الثلاثاء، عاد عدة آلاف من سكان المخيم إلى منازلهم بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من أزقته الضيقة.
وأشار كفاح ضبايا، 33 عاما، إلى أن تجربة إخلاء المنازل خلال الهجمات الإسرائيلية كانت صعبة للغاية، مضيفًا لـ"العين الإخبارية": "خلال فترة العملية العسكرية الإسرائيلية كان المخيم عبارة عن كارثة ضخمة، فإطلاق النار مستمر وكذلك القصف الجوي من الطائرات المسيرة في وقت تم فيه قطع المياه والكهرباء وشبكات الهاتف (..) كان يمكنك أن تسمع أصوات الأطفال الخائفين مع صدى الرصاص في كل أرجاء المخيم".
واضطر ضبايا وعائلته المكونة من 10 أفراد، بينهم 6 أطفال، لمغادرة المخيم بعد ساعات من بدء العملية العسكرية الإسرائيلية.
وأشار إلى أنه تلقى إنذارا بأن منزله قد يتعرض للقصف الجوي الإسرائيلي، مؤكدًا أنه وبمساعدة الصليب الأحمر غادر وأفراد عائلته إلى مكان آمن وهي بلدية جنين.
وسبق أن لقي أحد أقرباء كفاح حتفه برصاص الجيش الإسرائيلي العام الماضي، في حين سادت مخاوف من أنه قد يقصف المنزل القريب جدا من منزله.
وقال: "غادرنا ولم نعد إلا بعد انتهاء الهجوم الإسرائيلي وبحمد الله فإن منزلنا لم يتم قصفه".
تساؤلات
وأضاف: "يمكنك أن تشاهد الدمار في كل مكان، من الشوارع مرورا بالسيارات إلى نوافذ المنازل"، متابعًا: "وبالإجمال فإن البنية التحتية بالمخيم تضررت بشكل كبير".
ولم يبد الرجل أي توقع بأن العملية العسكرية الإسرائيلية هي نهاية المطاف، قائلا: "أعتقد أنهم سيعودون والأمور لن تتوقف، لكن المخيم حقق انتصارا كبيرا بصموده".
وبرزت تساؤلات في إسرائيل حول مدى نجاح العملية في ظل المعلومات التي أشارت إلى استمرار وجود مسلحين في جنين ومخيمها.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دنيئل هغاري، إن "العملية العسكرية في مدينة جنين ومخيمها ليست الأخيرة التي يقوم بها الجيش في جنين، وقد يضطر للعودة غدا الى هناك إذا استدعت الضرورة ذلك".
وأضاف، في مقابلة مع الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: "المعلومات الاستخباراتية لم تكن كافية للوصول إلى جميع الأهداف في مخيم جنين، وأن الكثير من الخلايا المسلحة انسحبت خارج المخيم".
ووصف العملية بـ"المعقدة في بيئة معادية، وأنه جرى خلالها اعتقال 300 فلسطيني يعتقد أن 30 منهم مطلوبون ضمن أهداف العملية، التي قتل فيها 12 فلسطينيا".
وقال: "العملية حققت الهدف الرئيسي لها، وهو الحيلولة دون تحويل مخيم جنين لمأوى للمسلحين، بالإضافة إلى تدمير البنى التحتية العسكرية ومنها مختبرات لتصنيع المتفجرات وأماكن تخزين العبوات".
وتوعد المتحدث بالعودة إلى جنين حال توفر معلومات استخباراتية، مشيرًا إلى أن الجيش سيصل إلى المسلحين المصابين الذين نقلوا إلى مستشفيات جنين للعلاج، في الوقت المناسب.
وقال: "لا توجد حلول سحرية، وسنضطر للعودة إلى جنين حال توفر معلومات محددة ودقيقة".
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA== جزيرة ام اند امز