جنين تتنفس الصعداء.. إسرائيل تغلق "المنزل والحديقة"
انسحاب للقوات الإسرائيلية من مدينة جنين الفلسطينية ينهي واحدة من أكبر عملياتها العسكرية في الضفة الغربية منذ سنوات استمرت ليومين.
وأفادت ناطقة باسم الجيش بأن "العملية انتهت رسميا وغادر الجنود منطقة جنين".
وتركزت العملية الإسرائيلية، التي أطلق عليها اسم "المنزل والحديقة"، على مخيم جنين للاجئين، المكتظ بالسكان في المدينة التي تحمل الاسم ذاته.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن بعد بضع ساعات من بدء القوات الانسحاب، أطلق مسلحون فلسطينيون في قطاع غزة خمسة صواريخ باتجاه إسرائيل. وأضاف أنه تم اعتراض الصواريخ ولم ترد أنباء بعد عن سقوط ضحايا.
وأوضح أن طائرات إسرائيلية أصابت منشأة لتصنيع الأسلحة تحت الأرض ردا على ذلك، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان هناك المزيد من التصعيد.
وقال شاهدان من رويترز قبل ساعات إنهما رأيا أرتالا من مركبات الجيش الإسرائيلي تغادر جنين فيما يبدو أنه مؤشر على انتهاء العملية الإسرائيلية التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح أمس الإثنين.
وقُتل 12 فلسطينيا، من بينهم خمسة مقاتلين على الأقل، وجندي إسرائيلي في العملية.
بدأت العملية، التي قال الجيش إنها تهدف لتدمير البنية التحتية والأسلحة الخاصة بجماعات مسلحة في المخيم، بهجوم بطائرة مسيرة في الساعات الأولى من أمس الإثنين ونُشر أكثر من ألف من أفراد القوات الإسرائيلية.
وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية، بدأ سكان المخيم الذين كانوا قد غادروه أثناء القتال في العودة إلى شوارعه المظلمة. وتفقد بعضهم الدمار الناجم مستخدمين إضاءة هواتفهم المحمولة.
وفي تصعيد آخر لأحداث يوم الثلاثاء، أسفر حادث دهس وطعن في تل أبيب، مركز إسرائيل الاقتصادي، عن إصابة ثمانية أشخاص. وأعلنت حركة حماس الفلسطينية مسؤوليتها عن الحادث.
وما زال يمكن سماع دوي انفجارات في جنين شمال الضفة الغربية أثناء مغادرة القوات الإسرائيلية وسط تقارير عن معارك بالرصاص بالقرب من مستشفى في جنين.
ولم تتمكن رويترز من التحقق على نحو مستقل من صحة تلك التقارير.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عند نقطة تفتيش بالقرب من جنين: "في هذا الوقت نكمل المهمة، ويمكنني القول إن نشاطنا المكثف في جنين لن يكون (مجرد) عملية وتنتهي".
إجلاء 500 أسرة
وقال الجيش إن القوات الإسرائيلية عثرت على عدد من مخابئ المتفجرات تحت الأرض، وصادرت ألف قطعة سلاح وألقت القبض على 30 مشتبها بهم.
وفي وقت متأخر من مساء أمس، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه أجلى 500 أسرة من المخيم، أو نحو ثلاثة آلاف شخص.
وقال جهاد حسان (63 عاما) الذي فر من المخيم مع عائلته بعد إصابة ابنه إن هجوم طائرة مسيرة دفعه للمغادرة.
وأضاف بينما كان ينتظر ابنه في مستشفى جنين الحكومي "لا تسمع الصوت لكنك ترى الانفجار. إنه لأمر جلل عندما يضطر شخص لمغادرة منزله".
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن نحو 100 أصيبوا بينهم 20 في حالة حرجة.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن أربعة من القتلى ينتمون إليها، فيما قالت حركة حماس إن أحد أعضائها قُتل أيضا. ولم تتضح بعد هوية الباقين، لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إنه لا يوجد أي مدني بين القتلى على حد علمهم.
وقال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إنه سيعقد اجتماعا مغلقا بناء على طلب من دولة الإمارات التي أدانت بشدة العملية العسكرية الإسرائيلية وحذرت من تفاقم الأوضاع.
وأغلقت الكثير من المكاتب والشركات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة أبوابها، الثلاثاء، استجابة لدعوات بتنظيم إضراب عام للاحتجاج على العملية الإسرائيلية التي وصفتها السلطة الفلسطينية بأنها "جريمة حرب".