العملية الإسرائيلية الأكثر صعوبة في جنين منذ سنوات.. القصة الكاملة
يدرك أهالي جنين أنه مع كل اقتحام إسرائيلي للمخيم لا يمر اليوم بدون دماء أو اعتقالات، أو هدم في غالب الأحيان.
فاليوم الخميس، استفاق الفلسطينيون في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، على اقتحام قوة إسرائيلية خاصة انتهى بقتل 9 من شبان المخيم، وإصابة 20 آخرين بينهم 4 إصاباتهم خطيرة.
مع اكتشاف القوة الخاصة بدأت الاشتباكات مع الفلسطينيين، مع دفع المزيد من قوات الجيش الاسرائيلي إلى المخيم.
وعلى مدى عدة ساعات لم يتوقف صوت الرصاص والانفجارات في المخيم، مع دوي صرخات الاستغاثة من مآذن المخيم.
العملية العسكرية الإسرائيلية كانت الأكثر صعوبة في المخيم منذ سنوات، ووصفتها الرئاسة الفلسطينية بـ"المجزرة".
فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، مقتل 9 فلسطينيين، بينهم مسنة، وإصابة 20 بينهم 4 إصاباتهم خطيرة.
الوضع "حرج"
في هذه الأثناء، وجهت الفعاليات الفلسطينية الدعوات للتبرع بالدم مع تزايد أعداد المصابين ونقلهم إلى المستشفيات.
كما وجهت الفصائل الفلسطينية دعوات للخروج بمسيرات وتنفيذ إضرابات عامة تضامنا مع المخيم.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة: "إن ما يجري في جنين ومخيمها مجزرة تنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلية، في ظل صمت دولي مريب".
وأضاف أبوردينة في بيان "إن العجز والصمت الدولي هو ما يشجع حكومة الاحتلال على ارتكاب المجازر ضد شبعنا على مرأى العالم، وما يزال يستخف بحياة أبناء شعبنا، ويعبث بالأمن والاستقرار عبر مواصلته سياسة التصعيد".
وشدد على أن "شعبنا صامد، ولن يتنازل عن القدس والمقدسات، مهما ارتكبت قوات الاحتلال من جرائم ومجازر"، داعيا المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل لحماية شعبنا".
بدورها، أكدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أن "الوضع في مخيم جنين حرج للغاية"، وقالت "تبلغنا من الهلال الأحمر بوجود إصابات عديدة يصعب إنقاذها وإخلاؤها حتى الآن".
وأضافت، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن الجيش الإسرائيلي "أعاق دخول مركبات الإسعاف إلى داخل مخيم جنين لإنقاذ الجرحى".
وأشارت إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي "اقتحمت مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت بشكلٍ متعمد قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال في المستشفى، ما أدى لإصابة أطفال بحالات اختناق".
ولفتت إلى أنها دعت إلى اجتماع عاجل مع منظمة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية، للتدخل لوقف هذه العملية.
ماذا تقول إسرائيل؟
في الجانب الآخر، قال الجيش الإسرائيلي والشاباك والوحدة الشرطية الخاصة في بيان مشترك: "خلال عملية مشتركة في قلب مخيم جنين كانت تستهدف خلية عسكرية لعناصر من الجهاد الإسلامي، تم تحييد ثلاثة من الخلية، وأثناء محاولة اعتقالهم أطلق المسلحون النار وقتلوا خلال اشتباكات مع قواتنا".
وأضاف: "الحديث عن مطلوبين أمنيين من نشطاء الجهاد الإسلامي تورطوا في الآونة الأخيرة في نشاطات واسعة ويشتبه في ضلوعهم بعمليات إطلاق نار ضد قوات الجيش، بالإضافة إلى التخطيط لتنفيذ عمليات كبيرة".
وتابع: "خلال العملية قامت القوات بمحاصرة مبنى تحصن داخله المسلحون، حيث تم رصد مسلحيْن يهربان من داخله لتقوم القوات بإطلاق النار نحوهما وتحييدهما".
ووفق البيان "قام أحد المطلوبين الذين تواجدوا في المبنى بتسليم نفسه للقوات، وبعد دخول القوات الهندسية إلى المبنى بهدف تفجير عبوتيْن ناسفتيْن استخدمها المسلحون تم تحييد مطلوب رابع كان مسلحًا داخل المكان".
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه "خلال محاولة الاعتقال تعرضت قوات الأمن لإطلاق نار، حيث ردت باستهداف المسلحين ورصدت إصابة عدد منهم، يتم فحص التقارير عن مقتل عدد منهم، لم تقع إصابات في صفوف قواتنا".
وأوضح أن "العملية جاءت بناء على معلومات دقيقة قدمها جهاز الشاباك، والتي دفعت القوات نحو شقة يختبئ فيها العناصر داخل مخيم جنين".
هل يأتي الرد من غزة؟
وسائل إعلام عبرية ذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد في وقت لاحق اليوم جلسة لتقييم الموقف.
وتحدثت عن وجود خشية من أن يرد الجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخ من قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، قال مسؤول أمني إسرائيلي: "نحن نستعد لسيناريوهات التصعيد، وقررنا رفع حالة التأهب ولا نستبعد أن يأتي الرد من غزة".
وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 11.
aXA6IDMuMjEuMjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز