الضفة الغربية على صفيح الدم.. عاد الأسرى وغابت الهدنة
وكأن الهدنة لم تصل إليهم، هكذا يصف سكان الضفة الغربية أيامهم المثقلة باعتقال المئات من أبنائهم في الوقت الذي يودع فيه العشرات أسرهم.
ورغم فرحة لقائهم بأبنائهم المعتقلين منذ سنوات في سجون إسرائيل، إلا أن القتلى والاعتقالات التي أعقبت اقتحامات إسرائيل لعدد من مدن الضفة، يفاقم غيوم الحزن بأعينهم.
سياق مشحون يعيشه فلسطينيو الضفة الغربية، ومع ذلك يحاولون الدفع بالأمل خارج مناطق الألم، حيث أدخلت عودة الأسرى حيوية وسعادة على الكثير من الأسر ممن ودعت أبناءها المعتقلين منذ سنوات طويلة في سجون إسرائيل.
«شعور صعب»
وبعد إطلاق سراحها من سجن إسرائيلي، وصلت ربى عاصي في حافلة للصليب الأحمر الدولي إلى بلدة بيتونيا غرب رام الله في الضفة الغربية، متشحة بكوفية حمراء قبل أن تحتضن أقاربها وصديقاتها.
وقالت عاصي (23 عاما) التي حملها مستقبلوها على الأكتاف، "صعب أن أصف شعوري اليوم"، فيما كان والداها يراقبان الحدث غير قادرين عن رفع أعينهم عنها.
وأمضت عاصي ستة أشهر في الاعتقال.
ومنذ الجمعة، تتجمع حشود من الفلسطينيين قرب سجن عوفر الإسرائيلي غير بعيد على بلدة بيتونيا غرب رام الله لاستقبال الأسرى الذين شملتهم عملية التبادل بين إسرائيل وحركة حماس ضمن الهدنة السارية.
وتطلق هتافات وترفع شارات النصر لدى مرور الحافلات التي تقل السجناء المفرج عنهم بين الحشود.
وقال محمد الذي وصل من الخليل في جنوب الضفة الغربية إلى المكان الثلاثاء للمشاركة في استقبال دفعة السجناء القادمين "أنا سعيد حقا، أشعر وكأنني في فيلم". وأضاف "هذا لا يصدقّ! عاد الأسرى إلى فلسطين".
حتمية النصر
يأتي إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ضمن الهدنة الإنسانية السارية بين إسرائيل وحركة حماس بعد أكثر من سبعة أسابيع من حرب مدمرة اندلعت قبل أسابيع بعد هجوم يعتبر الأسوأ ضد المدنيين في تاريخ إسرائيل.
وخلّف الهجوم 1200 قتيل، معظمهم من المدنيين، وفق السلطات الإسرائيلية، بينما اقتادت عناصر حماس معهم 240 شخصا رهائن إلى قطاع غزة.
وردّت إسرائيل على الهجوم بقصف عنيف لقطاع غزة قتل خلاله زهاء 15 ألف شخص معظمهم من المدنيين، وفق حكومة حماس.
وتنص الهدنة التي بدأت الجمعة لأربعة أيام، ثم تم تمديدها ليومين إضافيين، على الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة بمعدل رهينة مقابل كل ثلاثة سجناء فلسطينيين ووقف إطلاق النار بشكل مؤقت وإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر.
والتقط محمد صورا لشابات مفرج عنهن تم إطلاق سراحهن بينما كن يحيين الحشود رافعات علامة النصر أمام الحافلة.
ويرى الفلسطينيون في إطلاق سراح 180 أسيرا فلسطينيا حتى الآن انتصارا كبيرا.
متاريس وإطارات مشتعلة
وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت الأربعاء، مقتل طفلين برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية.
وقال الجيش الإسرائيلي ردا على سؤال إنه "يدقّق" في التقارير عن مقتل طفلين.
قبل ذلك، أعلنت وزارة الصحة ليل الإثنين - الثلاثاء مقتل شاب برصاص إسرائيلي أثناء مرور حافلة للأسرى المفرج عنهم في بلدة بيتونيا القريبة من عوفر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته حاولت "منع أي أعمال شغب" وفتحت النار بعد أن "ألقى مهاجمون عبوات ناسفة وزجاجات حارقة عليها".
وقرب السجن، أشعل الشبان المتاريس والنيران في إطارات السيارات في محاولة لمنع الجيش من اقتحام المنطقة.
وتكرّر السيناريو مساء الثلاثاء بعدما قام بعض الشبان برشق الجنود الإسرائيليين الذين اقتحموا البلدة بالحجارة.
ويقول كثيرون إن الفرحة ناقصة.
وقرب رام الله، قالت أميمة بشارة التي أفرج عنها "إن شاء الله تضحيات أهل غزة تثمر عن تحرير كل الأسرى. ربنا يعينهم ويفرج عنهم وينصرهم!".
aXA6IDMuMTQyLjE3Mi4xOTAg جزيرة ام اند امز