غزة في مجلس الأمن.. تحذيرات ودعوات لهدنة «دائمة»
رغم "بارقة الأمل" لكن سكان غزة يعيشون "كارثة إنسانية هائلة"، فيما حذر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي من «مفترق طرق».
تحذيرات من تجدد القتال في غزة تتقاطع عندها كلمات عدد من الدول أمام مجلس الأمن الدولي وسط دعوات لوقف «دائم» لإطلاق النار بالقطاع.
وفي كلمة ألقاها، الأربعاء، أمام مجلس الأمن الدولي، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن سكان قطاع غزة يعيشون "كارثة إنسانية هائلة" رغم "بارقة الأمل" التي شكلتها الهدنة بين إسرائيل وحماس.
وقال إن "سكان غزة يعيشون وسط كارثة إنسانية هائلة، على مرأى من العالم. علينا ألا نتجاهل" هذا الأمر.
وطالب غوتيريش بـ"وقف إنساني فعلي لإطلاق النار".
ولفت إلى أن «طبيعة الدمار وحجمه وأعداد القتلى في غزة تشير إلى استخدام أسلحة ذات قدرة تدميرية واسعة النطاق»، دون تفاصيل إضافية حول هذه الجزئية.
وحث المسؤول الأممي على «فتح معابر أخرى مؤدية إلى غزة بما في ذلك معبر كرم أبو سالم».
وأشار إلى أن «هناك مفاوضات مكثفة جارية لإطالة أمد الهدنة في غزة»، مستدركا: «لكننا نعتقد أننا بحاجة إلى وقف حقيقي لإطلاق النار».
«مفترق طرق»
من جانبه، شكر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي "قطر ومصر على جهودهما للوصول إلى الهدنة، لكنها يجب أن تمتد لوقف إطلاق نار دائم".
وحذر المالكي في كلمته بمجلس الأمن من أن "كل المدنيين بمن فيهم الصحفيون وموظفو الأمم المتحدة يقتلون بشكل غير مسبوق في التاريخ الحديث".
وقال: «نحن أمام مفترق طرق، و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يسعى لمحونا من خريطة العالم حرفيا»، مشددا على أن «حيوات مواطنينا ليست أقل قدسية من نظيراتها في أي مكان بالعالم».
«ابتلاع المنطقة»
بدوره، حذر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، في الأمم المتحدة من أن تجدد المعارك بين إسرائيل وحماس يهدد بوقوع "كارثة يمكن أن تبتلع المنطقة".
وأعرب الوزير عن أمله بأن تؤدي الهدنة القائمة إلى وقف "دائم" لإطلاق النار.
وقال وانغ يي خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الأمن الدولي "ليس هناك جدار حماية في غزة، وتجدد المعارك سيؤدي على الأرجح إلى كارثة يمكن أن تبتلع المنطقة".
أيضا، حذرت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن، ليندا توماس غرينفيلد، من أن «اتساع رقعة الاستيطان تقلل من فرص قيام دولة فلسطينية».
وحثت واشنطن إسرائيل على اتخاذ «كل التدابير الممكنة لمنع الخسائر في صفوف المدنيين أثناء ممارسة حقها في حماية شعبها من الإرهاب».
وبدأت الهدنة في غزة يوم الجمعة الماضي، وكان مقررا أن تستمر 4 أيام قبل أن يتم تمديدها ليومين إضافيين.
وتبذل حاليا جهود عالمية حثيثة لتمديد الهدنة التي أوقفت حربا بدأت بهجوم شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وردت إسرائيل بقصف عنيف على قطاع غزة خلف أكثر من 15 ألف قتيل وفق إحصائيات وزارة الصحة بغزة التي تسيطر عليها حماس.
وأبدت حماس استعدادها لتمديد الهدنة لمدة أربعة أيام والإفراج عن مزيد من الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بحسب ما أعلن مصدر مقرب من الحركة الأربعاء في الوقت الذي يسعى فيه وسطاء إلى وقف دائم للحرب.
وسمح اتفاق الهدنة بالإفراج حتى الآن عن 60 رهينة محتجزين في قطاع غزة و180 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، وأفرج كذلك عن 21 رهينة آخرين غالبيتهم من العمال الأجانب لكن خارج إطار الاتفاق.