اليوم الأخير لهدنة غزة لحظة بلحظة.. ماذا ينتظر القطاع غدا؟
مع اقتراب الهدنة بين إسرائيل وحماس من يومها الأخير، يأمل الفلسطينيون في تمديد آخر يدب الحياة في أوصال قطاع غزة المحاصر.
ويعرب سكان قطاع غزة عن أملهم في تمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس بشكل أكبر في سعيهم للحصول على المساعدات التي هم في أمس الحاجة إليها، وتقييم الدمار الناجم عن القصف الإسرائيلي الذي طال جميع أنحاء القطاع على مدار أكثر من أربعين يوما.
وتسود التوقعات بأن تطلق حماس وإسرائيل سراح المزيد من الرهائن والأسرى، اليوم الأربعاء، وهو اليوم الأخير من هدنة طويلة مدتها ستة أيام في الحرب التي بدأت في السابع من الشهر الماضي.
ومع بدء العد التنازلي لانتهاء الهدنة، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن زوارق قوات الجيش الإسرائيلي، أطلقت صباح اليوم، عددا من القذائف تجاه ساحل مدينة خانيونس (جنوب القطاع)، والشاطئ والشيخ رضوان (في الشمال).
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل خرق للهدنة، إذ سبق وأن أطلقت القوات الإسرائيلية، خلال الأيام الماضية، النار على مزارعين أثناء عملهم بأرضهم شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر.
في هذه الأثناء، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن تل أبيب تلقت قائمة بأسماء الرهائن المتوقع أن تطلقهم حماس، اليوم، وهو ما لم يعلق عليه حتى اللحظة مكتب نتنياهو.
لكن تل أبيب سبق وأن قالت إن الهدنة يمكن تمديدها أكثر بشرط أن تستمر حماس في إطلاق سراح ما لا يقل عن 10 رهائن إسرائيليين يوميا.
وأمس الثلاثاء، حماس والجهاد الإسلامي، سراح 12 رهينة، ليصل إجمالي المفرج عنهم منذ بدء الهدنة يوم الجمعة الماضي، إلى 81. حيث كان معظمهم من النساء والأطفال الإسرائيليين إلى جانب مواطنين أجانب.
وتتراوح أعمار الرهائن، وهم 10 إسرائيليات ومواطنان تايلانديان، بين 17 و84 عاما، ومن بينهم أم وابنتها.
في المقابل، أطلقت إسرائيل، يوم أمس، سراح 30 فلسطينيا من سجن عوفر في الضفة الغربية ومركز اعتقال في القدس.
وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للفلسطينيين المفرج عنهم بموجب الهدنة إلى 180.
وكان الرهائن من بين نحو 240 شخصا احتجزتهم حماس وفصائل أخرى في قطاع غزة، خلال هجوم الأولى على جنوب إسرائيل يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتقول إسرائيل إن الهجوم المباغت أسفر عن مقتل 1200 شخص.
في حين تقول وزارة الصحة في قطاع غزة إن القصف الإسرائيلي على القطاع أسفر عن مقتل أكثر من 15 ألفا.
محادثات قطر
وأمس الثلاثاء، استضافت قطر محادثات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بحضور رئيسي الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
ونقلت رويترز عن مصدر مطلع على الأمر، قوله إن المسؤولين ناقشا المعايير المحتملة لمرحلة جديدة من اتفاق التهدئة، بما في ذلك إطلاق حماس سراح الرهائن من الرجال أو العسكريين، وليس فقط النساء والأطفال.
كما بحثا ما قد يكون ضروريا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يستمر لأكثر من بضعة أيام.
وأضاف المصدر أن قطر تحدثت مع حماس قبل الاجتماع للتعرف على ما قد توافق عليه الحركة، مشيرا إلى أن الإسرائيليين وحماس يناقشون الآن داخليا الأفكار التي تم طرحها في الاجتماع.
وبشكل منفصل، دعا وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، يوم الثلاثاء، في بيان مشترك إلى تمديد وقف إطلاق النار وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية.
ولا يزال هناك حوالي 159 رهينة في غزة، بينهم ثمانية إلى تسعة أمريكيين.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن الولايات المتحدة تأمل أن تطلق حماس سراح المزيد من الأمريكيين، لافتا إلى أن واشنطن ستعمل مع قطر لتمديد وقف القتال.
أول راحة بعد 7 أسابيع
ومنحت الهدنة غزة أول راحة لها بعد سبعة أسابيع من القتال والقصف الذي حوّل معظم القطاع المحاصر إلى أنقاض.
وكان من المقرر أن تنتهي الهدنة ليل الثلاثاء، لكن الجانبين اتفقا على تمديد فترة التوقف للسماح بالإفراج عن المزيد من الأشخاص.
وقد أدى الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة، إلى انهيار نظام الرعاية الصحية في غزة، وخاصة في الشمال حيث لا توجد مستشفيات تعمل.
وحذرت منظمة الصحة العالمية أن عددا من سكان غزة قد يموتون قريبا بسبب الأمراض أكثر من القصف، وأن الكثيرين منهم لا يستطيعون الحصول على الأدوية واللقاحات والمياه الصالحة للشرب والنظافة ولا طعام.