"التايمز" تنتقد صمت الغرب على استخدام تركيا أسلحة محرمة بسوريا
الصحيفة البريطانية اعتبرت قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعدم التحقيق في استخدام تركيا للفوسفور الأبيض ضد الأكراد مقلق للغاية.
طالبت صحيفة "التايمز" المجتمع الدولي بالتحقيق في اتهام تركيا باستخدام أسلحة كيميائية "محرمة" أثناء عدوانها على الأكراد في شمال سوريا، منتقدة صمت الغرب على جريمة دولية مشتبه بها.
وقالت الصحيفة البريطانية، في افتتاحية بعنوان "الفوسفور الأبيض.. الظلم الحارق" إنه "إذا كان للقانون الدولي أي مغزى؛ فلا بد من التحقيق في الجرائم الدولية المشتبه فيها دون خوف أو محاباة، بغض النظر عن هوية المشتبه بهم في ارتكابها".
واعتبرت أن قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعدم التحقيق في الاشتباه في استخدام تركيا للفوسفور الأبيض خلال حملتها ضد القوات الكردية في سوريا "أمر مقلق للغاية".
"التايمز" أشارت إلى أنها لفتت انتباه العالم لأول مرة بشأن هذه الاتهامات، عندما نشرت تقريرا يوضح كيف حدد طبيب لديه خبرة واسعة بإصابات الحروق، ما بين 15 و20 ضحية محتمل إصابتهم بحروق الفوسفور الأبيض في مستشفى واحد شمال سوريا.
وأسهم تحقيق لمراسل الصحيفة أنتوني لويد بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا في رصد معاناة وآلام ضحايا هجمات الأسلحة المحرمة دوليا التي تستخدمها القوات التركية، ليتم نقل صبي يعاني من حروق بنسبة 70% إلى مستشفى في باريس، حيث يقاتل من أجل حياته.
وسبق أن أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها تجمع أدلة على احتمال استخدام الفوسفور الأبيض لإجراء تحقيق محتمل، لكن تبرير قرارها بأن الفوسفور الأبيض ليس مادة كيميائية محظورة مجرد "خداع"، بحسب الصحيفة.
وفي حين يمكن استخدام الفوسفور الأبيض كمكون رئيسي في قنابل الدخان، إلا أنه يحظر استخدامه بموجب اتفاقية جنيف لحظر الأسلحة الكيميائية كسلاح حارق ضد المدنيين، وإذا استخدمته تركيا أو قوات تابعة لها بهذه الطريقة فإنها ستشكل جريمة حرب، وفقا لـ"التايمز".
وارتأت أن تردد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في التحقيق يعكس التردد الغربي في إحراج عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في وقت توترت فيه العلاقات مع تركيا.
وحذرت من أنه إذا لم يرد الغرب على استخدام تركيا للأسلحة المحظورة، فسوف يؤدي ذلك إلى تقويض احترام القانون الدولي؛ ما يكفل استخدام مثل هذه الأسلحة في النزاعات المستقبلية دون عقاب.
وبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عملية عسكرية في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على الأراضي السورية، تسببت في أزمة إنسانية جديدة بسوريا مع نزوح نحو 300 ألف مدني، إلى جانب مئات القتلى والجرحى أغلبهم من المدنيين.
وبعد ما يزيد على أسبوع من العدوان التركي على الأراضي السورية، توصلت واشنطن وأنقرة إلى قرار وقف إطلاق نار مؤقت في شمالي سوريا وإيقاف العملية العسكرية التركية لمدة 120 ساعة لضمان انسحاب آمن لوحدات الشعب الكردية.
وقوبل الهجوم التركي بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، كما أوقفت العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية الهجوم الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات المنطقة.
aXA6IDE4LjIyNy4xOTAuMjMxIA== جزيرة ام اند امز