"التايمز": أدلة متزايدة على هجمات تركية بالفوسفور الأبيض شمال سوريا
تحقيق التايمز رصد معاناة وآلام ضحايا هجمات الأسلحة المحرمة دوليا التي تستخدمها القوات التركية مثل الفوسفور الأبيض شمال شرقي سوريا.
كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية عن أدلة متزايدة تشير إلى استخدام تركيا الفوسفور الأبيض لتمهيد الطريق لغزوها شمال سوريا، بعد إعلان الأمم المتحدة، الجمعة، أن خبراء الأسلحة الكيميائية لديها بدأوا التحقيق.
ورصد مراسل الصحيفة أنتوني لويد في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا عبر تحقيق بعنوان "تزايد الأدلة على استخدام تركيا الفوسفور الأبيض في سوريا"، معاناة وآلام ضحايا هجمات الأسلحة المحرمة دوليا التي تستخدمها القوات التركية.
وقال إن علي شير لم يكن يزعجه الألم الذي يشعر به في الجزء الباقي من ذراعه اليمنى المبتورة؛ فالمورفين خدر الإحساس بهذا الجزء، لكن الحروق الرهيبة في ظهره وخصره هي التي تجعله يجفل مع كل حركة.
وقال شير وهو إحدى ضحايا الهجمات للصحفي وهو يريه الحروق التي أصيب بها: "أتمنى لو كان باستطاعتك منع الهمج الذين أحرقوني من حرق الآخرين، بدلا من مجرد التقاط صورتي".
وأشار الكاتب إلى أن علي (21 عاما) من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية وخدم حتى وقت قريب إلى جانب وحدة من القوات البريطانية الخاصة كانت تواجه تنظيم "داعش" في سوريا.
ولفت إلى أنه في 10 أكتوبر/تشرين الأول، بدأ حلفاؤه السابقون في التحالف بالانسحاب من شمال سوريا، فوجد شير وزملاؤه الأكراد أنفسهم يواجهون هجوم مسلحي المعارضة السورية المدعومين من تركيا، في بلدة رأس العين الحدودية.
ولفت إلى أن الغارة الجوية التركية التي مزقت ذراعه حرقت ظهره وخصره بمادة غير معروفة؛ ما أثار تكهنات بأن تركيا استخدمت الفوسفور الأبيض في حربها ضد الأكراد السوريين.
من جانبه، قال الطبيب عباس منصوريان (69 عاما) الذي عالج شير وغيره من ضحايا الحروق في مستشفى الحسكة: "لقد رأيت العديد من الإصابات الناجمة عن الغارات الجوية".
وأضاف: "أعرف عادة ما هي الجروح الناجمة عن الحروق والانفجارات بسبب الغارات الجوية. هذه مختلفة. الحروق عميقة، وأشكال الحرق والرائحة تتوافق تماما مع الجروح التي تسببها المواد الكيميائية الحارقة".
ومن بين عشرات الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفى منذ بدء الهجوم التركي على شمال سوريا قبل 12 يوما، حدد الطبيب منصور ما بين 15 و20 شخصا، مقاتلين ومدنيين وأطفال تشير إصاباتهم إلى استخدام الفوسفور الأبيض.
وأعلنت واشنطن وأنقرة، مساء الخميس، اتفاقهما على وقف إطلاق نار مؤقت في شمال شرق سوريا يمتد 120 ساعة، وإيجاد حل مناسب للمنطقة الآمنة، وهو الأمر الذي لم تلتزم به تركيا.
وبدأت القوات التركية هجوما عسكريا، الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، على شمال سوريا، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وقوبل الهجوم بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، وأوقفت العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية الهجوم الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي من مخيمات المنطقة.
aXA6IDE4LjIyMS4yMzguMjA0IA== جزيرة ام اند امز