التايمز: غزو سوريا "حماقة" أردوغانية فاقمت عزلة تركيا
أردوغان قاد بلاده لعزلة لم تشهدها منذ عقود، إذ خضعت لحظر أسلحة وعقوبات أمريكية.
وصفت صحيفة "التايمز" البريطانية، الأربعاء، العدوان التركي على شمالي سوريا بأنه "حماقة كبرى" من أردوغان ألقت ببلاده للهاوية، وفاقمت عزلتها.
- مقتل 70 مدنيا وتشريد 300 ألف بعد أسبوع من عدوان تركيا على سوريا
- خبراء: الجيش السوري "حل ربع الساعة الأخير" لوقف عدوان تركيا
وقالت الصحيفة، إن العدوان التركي الجاري حاليا على سوريا هو الثالث، والأكثر خطورة، لأن الأكراد حازوا على ثناء العالم لدورهم في هزيمة داعش.
وأضافت الصحيفة، أن أردوغان قاد بلاده لعزلة لم تشهدها منذ عقود، إذ خضعت لحظر أسلحة، وعقوبات أمريكية، وإذا ما اضطرت أنقرة لمواجهة قوات الأسد فسوف تغامر بالغوص في مستنقع قد يمتد لعدة أشهر أو سنوات.
وألمحت التايمز إلى أنه رغم محدودية الحظر الأمريكي فإن بنوده تحتوي على مواد تجيز توسيعه ليشمل قطاعات أخرى ما لم يوقف أردوغان هجومه، وهو ما سيخلق حالة من البؤس الاقتصادي تفاقم معاناة الأتراك.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن تزايد أعداد القتلى من الجنود الأتراك والمدنيين، لا ينبئ بالخير لقائد تتراجع شعبيته، لكن أردوغان بارع في تحريف الحقائق وتحويلها إلى انتصارات كاذبة.
وأشارت إلى أن وصول قوات الأسد إلى سوريا يسمح لأردوغان بانسحاب يحفظ ماء وجهه من السقوط في بحر الرمال المتحركة السورية، ما يسمح له بوقف التقدم بعد الاستيلاء على تل أبيض، ورأس العين، ويضع نهاية للحرب تكون كافية لإرضاء بلد تم حشده بنجاح للوقوف خلف شعارات قومية متطرفة.
ويحاول أردوغان الترويج للعملية في الداخل التركي باعتبارها حربا ضد الإرهاب، تلك الرواية التي تلقى رواجا جيدا في بلد يعاني من تمرد كردي عنيف منذ عقود.
وحاول أردوغان -بحسب الصحيفة- تقديم مسوغ مختلف تماما في مقال رأي نشر بصحيفة "وول ستريت جورنال" مؤخرا حاول فيه تصوير الهجوم باعتباره محاولة "لإنهاء الأزمة الإنسانية، ومعالجة العنف وعدم الاستقرار"، وهي حجة قد تكون مستساغة للقارئ الغربي.