خبراء: الجيش السوري "حل ربع الساعة الأخير" لوقف عدوان تركيا
محللون يرجحون لـ"العين الإخبارية" أنه في حال توقف عدوان تركيا على سوريا سيكون هناك اتفاق جديد مثل "اتفاق أضنة" بين دمشق وأنقرة
توافق محللون وخبراء عسكريون على أن الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري قد يكون بمثابة "حل ربع الساعة الأخير"، الذي قد يسهم في تسريع وقف العدوان والتوغل التركي في شمالي سوريا.
وفي حال توقف "الغزو التركي" لشمال سوريا، رجح هؤلاء الخبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" الوصول لاتفاق جديد على غرار "اتفاق أضنة" الموقع عام 1998 بين دمشق وأنقرة، لكن بطبعة جديدة ومنقحة.
ووقعت قوات سوريا الديمقراطية ودمشق اتفاقا يقضي بدخول قوات الجيش السوري وبسط سيطرتها على كامل المنطقة ابتداء من عين ديوار شرقاً وحتى جرابلس غربا، في مواجهة العدوان التركي.
وأكد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية، عبد حامد المهباش، الثلاثاء، في تصريح صحفي، أن "الاتفاق يتضمن انتشار وحدات الجيش السوري على طول الشريط الحدودي مع تركيا ابتداء من منبج إلى الرقة إلى حسكة وقامشلو وحتى آخر نقطة في ديرك".
وأضاف أن "الهدف من الاتفاق هو دحر العدو التركي وإخراج الجيش التركي الذي احتل جزءا من المناطق السورية وتعدى على السيادة السورية في جزء من الشريط الحدودي بالجزيرة والرقة".
حل ربع الساعة الأخير
العميد المتقاعد هشام جابر، المحلل العسكري اللبناني ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، قال: إن "الاتفاق الحاصل بين الأكراد والجيش السوري الذي جرى برعاية روسية، هو حبل الإنقاذ، وحل ربع الساعة الأخير"، لإنهاء الوضع الخطير في شمالي سوريا.
ورأى جابر أن دخول الجيش السوري على خط الأحداث قد يعجل من وقف العدوان التركي، باعتبار أن روسيا ستكون الضامن لحماية الاتفاق بين الجيش السوري والأكراد، وانتشار قوات النظام في الشمال السوري، مستبعدا في هذا الصدد نشوب صدامات ومواجهات بين الجيشين السوري والتركي، لأن الاتفاق جرى برعاية روسية.
وبرهن المحلل العسكري اللبناني بأن روسيا تعد الضامن واللاعب الأول في الميدان حاليا، بل هي قائد أوركسترا الميدان السوري، وهو الأمر الذي يثبت يوما بعد يوم، خاصة في أعقاب انسحاب أمريكا من سوريا.
وكان المتحدث باسم الجيش الأمريكي قد أكد، الثلاثاء، أن القوات الأمريكية غادرت بلدة "منبج" التي كان يسيطر عليها الأكراد سابقاً، وذلك في إطار الانسحاب من شمالي شرق سوريا، بحسب شبكة (إيه بي سي نيوز) الأمريكية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق الثلاثاء، أن الجيش السوري أحكم سيطرته الكاملة على مدينة "منبج" شمالي البلاد، بعد انسحاب القوات الأمريكية منها، مضيفة أن الشرطة العسكرية الروسية تقوم بتسيير دوريات في المنطقة.
ونبه جابر إلى أن دخول الجيش السوري إلى الحدود الشمالية مع تركيا ينفي الحجج والهواجس التركية التي تتحدث عن إقامة كيان كردي على حدودها، كما يدحض وجود عناصر مسلحة كردية في شمال سوريا تشكل خطرا عليها، حيث إن جيش سوريا لن يسمح بوجود مليشيات بجانبه.
ولم يستبعد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات -في حال توقف "الغزو التركي" - الوصول لاتفاق جديد على غرار اتفاق أضنة لكن بطبعة جديدة ومنقحة لإنهاء الوضع الدقيق والخطير في شرق الفرات.
ويعود اتفاق أضنة المبرم بين أنقرة ودمشق إلى عام 1998 ويسمح للجيش التركي بالتوغل شمال سوريا بعمق 5 كيلومترات.
العودة لأضنة
واتفق المعارض السوري الدكتور محمد خالد الشاكر، أستاذ القانون الدولي ورئيس التيار العربي المستقل، مع ما ذهب إليه العميد هشام جابر، قائلا لـ"العين الإخبارية": كل ما يجري حاليا في سوريا هو توافقات بين الأتراك والروس بعد الانسحاب الأمريكي، والأرجح العودة لاتفاق أضنة، وانتشار الجيش السوري على الحدود، وربما الإبقاء على الإدارة الذاتية في مناطقها، وهو ما يجري الآن.
وقال الشاكر إن الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري، أقرب ما يكون إلى مجرد "توافقات" وليس انتشارا كاملا.
وأوضح أنه منذ اليوم الأول للعدوان التركي كان هناك اجتماع في مدينة القامشلي على الحدود مع تركيا بين مسؤولين من النظام وقوات سوريا الديمقراطية وروسيا، وأعقبه اجتماع آخر في دير الزور بين ممثلين عن الأمريكان وروسيا والعراقيين وقوات سوريا الديمقراطية.
وأردف: "التوافق مع النظام السوري جاء عقب الرسالة التي وجهها الأول عبر لقاء لمسؤوليه، مع قيادات عسكرية في قوات سوريا الديمقراطية، وتصريح النظام لهم بأن أنقرة ستسيطر على تل أبيض ورأس العين، متابعا: "لذلك، ما لم يطرأ جديدا، فربما هناك دفع لتسريع وقف العملية العسكرية التركية".
وتشن تركيا عدواناً عسكرياً، بدأ الأربعاء الماضي، على الشمال السوري، ما أسفر عن حملة إدانات دولية واسعة لهذا العدوان، وتهديدات أمريكية بضرب الاقتصاد التركي.
فيما حذرت عدة دول من أن العدوان التركي على شمالي شرق سوريا قد يحيي خطر تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة، كما أعلنت دول أوربية تعليق صادرات السلاح إلى تركيا على خلفية هذا العدوان.