بوتين.. مخاوف غربية من نصر بالنقاط في غياب "ضربة قاضية"
رغم قرار تسريع المساعدات العسكرية لأوكرانيا، يخيم القلق على عواصم غربية من أن الوقت قد يكون في صالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
هذا القلق، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، يتناقض بشكل صارخ مع التصريحات التي أعربت عنها تلك الدول العام الماضي، حيث أبدت تلك الحكومات قناعة بأنه كلما طال القتال، زاد احتمال انتصار كييف، لكن هذه الثقة تضاءلت خلال الأشهر الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الغربيين رأوا إنه في حال حافظت أوروبا وواشنطن على رباطة جأشهما وشكلتا جبهة موحدة بعد شتاء صعب، فإن مشاكل روسيا الاقتصادية وفشلها العسكري، التي تفاقمت بفعل العقوبات، قد تجبر موسكو على السعي للبحث عن مخرج من الصراع أو السعي من أجل السلام.
لكن تلك الثقة تلاشت مع اقتراب العملية الروسية في أوكرانيا من الذكرى السنوية الأولى. وبدلاً من ذلك، يخشى المسؤولون في بعض العواصم الآن من امتلاك الكرملين، اليد العليا" في حرب استنزاف، وهو ما يعتقد أنه سيناريو يدعم قرار الغرب بتزويد أوكرانيا بأسلحة أكثر تطورا، يمكن أن تساعدها في تغيير ديناميكية الحرب وإرباك قدرة روسيا على القتال.
من ناحية أخرى، يشكك بعض المسؤولين في قدرة زيادة الدعم العسكري لكييف على تحقيق نهاية أسرع للحرب. ناهيك عن حالة الشكوك بشأن قدرة أوكرانيا على تنفيذ عمليات هجومية هذا العام.
ورغم التأييد الكبير من قبل المسؤولين في أوروبا والولايات المتحدة للاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا، يرى الرئيس الروسي أن هذا الدعم قد لا يستمر على مدى سنوات من الحرب والتغييرات التي يمكن أن تشهدها الإدارات المختلفة في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.
ورأت الصحيفة أنه في الوقت الذي تجاوز فيه الجيش الأوكراني التوقعات بمدى سرعة تعلمه لاستخدام المعدات العسكرية الغربية المعقدة، فليس هناك يقين بشأن قدرة أوكرانيا على شن هجوم آخر من الهجمات الناجحة التي نفذتها الخريف الماضي.
كما لا توجد ثقة كبيرة لدى أي من العواصم الغربية بشأن رغبة الرئيس بوتين في احتمال إنهاء الصراع دون إخضاع أوكرانيا.
وأعربت آنا ويسلاندر، مديرة شؤون شمال أوروبا في المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث في واشنطن، عن تشككها بشأن امتلاك الحلفاء الغربيين استراتيجية واضحة لتوسيع نطاق تسليم الأسلحة لمساعدة أوكرانيا على تحقيق مجموعة واضحة من أهداف الحرب.
وتقول "هذه فترة انتقالية للغاية في الصراع. لكن بالنسبة لي، كانت ردود الفعل من العواصم الغربية مجرد خطوات تكتيكية حتى الآن. نحن نفتقر إلى رؤية مشتركة حول كيفية إنهاء الحرب وكيف تتناسب عمليات التسليم هذه مع تلك الرؤية."