الأغنية الغربية.. صراع محتدم على المركز الأول
احتلال المركز الأول سمة تكاد تميز معظم الأغاني الغربية التي أطلقها رواد الغناء الغربي، لتبدو على الساحة ملامح الصراع المحتدم بينهم
السعي إلى المركز الأول يكاد أن يكون الهدف الرئيسي لمعظم الأغاني الغربية، ليحتدم الصراع على قوائم الأكثر استماعاً وتحميلاً وبيعاً، على أمل الإطاحة بأغنية "ديسباسيتو" لفونسي ودادي يانكي عن المركز الأول الذي لا تزال تتربع عليه، كأكثر أغنية استماعاً على مستوى العالم بعد أغنية "غانغام ستايل" للكوري الجنوبي ساي.
الجنون الذي أحدثته "ديسباسيتو" على الساحة العالمية، دعا العديد من المغنين إلى اتباع أسلوبها الإيقاعي، في وقت حافظ فيه عدد من "أباطرة الغناء الغربي" على قوتهم، وقدرتهم على انتزاع المركز الأول، حتى ولو بعد سنوات من الغياب عن الساحة، ولعل من أبرزهم مغني الراب فرنش ماونتا الأميركي من أصول مغربية الذي يعد أحد العائدين بقوة إلى المشهد الموسيقي، حيث أطلق العنان لأغنيته "انفورغيتابول" (Unforgettable) التي صورها في أوغندا، وتكلفت نحو 300 ألف دولار، لتأتي مكافأته بأن ارتقت الأغنية إلى سدة قائمة "بيلبورد" لأفضل 100 أغنية، لا سيما أن الأغنية شهدت أكثر من 20 مليون تحميل خلال فترة لم تتجاوز أسبوعين، ليعني ذلك أن عودة مونتا بعد غياب 3 سنوات، كانت "حميدة" طبقاً لوصف معظم النقاد الذين تابعوا ألبومه الجديد (Jungle Rules).
ألبومات
في ساحة المنافسة، بدا المغني الأمريكي جي زاي ثابتاً، فبعد 4 ألبومات ناجحة، ها هو يعود مجدداً بألبوم خامس حمل عنوان (4:44) والذي جاء قوياً ومختلفاً تماماً عن أعمال جي زاي السابقة، فقد شهد تحوله إلى موسيقى الهيب هوب، وهو المعروف باحترافه لأغاني الراب.
وقد يكون أفضل وصف لجي زاي، أنه من أولئك الذين يعرفون جيداً "من أين تؤكل الكتف"، لذا فهو يعد من أصحاب الألبومات الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدةالأميركية، بدليل أن ألبومه "كوليجن كورس" (Collision Course) قد حصد أكثر من 320 مليون دولار.
في حين لم تكن فرقة "أركادي فير" الكندية، خارج حلبة الصراع على المركز الأول، هذا العام الذي أطلت فيه بألبوم "كل شيء الآن" (Everything Now) الذي يعد الثالث في قائمتها، حيث يوصف هذا الألبوم بأنه أقرب إلى الطبيعة، ومن خلال أغنياته قدمت الفرقة رسائل عديدة لحث المجتمع على العودة إلى الطبيعة بعد حالة الهيجان الإلكتروني التي يشهدها العالم، لتختار الفرقة الصحراء الشاسعة مكاناً لتصوير معظم كليبات الألبوم الذي وصل إلى سدة القائمة بسرعة "البرق". فرقة "أركادي فير" استطاعت أن تلفت الأنظار إليها منذ اللحظة الأولى لتأسيسها في 2010، عندما أصدرت آنذاك ألبومها الأول "مستعد للبدء" (Ready to Start)، وحقق نجاحاً لا يوصف، ومن بعده قدمت في 2013 ألبوم "ريفلكتور" الذي وضعها على سكة النجاح.
صعود وهبوط
في هذا الصراع، لا يزال ألبوم (DAMN) لمغني الهيب هوب كندريك لامار ، يتأرجح بين الصعود والهبوط، فبعد وصوله إلى المرتبة الثالثة، عاد للتراجع بقوة إلى الوراء، والسبب وفق النقاد يعود إلى طبيعة الألبوم الفلسفية، في حين رأى البعض أن مشاركة المغنية ريهانا فيه ضمن أغنية "ولاء" (LOYALTY) قد ساهمت برفع أسهم الألبوم الذي باع أكثر من 600 ألف نسخة في أسبوعه الأول.
الأميركي دي جي خالد من أصول فلسطينية، كان من بين أبرز الذين أطلوا هذا العام على قوائم "بيلبورد"، فقد نجح في اقتناص الأسطوانة البلاتينية والتي عادة تمنح لصاحب الألبوم بعد تحقيقه مبيعات بالملايين، وذلك عن ألبومه "غريتفول" (Grateful) الذي حل ثانياً على قائمة "بيلبورد 100".
في هذا الألبوم الذي يعد العاشر في قائمته، أكد دي جي خالد مدى قوته، وقدرته على التعامل مع المغنين من "أصحاب الوزن الثقيل" على الساحة الغنائية الغربية، حيث تعاون في ألبومه الأخير مع بيونسيه وجاي زاي وريهانا، ليبدو الألبوم مرصعاً بالنجوم.. دي جي خالد وصف في حوار أجري معه أخيراً، أعماله بـ "العروض التي تقام ليلة رأس السنة" التي ينتظرها الجميع، منوهاً في ذات الحوار إلى أنه "رغم ما يجنيه ألبومه من نجاح، إلا أنه يفكر في ألبومه المقبل"، معبراً عن رغبته في التعاون مع ثلة جديدة من مشاهير الغناء الغربي.
موسيقى الريف
لعبة الحظ أصابت هذا العام المغني بريت إلدريدج، الذي لا يزال يصارع على المركز الأول، من خلال ألبومه الرابع "بريت إلدريدج"، ووفق المؤشرات فقد استطاع بريت بيع أكثر من 47 ألف نسخة من ألبومه الجديد، الذي يتميز بقربه من موسيقى الكانتري (موسيقى الريف الأمريكية). في هذا الألبوم أظهر بريت مدى "لياقة وليونة صوته موسيقياً" وهو ما دعا النقاد إلى منحه 4 نجمات من أصل 5، مؤكدين أن "الألبوم ساحر وتفيض العاطفة من بين جنباته"، خاصة أغنيته (Somethin' I'm Good At) التي اجتاحت معظم المحطات الإذاعية التي تهتم بموسيقى الكانتري.
في المقابل، لا تزال أغنية "ديسباسيتو" في مقدمة الأغنيات الأكثر استماعاً على مستوى العالم، ولعل الهزة التي أحدثتها هذه الأغنية، كانت كفيلة بأن تدعو العديد من أباطرة الغناء الغربي إلى السير على "سكة إيقاعات ديسباسيتو اللاتينية"، من خلال أغنيات اتخذت الخط ذاته، مثل (Mi Gente) التي قدمها الفرنسي ويلي ويليام بالتعاون مع الكولمبي جي بالفين، واللذان استطاعا التفوق بها على لوائح الأكثر استماعاً وتحميلاً في معظم دول العالم، خاصة بعد أن قدما الأغنية بطريقة الفيديو كليب، والذي وصفته مجلة "بيلبورد" بأنه "أشبه بانفجار في الألوان والرقص"، حيث يجمع الفيديو رقصات عديدة حول العالم.
وعلى ذات الخط، سار الأميركي روميو سانتوس، بأغنيته الجديدة (Imitadora) التي شابهت في بعض إيقاعاتها ما قدمه لويس فونسي ودادي يانكي في "ديسباسيتو"، إلا أن روميو سانتوس اختلف عنهما بطريقة مزج الإيقاعات. ورغم عدم تمكن الأغنية من صعود قمة قائمة الأكثر استماعاً وتحميلاً، إلا أنها حصلت على تقييم "جيد" لدى النقاد، والذين وصفوا كلماتها بـ "رواية قصة مليئة بالدراما"، وأنها أشبه بنداء رجل يائس للمرأة التي كانت تحبه يوماً ما وانقلبت الأمور فيما بينهما".