كانت ليلة الاحتفال في الثاني من شهر ديسمبر/كانون الأول واحدة من أجمل الليالي المليئة بالأغاني الوطنية والألعاب النارية.
في مثل هذا اليوم من العام الماضي 2019 خرجتُ وأسرتي بالسيارة لنحتفل باليوم الوطني الإماراتي، مثلنا مثل ملايين المقيمين الذين يعيشون بسلام ومحبة على أرض هذه الدولة الطيبة التي فتحت لي ذراعيها منذ تسعة أعوام وإلى الآن، حصلتُ فيها على فرص رائعة في مجال عملي، ومعاملة إنسانية راقية من مواطنيها ومقيميها وزائريها، حيث الأمان الذي لا يمكن أن أنعم به في مكان آخر بالعالم.. وهنا مربط الفرس، كما يُقال.
كانت ليلة الاحتفال في الثاني من شهر ديسمبر/كانون الأول واحدة من أجمل الليالي المليئة بالأغاني الوطنية والألعاب النارية، حيث شارع الكورنيش الطويل في العاصمة أبوظبي، حيث الرقصات وفرحة الأطفال ومحطات التراث الأصيل، إلى ساعات الصباح الأولى، والاستلهام من تجربة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي وحّد الإمارات وأعلن قيام الاتحاد عام 1971م، ليكون بذلك يوماً وطنياً يسبقه يوم الشهيد في الإمارات في الثلاثين من نوفمبر.
منذ ذلك اليوم، والإمارات مكان للخير والخيّرين، وقصص النجاح تنطلق منها إلى العالم، والأرقام والمؤشرات القياسية ديدنها، في رحلة عززت السلام والتسامح والتعايش بين القوميات والجنسيات والأعراق في هذه الرقعة الجغرافية من مساحة الكرة الأرضية، لتسير الحياة تزامناً مع عقارب ساعة السعادة والأمل والاستقرار.
الثاني من ديسمبر يعني لنا الكثير كمقيمين ممن ساهموا جنباً إلى جنب مع المواطنين في بناء البلاد تحت ظل قيادة رشيدة تعمل لصالح خير الجميع، ونتلمس في بلدنا الثاني الذي احتضننا الكثير من التقدير، فبين الحين والآخر تصدر قرارات لصالحنا، وفي كل هنيهة نتلمس الخير في بلد الخير والتسامح والسلام والعطاء.. في بلد زايد وعيال زايد.
تعلمتُ الكثير من تجاربي في هذا البلد.. هنا أنت تعيش مع كل سكان الكرة الأرضية، هي قصة خليط متجانس ومزيج متناغم وتنوع جميل، عوالم وأزمنة وأمكنة منصهرة حتى الحبّ، هذه الأرض الصغيرة – الكبيرة.. لا شيء يفرض نفسه عليك إلا القانون، لا تخالف القانون، هذا ما هو مطلوب منك فقط.
لكن ما تعاني منه الإمارات هو شدة تعلق المقيم بها وعدم قدرته على العيش أو التأقلم في سواها من الدول، وهذا ما يُحسب لها كنقطة قوة إضافية، ففي كل مرة أسافر فيها إلى خارج الإمارات لا أستطيع إلا أن أعود إليها بكل فرح وسعادة وكأنها المرة الأولى التي تطأ فيها قدمي أرضها، وهذا محور أحاديث الذين يسافرون كثيراً ويعايشون تجارب الكثير من الدول.
والآن هل عرفتم ما قصدتُه بمربط الفرس؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة