ضريبة الكربون.. ما هي وكيف تحسب؟

ضريبة الكربون هي نوع من العقوبة التي يجب على الشركات دفعها مقابل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المفرطة.

 وتُفرض الضريبة عادة على كل طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

تم تطبيق ضرائب الكربون في 35 دولة حتى الآن. ولكن لم تسن الولايات المتحدة ضريبة الكربون على الرغم من تقديم عدد من المقترحات لأحدها إلى الكونجرس الأمريكي.

يتم دفع ضريبة الكربون من قِبل الشركات والصناعات. كنوع من "ضريبة التلوث" على تلك الأعمال التي تحرق الوقود الذي يحتوي على الكربون، بما في ذلك الفحم والنفط والبنزين والغاز الطبيعي. وينتج عن حرق هذه الأنواع من الوقود الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان ، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي.

لذا يُنظر إلى ضريبة الكربون على أنها تقلل من الانبعاثات من خلال جعل استخدام الوقود الكربوني أكثر تكلفة، وبالتالي إعطاء الشركات سببًا لتصبح أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، وذلك لتوفير المال.

كما ستزيد ضريبة الكربون أيضًا من تكاليف البنزين والكهرباء، مما يمنح المستهلكين سببًا للتحول إلى الطاقة النظيفة.

• تريليونات عاجلة.. هذه تكلفة مهمة ترويض المناخ الهائج
• الجراثيم الخارقة.. تقرير خطير لـ"ناسا" عن الآثار الصحية لتغير المناخ
  

فهم ضريبة الكربون

ضريبة مصممة لتخفيف أو إزالة العوامل الخارجية السلبية لانبعاثات الكربون ، ضريبة الكربون هي نوع من ضرائب بيغوفيان (هي ضريبة على أي نشاط في السوق ينتج عنه عوامل خارجية سلبية).

يوجد الكربون في كل نوع من أنواع الوقود الهيدروكربوني (بما في ذلك الفحم والنفط والغاز الطبيعي)، وينطلق الكربون في شكل ثاني أكسيد الكربون السام الضار (CO2) عند حرق هذا النوع من الوقود. حيث يعد ثاني أكسيد الكربون هو المسؤول في المقام الأول عن الاحتباس الحراري.

التنظيم الحكومي

يُشار إلى ضريبة الكربون أيضًا على أنها شكل من أشكال تسعير الكربون على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حيث يتم تحديد سعر ثابت من قبل الحكومة لانبعاثات الكربون في قطاعات معينة. ويتم تمرير السعر من الشركات إلى المستهلكين. من خلال زيادة تكلفة انبعاثات الاحتباس الحراري، تأمل الحكومات في الحد من الاستهلا ، وتقليل الطلب على الوقود الأحفوري، ودفع المزيد من الشركات نحو إنشاء بدائل صديقة للبيئة.

وهذه الضريبة هي وسيلة للدولة لممارسة بعض السيطرة على انبعاثات الكربون دون اللجوء إلى أدوات الاقتصاد الموجه، والتي يمكن للدولة من خلالها التحكم في وسائل الإنتاج وتفويض وقف الإنتاج والخدمات التي تنتج انبعاثات الكربون.

كيف تُطبق ضريبة الكربون؟

في نظام ضرائب الكربون، فإن ثاني أكسيد الكربون يتم عزله بشكل دائم عن الإنتاج ولا يتم إطلاقه في الغلاف الجوي. لكن الضريبة تُفرض أثناء عملية المنبع، أو عند استخراج الوقود أو الغاز من الأرض. ويمكن للمنتجين بعد ذلك تمرير الضريبة إلى السوق بقدر ما يستطيعون.

نماذج على ضرائب الكربون

تم تطبيق ضرائب الكربون في عدد من الدول حول العالم. وهي تتخذ عدة أشكال مختلفة، ولكن معظمها يرقى إلى معدل ضرائب مباشر لكل طن من الوقود الهيدروكربوني المستخدم.

كانت فنلندا أول دولة تطبق ضريبة الكربون في عام 1990. واعتبارًا من أبريل 2021، بلغت هذه الضريبة 73.02 دولارًا لكل طن من الكربون. سرعان ما تبِع الفنلنديون دول الشمال الأخرى - نفذت السويد والنرويج ضرائب الكربون الخاصة بهما في عام 1991. وبمعدل 69.00 دولارًا لكل طن من ثاني أكسيد الكربون المستخدم في البنزين، كما تعد الضريبة النرويجية من بين أكثر الضرائب صرامة في العالم.

فرضت السويد بادية ضريبة بقيمة 250 كرونة سويدية (25 يورو) لكل طن من ثاني أكسيد الكربون الأحفوري المنبعث ، وتم زيادتها تدريجياً إلى 1330 كرونة سويدية (122 يورو) في عام 2023 من خلال زيادة مستوى الضريبة تدريجياً وبطريقة تدريجية. كما تم تطبيق معدل ضريبي منخفض على الصناعة خارج نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي (EU ETS)، في حين أن الصناعة التي يغطيها النظام معفاة تمامًا من ضريبة الكربون.

وتولد ضريبة الكربون في السويد إيرادات كبيرة للميزانية العامة (لا يوجد "تخصيص" لعائدات الضرائب في السويد). ومع ذل ، يمكن استخدام أموال الميزانية العامة لأغراض محددة مرتبطة بضريبة الكربون، مثل معالجة العواقب التوزيعية غير المرغوب فيها للضرائب أو تمويل التدابير الأخرى المتعلقة بالمناخ.

ضرائب الكربون الفاشلة

تم نشر معظم أشكال ضرائب الكربون بنجاح، لكن محاولة أستراليا الفاشلة من (2012-2014) تقف في تناقض صارخ. كان حزب الأقلية الخضراء قادرًا على التوسط في ضريبة الكربون خلال فترة الركود الاقتصادي في عام 2011 ، لكن الضريبة لم تحظ أبدًا بدعم أي من الأحزاب الرئيسية في أستراليا، حزب العمال ذي الميول اليسارية (الذي وافق على مضض على ضريبة تشكيل حكومة مع حزب الخضر) والليبراليين من يمين الوسط، الذين قاد زعيمهم توني أبوت إلغاء عام 2014. مثل معظم المبادرات الاقتصادية لمكافحة تغير المناخ، لا تزال ضرائب الكربون مثيرة للجدل إلى حد كبير.