ماذا يعني تنظيم الإمارات لقمة "COP 28"؟
يعتبر فوز الإمارات بتنظيم مؤتمر المناخ" COP 28 " عام 2023، نجاحا جديدا يؤكد ريادة الإمارات، وتقديرا عالميا لجهودها في استدامة المناخ.
وأعلن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، في وقت سابق اليوم/ الخميس، فوز الإمارات باستضافة الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ " COP 28" في 2023.
وأضاف الجابر، في كلمته خلال الجلسة الختامية لمؤتمر المناخ COP 26"": يشرفني أن أعرب عن تقديرنا العميق باختيار الإمارات لاستضافة " COP 28".
وأكد الجابر: نتطلع لاستضافتكم في عام 2023 في الإمارات لنجعل من العمل فرصة للنمو الاقتصادي المستدام.
أهم قمة بعد باريس 2015
ويتوقع أن تكون قمة المناخ" COP 28 "، التي ستعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أهم قمة عالمية، لإيجاد حلول للتحديات المناخية، بعد قمة باريس 2015، والتي انتهت بإعلان اتفاق باريس.
ويرى الخبراء، أن دعم مختلف دول العالم للإمارات، لتنظيم مؤتمر المناخ" COP 28 " في عام 2023، يعتبر رسالة شكر أممية للإمارات، على جهودها في إيجاد حلول للتحديات المناخية التي يواجهها كوكب الأرض.
وأضاف الخبراء، كما أن تنظيم الإمارات لقمة المناخ في عام 2023، تقدير من مختلف دول العالم، لجهود الإمارات في تنويع مصادر الطاقة، واعترافا بريادتها العالمية في استخدام مختلف أنواع الطاقة المتجددة.
رحلة الإمارات في استدامة المناخ
وأكد الخبراء، أن الإمارات سوف تطلع مختلف دول العالم، على جهودها في استدامة المناخ، كما أنها سوف تقديم نموذج لمشروعات الاستدامة، قابل للتطبيق في مختلف دول العالم.
ورحلة الإمارات، في مشروعات استدامة المناخ، نموذج رائع لمختلف دول العالم بما تتضمنه من نجاحات بارزة، أهمها امتلاك الإمارات 5 مصادر نظيفة للطاقة الكهربائية، وتنفذ خطة طموحة لحماية الاقتصاد الأزرق، والتأكيد على أن الاقتصاد الأخضر أولوية الإمارات السبع، وأنشأت أكثر من مدينة مستدامة.
كما يعتبر من أبرز نجاحات الإمارات في مشروعات استدامة المناخ، تخصيصها نحو 164 مليار دولار لتحقيق الحياد المناخي.
تأييد دولي للإمارات
وكانت الدول الأعضاء في مجموعة آسيا والمحيط الهادئ، أعلنت دعمها لطلب دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ " COP 28"، المنتظر عقده عام 2023.
جاء ذلك خلال انعقاد أعمال المؤتمر في مدينة غلاسكو، الذي شهد مشاركة متميزة للعديد من دول العالم، وتم خلاله مناقشة آليات تسريع العمل على تنفيذ أهداف اتفاق باريس واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "UNFCCC".
ثلاثون عاماً من العمل المناخي
ولأكثر من ثلاثة عقود، أظهرت دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بموضوع التغير المناخي، والتزاماً ثابتاً بالمشاريع الاستثمارية التي تهدف إلى الحد من تداعياته وإيجاد حلول لها، جنباً إلى جنب مع خلق تأثير اقتصادي إيجابي للمجتمع الإماراتي.
وانطلاقاً من دورها المحوري في المنطقة، تدعو دولة الإمارات الآن إلى اتخاذ خطوات أكثر جدية، فقد أطلقت في أكتوبر الماضي مبادرتها الاستراتيجية الطموحة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
بالإضافة إلى ذلك، تحرص دولة الإمارات على دعم المجتمع الدولي وإيجاد طرق عملية لتعزيز الحراك المناخي. كما تدعو إلى تحليل أعمق للمخاطر المستقبلية المرتبطة بتغير المناخ، وتبنّي مفهوم "العمل الاستباقي" لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة للحد من تداعيات تغير المناخ.
الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة
يُعد استخدام الطاقة المتجددة ركيزة أساسية في استراتيجية الإمارات لتقليل الانبعاثات الكربونية ودرء أسوأ تداعيات الاحتباس الحراري.
وتشمل هذه المبادرات مشاريع الطاقة الشمسية، والتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، واستخدام الهيدروجين كوقود نظيف.
واستثمرت دولة الإمارات في السنوات الأخيرة ما يقارب 17 مليار دولار أمريكي في مشاريع الطاقة النظيفة في 70 دولة مع التركيز بصورة خاصة على الدول النامية.
مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ
وفي عام 2021، استضافت دولة الإمارات الحوار الإقليمي للتغير المناخي، وشاركت في قمة المناخ على مستوى القادة حيث عززت التزامها بالزراعة المستدامة.
ونظراً لكون النظم الغذائية مسؤولة عن نحو ربع الانبعاثات الكربونية العالمية، أطلقت الإمارات بالتعاون مع 39 دولة أخرى "مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ".
وتحتضن دولة الإمارات ثلاثةً من أكبر محطات الطاقة الشمسية وأكثرها كفاءة من حيث التكلفة في العالم.
ريادة في إطلاق المبادرات المناخية
وكانت الإمارات رائدةً في إطلاق المبادرات المناخية المهمة على مستوى المنطقة، ومنها وضع أهداف لحماية التنوع البيئي، وتطبيق تقنية التقاط الكربون على نطاق تجاري، وتشغيل محطة طاقة نووية صفرية الانبعاثات، واستكشاف طاقة الهيدروجين.
يذكر أن دولة الإمارات صادقت على اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون في عام 1989، وانضمت إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عام 1995.
كما وقعت الإمارات، على اتفاق باريس عام 2015، وصادقت على بروتوكول كيوتو عام 2005، كما نظمت، واستضافت اجتماع أبوظبي للمناخ قبل عامين.
علاوةً على ذلك، افتتحت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "IRENA" في عام 2015، مقرها الرسمي الدائم في مدينة مصدر في أبوظبي، وهو مشروع عمراني منخفض الكربون يتبنى حلولاً مبتكرة في مجال كفاءة الطاقة والمياه، والتنقل، وتقليل النفايات.