بعد الاعتداء عليه.. هذا مصير كبش ميدان التحرير في مصر
في وضح النهار وفي وقت الظهيرة الحارقة، وبينما بدت حركة الناس في ميدان التحرير، بوسط القاهرة، طبيعية، وانشغل كل إلى غايته، انسل بين الجمع أحد الموتورين ممسكاً بيمناه بمطرقة قوية، قاصداً أحد تماثيل الكباش الأثرية الـ4 التي تزين أشهر ميادين العاصمة المصرية.
بمطرقته القوية وجه "الموتور" ضربته الأولى إلى أحد الكباش لتصيب أسفل أنف التمثال بخدوش، غير أن ضربته الثانية كانت في الهواء بعد أن تمكن رجال الشرطة المرابطين في الميدان لتأمينه من إلقاء القبض عليه وإيداعه قيد الحبس لتتولى النيابة العامة التحقيق الفوري.
ترميم فوري
وزارة السياحة والآثار المصرية، لم تهدر الوقت وتحركت فرق الصيانة للوقوف على حالة التمثال، وبالفعل أجريت الصيانة على الفور، ولم يظهر الكسر سوى للعين المدققة فقط، لأن الرجل لم ينجح سوى في إصابة هذا الجزء من التماثيل الأربعة، بحسب ما صرح به مصدر مسؤول لوسائل إعلام مصرية.
كما أن إدارة الترميم بالوزارة قررت إجراء عملية ترميم شاملة لجميع كباش ميدان التحرير، ومسلة رمسيس الثاني التي تتوسط الميدان، بعد تعرض أحد الكباش لمحاولة تحطيم.
ترميم مستمر
أعمال الترميم وصيانة الآثار في مصر، باتت أمراً روتينياً ومعتاداً بشكل دوري، بحسب ما أكده أحمد عربي، مدير عام معبد آثار الأقصر في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، مؤكد أن لدى الفنيين المصريين قدرات عالية في عمليات الترميم.
وأضاف: "أي أثر يتعرض لأي أذى أو محاولة تخريب قابل للإصلاح والترميم شريطة توفر القطعة التي تم التعرض لها بالكسر أو التلف"، متابعاً: "الآثار في حمايتنا وعيوننا".
ولأن مصر تحتوي على ثلث آثار العالم، فإن فرق الترميم التابعة لكل معبد أو آثار تتحرك بشكل دوري للصيانة على كل المقتنيات الموجودة، وإذا تعرض أي أثر لأي اعتداء أو تخريب تقوم الفرق على الفور بإجراء الصيانة مباشرة دون إهمال أو إبطاء.
العوامل الطبيعة بدورها، كالأمطار والمتغيرات الجوية، قد يكون لها أسباباً مباشرة في إصابة الآثار بمشكلات، وبالتالي تتحرك فرق الترميم من آن لآخر وبشكل دوري لمتابعة الآثار والتأكد من عدم وجود أي تلف فيها من أي نوع.
تشديد أمني
عقب الحادث تعالت الأصوات المنادية بحتمية التشديد الأمني على الآثار المصرية، سيما وأنها تشكل أهمية قصوى داخلياً وخارجياً، وهو الأمر الذي أكده مصدر أمني لـ"العين الإخبارية"، بأن الدوريات الأمنية على الآثار المصرية أمر دائم ومستمر، ومع واقعة الأمس سيتم تشديد وتكثيف الحراسة على كل المنافذ الآثرية.
تطوير
قبل منتصف العام الماضي نقلت وزارة الآثار المصرية، 4 كباش جديدة، عبارة تماثيل على شكل تمثال أبي الهول برأس كبش، وهي الموجودة بالفناء الأول خلف الصرح الأول بمعبد الكرنك بمدينة الأقصر" إلى ميدان التحرير، بجانب تزيينه بمسلة فرعونية.
احتفى المصريون بالتزين الجديد للميدان، وسط مخاوف أعلنها مختصصون وفنيون أثروين بداعي أن نقل تللك الكباش يؤثر على سلامتها بشكل مباشر، ما دفع الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للأعلى للآثار للتصريح آنذاك بأن عملية النقل أمنة تماماً، وتضفي على الميدان الأشهر بالعاصمة المصرية أهمية فوق أهميته.
الكباش الفرعونية
هي تماثيل فرعونية ضخمة، يعود تاريخها لحوالي 3500 عام، حفرت علي هيئة كبش، للدلاله عن الإله "أمون"، الذي كان رمزاً للخصوبة لدى الفراعنة، والكبش في الحضارة المصرية، كان يرمز إلى "الخفي الذي لا يراه أحد".
شكل الكباش
يزن التمثال الواحد منها 5 أطنان ونصف، ويمثل جسد أسد ورأس كبش، وهو الرمز المقدس للإله "أمون"،
وجميعها بحالة جيدة ولا يوجد بها أي خدوش أو تحطيم.
من أين أتت؟
التماثيل الـ4 الموجوده في ميدان التحرير تم استقدامها من مدينة الأقصر التي تتزين بمئات التماثيل للكباش، وما تم نقله ليس من تلك التي تربط بين معبدي الكرنك والأقصر، بل من تلك التي تقع خلف واجهة معبد الكرنك، على جانبي الفناء، خلف مباني الطوب اللبن التي تركها المصري القديم أثناء أعمال بناء الصرح الأول.
aXA6IDE4LjIxNy4yMzcuMTY5IA== جزيرة ام اند امز