ميدان التحرير يستقبل الكباش الأربعة.. 115 عاما شاهدة على تاريخ مصر
الحكومة المصرية تسعى لتحويل ميدان التحرير إلى مزار سياحي يضم بعض القطع الأثرية التي تبرز قيمة الحضارة المصرية أمام العالم
استقبل ميدان التحرير بوسط القاهرة الكباش الأربعة بعد الانتهاء من عملية ترميمها، لتستقر القطع الأثرية وسط الميدان بجوار مسلة الملك رمسيس الثاني، أحد ملوك الأسرة الـ19.
وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، السبت، إنه تم الانتهاء من تركيب الكباش الأربعة على القواعد المخصصة لها، بجوار مسلة الملك رمسيس الثاني والتي تم ترميمها ونصبها في الميدان خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أنه تم تغليف الكباش بصناديق خشب لحين افتتاح مشروع تطوير ميدان التحرير.
وتسعى الحكومة المصرية لتحويل ميدان التحرير إلى مزار سياحي يضم بعض القطع الأثرية التي تبرز قيمة الحضارة المصرية أمام العالم، وتم اختيار ميدان التحرير لوضع المسلة والتماثيل في منتصفه، كونه من أهم الميادين بالعاصمة المصرية التي شهدت أحداثا تاريخية على مدار أكثر من قرن، فما هي قصة هذا الميدان؟
يعود تاريخ تأسيس ميدان التحرير إلى عهد الخديو إسماعيل، وجاءت فكرة تشييد ميدان على الطراز الفرنسي لإعجاب الخديو إسماعيل بميدان "شارل ديجول" في باريس.
وطلب إسماعيل من المهندس الفرنسي "باري لدي شامب" تأسيس ميدان بوسط القاهرة على نمط المعمار الفرنسي، وفي عام 1865 تأسس ميدان التحرير الذي أطلق عليه في ذلك الوقت ميدان الإسماعيلية.
وظل ميدان التحرير طوال الـ115 عاما شاهدا على أحداث تاريخية ما زالت عالقة في أذهان المصريين، ومنذ عام 1881 حينما تحرك الزعيم المصري أحمد عرابي ضد الخديو توفيق، أصبح هذا الميدان نقطة محورية في الأحداث السياسية.
وكان ميدان الإسماعيلية وقتها ساحة لتجمع الوحدة العسكرية التي تحرك معها أحمد عربي إلى قصر عابدين (مقر الحكم) الواقع بوسط القاهرة، رافعين مطالبهم للخديو الرافضة للتدخل الأجنبي في مصر.
وعقب نفي الزعيم المصري سعد زغلول في مالطا عام 1919، خرج عشرات المصريين إلى ميدان الإسماعيلية، احتجاجا على نفي زغلول متمركزين داخل الميدان حتى تم تنفيذ المطالب بإعادته من المنفى.
وتدريجيا تحول ميدان الإسماعيلية إلى ساحة الاحتجاجات لدى المصريين، وحمل اسما آخر هو ميدان "الحرية"، في إشارة إلى أنه رمز للتحرر من القيود والاحتلال الإنجليزي.
ومع تغير الأوضاع السياسية في مصر عقب ثورة 1952، تغير اسم الميدان إلى ميدان "التحرير" الذي شهد تحرك المصريين عقب الهزيمة في حرب 1967 ورفضهم تنحي الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر عن الحكم.
وفي سبعينيات القرن الماضي، شهد الميدان نفسه مظاهرات تطالب الرئيس الأسبق أنور السادات بالحرب ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعقب انتهاء الحرب في أكتوبر 1973 احتشد آلاف المصريين بالميدان احتفالا بالانتصار.
وعاد ميدان التحرير مرة أخرى كـ"ساحة" للاحتجاجات السياسية ضد حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011، كما شهد انتفاضة المصريين ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية عام 2013، وعلى مدار الـ10 سنوات الماضية شهد الميدان الكثير من الأحداث السياسية والاحتفالات من بينها افتتاح قناة السويس الجديدة عام 2015.
واليوم يتزين ميدان التحرير بمسلة تنتمي لعصر الملك رمسيس الثاني، منحوتة من الجرانيت الوردي بطول 19 مترا، وقبل نقلها إلى الميدان كانت تستقر في صان الحجر بالشرقية (دلتا مصر).
وتم تزيين الميدان بـ4 تماثيل لأبوالهول ذات رأس الكبش نقلت من مدينة الأقصر الأثرية (جنوبي مصر)، ليجمع أقدم ميادين القاهرة تاريخ مصر وحاضرها.