متى ينتهى التشديد النقدي؟.. "الفيدرالي الأمريكي" يترقب الأدلة
أفصح جيروم بأول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، عن نية البنك في إبطاء وتيرة زيادات أسعار الفائدة خلال ديسمبر/كانون الأول الجاري.
بينما أكد أن تكاليف الاقتراض ستحتاج إلى الاستمرار في الارتفاع وأن تظل مقيدة لبعض الوقت للتغلب على التضخم.
هل يحدث تعديل في اجتماع ديسمبر؟
تعليقات "باول" جاءت في خطاب ألقاه الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في معهد بروكينجز في واشنطن، وسط توقعات بأن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي "المركزي الأمريكي" أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس عندما يجتمع في 13-14 ديسمبر/كانون الأول 2022، بعد أربعة تحركات متتالية بمقدار 75 نقطة أساس.
وقال باول في نص خطابه: "قد يأتي وقت تعديل وتيرة زيادات أسعار الفائدة بمجرد اجتماع ديسمبر.. لكن بالنظر للتقدم الذي أحرزناه في تشديد السياسة، فإن توقيت هذا الاعتدال أقل أهمية بكثير من الأسئلة المتعلقة بمدى الحاجة إلى زيادة الأسعار للسيطرة على التضخم، وطول المدة الزمنية اللازمة للحفاظ على السياسة النقدية عند مستوى متشدد".
وقد تراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين، ذات الحساسية لتوقعات أسعار الفائدة، من المكاسب بعد تصريحات باول، وعكس مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الخسائر ليُتداول عند مستويات مرتفعة. كذلك، تراجعت قيمة الدولار الأميركي مقابل المنافسين الرئيسيين في أسواق الصرف الأجنبي.
سعر فائدة قياسي
ورفعت إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهي الأكثر حدة منذ الثمانينيات، النطاق المستهدف لسعر الفائدة القياسي من الصفر تقريباً في مارس إلى نطاق من 3.75% إلى 4%. ورجح باول أن تصل أسعار الفائدة إلى مستوى "أعلى نوعاً ما" مما توقعه المسؤولون في سبتمبر، عندما كان متوسط التوقعات عند 4.6% العام المقبل. جدير بالذكر أن هذه التوقعات ستُحدّث في اجتماع ديسمبر/كانون الأول الجاري.
يرى المستثمرون أن الاحتياطي الفيدرالي سيوقف رفع أسعار الفائدة مؤقتاً في الربع الثاني بمجرد أن تصل إلى حوالي 5%، وفق تسعير العقود الآجلة.
قال باول إن البنك المركزي الأميركي يتوقع (ارتفاع) التضخم لمدة 12 شهراً بناءً على مقياسه المفضل الذي يتمثل في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، بنسبة 6% حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ومعدل تضخم أساسي قدره 5%.
وأوضح أنه لم يكن هناك دليل قوي كافٍ لإثبات حجة مقنعة تشير إلى أن التضخم سيتباطأ قريباً.
وأظهرت بيانات اقتصادية الخميس 1 ديسمبر/كانون الأول 2022 ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة – المؤشر المفضل للفيدرالي لقياس التضخم – بنسبة 0.2% في أكتوبر على أساس سنوي، ما يقل عن التوقعات البالغة 0.3%.
كما كشفت بيانات منفصلة أن طلبات إعانة البطالة الأولية في الولايات المتحدة تراجعت 16 ألف طلب إلى 225 ألفاً في الأسبوع المنتهي في السادس والعشرين من نوفمبر، ما يعتبر أفضل من التوقعات التي كانت تشير إلى تسجيل 235 ألفاً.
أدلة تراجع التضخم.. غير كافية
وقال باول إن "الأمر سيتطلب مزيداً من الأدلة بشكل كبير للتأكد من أن التضخم آخذ في الانخفاض بالفعل، والحقيقة هي أن الطريق أمام التضخم ما يزال غير مؤكد بشكل كبير".
واستعرض رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي مكونات التضخم في خطابه. وأشار إلى تباطؤ أسعار السلع، لكنه أضاف أنه "من السابق لأوانه إعلان هزيمة تضخم السلع". كما أنه قال إن معدلات التضخم في عقود إيجار المنازل الجديدة تتراجع.
بالرغم من ارتفاع تكاليف الاقتراض، يواصل الاقتصاد الأمريكي النمو وسط طلب مستمر وتوظيف مطرد. قال صُناع السياسة إن هذه المرونة تشير إلى الحاجة إلى زيادات مستمرة في أسعار الفائدة في وقت يظل فيه التضخم أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
وتقرير التوظيف الشهري المقرر صدوره يوم الجمعة سيُظهر على الأرجح مكاسب قدرها 200 ألف وظيفة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، التي ستكون الأبطأ في نحو عامين، وفق اقتصاديين استطلعت وكالة بلومبرج آراءهم.
aXA6IDMuMTQ3Ljc2LjE4MyA=
جزيرة ام اند امز